أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في حوار حصري مع قناة فرانس 24 وإذاعة فرنسا الدولية وتي في 5، أن نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة "يقضي فترة نقاهة في دار أنفاليد"، وهي مؤسسة صحية في قلب العاصمة الفرنسية باريس يشرف عليها الجيش. وأضاف أنه لا يدري متى سيعود بوتفليقة إلى بلاده، مشيرا إلى أن المسألة تعني الرئيس الجزائري. ورفض فرانسوا هولاند التعليق على صحة بوتفليقة، والذي نقل على عجل في 27 أبريل إلى مستشفى "فال دو غراس" العسكري في باريس بعد تعرضه لما قيل إنها "جلطة دماغية". وكان مراد مدلسي وزير الخارجية الجزائري صرح قبل أسبوع في أديس أبابا أن "الرئيس سيعود قريبا إلى الجزائر". وفي حواره مع فرانس 24، قال فرانسوا هولاند إن علاقاته ببوتفليقة ومع الجزائر "جيدة"، معتبرا أن "لا خطر من وقوع فوضى" في هذا البلد، جراء مرض رئيسه أو بسبب ما يجري من أحداث وتقلبات في العالم العربي.
وعن سؤال بشأن موت الإرهابي الجزائري مختار بلمختار، منفذ عملية احتجاز الرهائن بمنطقة عين آميناس، جنوب شرق الجزائر، في يناير، قال فرانسوا هولاند: "لدينا دليل قاطع على موت أبو زيد (وهو إرهابي جزائري أعلن عن مقتله في 23 فبراير الماضي)، لكن ليس لدينا دليل يثبت موت مختار بلمختار". وتابع إن "الأهم هو الإرهاب بحد ذاته، والذي نسعى إلى مكافحته بحزم".
وفي هذا الشأن، اعتبر الرئيس الفرنسي أن "العملية العسكرية الشرعية التي أدت إلى سقوط (ومقتل الزعيم الليبي) معمر القذافي خلقت فوضى ووضعا أمنيا صعبا"، مقرا بأن الدول الغربية "أساءت التقدير فيما يتعلق بانتشار السلاح في كل المنطقة"، مستبعدا في نفس الوقت "أي تدخل عسكري في ليبيا". واعترف أيضا بأن عدة "جماعات إرهابية مسلحة استقرت في جنوب ليبيا"، مرجحا أن يكون منفذو العملية الإرهابية ضد السفارة الفرنسية في بنغازي في 23 أبريل الماضي "جاءوا من ليبيا".
وفي نفس السياق، أشاد فرانسوا هولاند بنجاح التدخل العسكري الفرنسي في مالي، موضحا أن "المرحلة الأخيرة من هذه العملية لابد أن تكون سياسية بإجراء انتخابات رئاسية" من المقرر إجراؤها في نهاية يوليو المقبل. ودعا الدول الأفريقية إلى تشكيل قوة تدخل عسكرية أفريقية بمساعدة فرنسا و"كل الدول الأوروبية" من أجل ضمان استقرار المنطقة.
وبخصوص الوضع في سوريا، أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن الرئيس بشار الأسد "لا يمكنه أن يكون طرفا في المرحلة الانتقالية" التي تريدها فرنسا. وقال: "الأسد هو المسؤول الرئيسي عن وفاة 100 ألف شخص في سوريا، ولا يمكن أن يكون طرفا في المرحلة الانتقالية التي ندعو إليها، والتي نسعى لتحقيقها من خلال مؤتمر جنيف" المزمع عقده في يونيو المقبل.
وشدد هولاند على تفضيله الخيار السياسي، معبرا عن رفضه لمبدأ تسليح دمشق، وقال إنه "من غير المعقول أن يتلقى الأسد أسلحة من روسيا في حين يحرم على المعارضة السلاح". لكنه أوضح أن "تسليح المعارضة مقيد بشروط أبرزها أن تتوحد المعارضة وأن يتم تفادي وقوع هذه الأسلحة بين أيدي الإرهابيين.
وختم هولاند كلامه بالقول إن دخول "حزب الله" ميدان المعركة إلى جانب نظام الأسد يثير خطر وقوع "اصطدام بين السنة والشيعة"، متخوفا أن "ينعكس ذلك على دول الجوار مثل لبنان والأردن وتركيا وإسرائيل".