تواصلت المواجهات بين المناهضين لرئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وقوات الأمن طوال الليلة الماضية، فيما دعا الاتحاد الأوروبي أنقره إلى الإلتزام بالقواعد الديمقراطية خصوصا وأنها تسعى للانضمام إلى الاتحاد. ورأى رئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتس، أن تعامل الحكومة التركية مع المتظاهرين لا يتفق مع عضوية الاتحاد الأوروبي، التي تسعى إليها تركيا. وقال السياسي الألماني في تصريحات للقناة الأولى في التليفزيون الألماني "إيه.آر.دي"، اليوم الثلاثاء الرابع من يونيو 2013، "إن عضوية الاتحاد تتطلب الالتزام بالمعايير الديمقراطية. وإننا نرى أنه (رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان) غير مستعد لذلك في لحظات معينة".
وتشهد تركيا، التي تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، احتجاجات عارمة منذ أيام ضد حكومة أردوغان.
ووقعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين أسفرت عن وفاة شخصين حتى الآن. وقوبل تصدي الشرطة العنيف للمظاهرات بانتقادات على المستوى الدولي. وطالب شولتس المجتمع الدولي الأوروبي بموقف واضح تجاه الأمر، وقال "يتعين علينا أن نقول: إذا كنت تريد التفاوض معنا إذا كنت تريد الانتماء لهذا المجتمع الدولي الديمقراطي، فلا يمكنك أن تقمع المتظاهرين (ضدك)".
ميدانيا اشتبك محتجون مناهضون للحكومة التركية مع الشرطة أثناء الليل وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، مع محاولة المحتجين الاقتراب من مكتب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين ألقوا الحجارة وبنوا الحواجز وأغلقوا بعض الطرق الرئيسية بالمدينة بين ميدان تقسيم ومكتب اردوغان. ومع بزوغ فجر اليوم أصبحت الشوارع معبأة بالغاز المسيل للدموع وشوهد بعض المحتجين المصابين ينقلون بعيدا. وتمكنت شرطة مكافحة الشغب من صد المحتجين وإبعادهم عن مكتب رئيس الوزراء وباتجاه ميدان تقسيم بجوار متنزه جيزي، حيث اعتصم محتجون مناهضون للحكومة. وكان اردوغان قال يوم أمس الاثنين إن المحتجين المسؤولين عن الاحتجاجات يسيرون "يدا بيد مع الإرهاب" في رد ينم عن التحدي بعد أربعة أيام من الاضطرابات في عشرات المدن التركية.
وأصيب المئات من أفراد الشرطة والمحتجين منذ يوم الجمعة (31 مايو) عندما تحولت مظاهرة تطالب بوقف البناء في متنزه باسطنبول إلى احتجاجات حاشدة ضد ممارسات عنيفة للشرطة وسياسات اردوغان، التي يصفها معارضون له بأنها استبدادية. ولم تهدأ المظاهرات بعد وعاد المحتجون إلى ميدان تقسيم. وأعاقت حواجز من الركام حركة المرور بمحاذاة ممر البوسفور المائي وأغلقت المنطقة. وعلقت جماعات يسارية أعلاما حمراء وسوداء ولافتات تطالب اردوغان بالاستقالة وكتب عليها "لا عودة للوراء مهما حصل."
وقرر اتحاد نقابات القطاع العام، احد اكبر الاتحادات النقابية في البلاد، دعم الحركة الاحتجاجية بتنفيذ إضراب ليومين اعتبارا من الثلاثاء. وأعلن الاتحاد اليساري التوجه والذي يعد 240 ألف منتسب أن "الإرهاب الذي تمارسه الدولة على تظاهرات سلمية تماما يتواصل بشكل يهدد حياة المدنيين".