اختتمت اليوم الثلاثاء ببلدة ديامنيديو بضواحي العاصمة السنغالية دكار، أعمال المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك) بالمصادقة على إعلان دكار. كما اعتمد المؤتمر الوزاري الذي عقد في الفترة من 28 إلى 30 نونبر خطة العمل للفترة 2022-2024" و "رؤية 2035 للتعاون الصيني الإفريقي بشأن التعاون في مكافحة التغير المناخي". وأكد رؤساء وفود الصين والدول الإفريقية ال 53 ومفوضية الاتحاد الإفريقي في إعلان دكار"تقديرهم الكامل للتطلع لمستقبل مشترك للإنسانية، طالما رحب به القادة الصينيون والأفارقة في عدة مناسبات". ودعوا "جميع الدول للعمل معا لتعزيز المصالح المشتركة للبشرية، وبناء عالم مفتوح وشامل ونظيف وصديق للبيئة ومستدام يعمه السلام الدائم والأمن العالمي والازدهار المشترك، وتطوير نموذج جديد للعلاقات الدولية، على أساس الاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون المربح للجانبين". وأكد البيان "تمسك الصين وإفريقيا بمبادئ عدم الإضرار والتزام الوئام والإخلاص والمساواة والاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة، والصداقة وحسن النية، ومبدأ السعي وراء الأفضل، ببراغماتية وكفاءة، وبروح من الانفتاح والشمول من أجل العموم". وأكد إعلان دكار امتناع الصين عن التدخل في سعي البلدان الإفريقية لتبني مسار تنموي يتكيف مع ظروفها الوطنية، أو التدخل في شؤونها الداخلية، أو فرض إرادتها على إفريقيا، أو ربط مساعدتها لإفريقيا بشروط سياسية، أو السعي وراء المصالح السياسية في تعاونها مع إفريقيا في مسائل الاستثمار والتمويل. وأضافت الوثيقة أن "الصين وإفريقيا ستتبعان مبدأ التنمية المشتركة والمكثفة والخضراء والآمنة والمفتوحة وتعميق تعاونهما الودي"، وأن إفريقيا "مستعدة للعمل مع الصين لنقل الصداقة الصينية الإفريقية التقليدية من جيل إلى جيل". وضمن وثيقة "رؤية 2035 للتعاون الصيني الإفريقي" التي تم اعتمادها خلال المؤتمر تمت الإشارة الى أن الطرفين قررا البدء بشكل مشترك في مسيرة جديدة من التعاون الشامل بهدف التنمية المشتركة … والتكامل المناسب للمصالح الصينية الإفريقية وكذلك إقامة دينامية جديدة للنمو تستند على التحول من أجل تنمية صناعية مشتركة. كما تنص رؤية 2035 على العمل المشترك لخلق النمو الأخضر وإساء نموذج تنموي ملائم والمتطلبات البيئية، والارتقاء المشترك بمستوى رفاهية الشعوب الصينية والإفريقية إلى مستوى جديد بهدف تحقيق الازدهار للجميع. وفي ما يتعلق بمكافحة تغير المناخ، اتفقت الصين وإفريقيا على العمل "لتسريع تنفيذ المشاريع المبرمة في إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي بشأن تغير المناخ، وتعزيز توقيع وثائق التعاون المتعلقة بالمشاريع قيد المناقشة، وتسهيل إنتاج المواد والمعدات ونقلها وتسليمها في إطار عمليات الدعم، والمضي قدما في تشييد مناطق مرجعية تحترم خفض انبعاثات الكربون والغازات المسببة للاحتباس الحراري ". ووفقا للوثيقة، ستنظم الصين وإفريقيا منتدى رفيع المستوى بشأن تغير المناخ في إطار التعاون بين بلدان الجنوب ومبادرة الحزام والطريق، وستعملان على تعميق التبادلات والتعاون بينهما بشأن تغير المناخ، ولا سيما من خلال إطلاق خطة عمل بين الصين وإفريقيا على مدى ثلاث سنوات. ومن جهة أخرى تضمنت خطة العمل بين الصين وإفريقيا للسنوات 2022-2024 برامج للتعاون في مجالات الصحة والحد من الفقر والفلاحة وتطوير التجارة والاستثمار والابتكار الرقمي والتنمية الخضراء وبناء القدرات والتبادلات الإنسانية والثقافية والسلام والأمن. وسيعقد المنتدى التاسع لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي في العام 2024 بالصين. يذكر أن منتدى التعاون الصيني الإفريقي الذي أنشئ في العام 2000 ، هو منبر للحوار السياسي في إطار التعاون بين بلدان الجنوب وآلية تعاون بين الصين وإفريقيا على أساس مبدأ المساواة والمنفعة المتبادلة.