أهم ما يميز الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها، أمس الثلاثاء، هو حجز ملصقات تتحدث عن ما يسمى "ولاية خرسان" باعتبارها قاعدة جديدة للقتال. ما يثير الانتباه في هذا الأمر، هو أن هذه هي أول مرة يتم الحديث فيها على مستوى المغرب، وشمال إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، عن "ولاية خراسان وهو ما يكشف ان هذه الأخيرة ستصبح مركزية في المرحلة المقبلة لدى التنظيم الإرهابي داعش.. وذكر بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية أنه تم تفكيك هذه الخلية الإرهابية في سياق تظافر وتعزيز الجهود التي تبذلها المصالح الأمنية لتحييد مخاطر التهديد الإرهابي، ومنع التنظيمات المتطرفة من بلوغ مرحلة التنفيذ المادي لمخططاتهم ومشاريعهم التي تحدق بأمن الوطن والمواطن. وتعتبر "ولاية خراسان"، الواقعة بأفغانستان، واحدة من ولايات تنظيم "داعش" التي ظلت قائمة بعد القضاء على التنظيم الإرهابي بالشرق الأوسط، ويظهر أنها ستصبح "ولاية مركزية" تعوض الموصل بالعراق بعد انهيار الأخيرة. وظهرت "ولاية خراسان" كواحدة من ولايات التنظيم الإرهابي "داعش" سنة 2015 عقب نشأة التنظيم، وكانت ولاية عادية لكن بعد سقوط هذا الأخير بات لها دور مفترض. ويحاول تنظيم داعش استغلال الأضواء المسلطة على أفغانستان بعد صعود طالبان من أجل الظهور من جديد على الساحة، وهو اليوم يبحث عن حضور إعلامي، من خلال التركيز أكثر على هذه المنطقة، التي تحظى باهتمام إعلامي كبير.. وكانت "داعش" تراهن سابقا على منطقة الساحل في إفريقيا؛ لكن بعد ما حدث في أفغانستان من تغيير تم التحول إلى ولاية خراسان التي ستصبح منصة جديدة لهم.. ولم تكن لولاية خراسان أية قيمة، ولم يسبق أن ظهرت إعلاميا منذ نشأتها سنة 2015 عقب انشقاق طالبان باكستان عن طالبان أفغانستان، ويضم تنظيم "خراسان" أعضاء من طالبان باكستان، ومنذ ذلك الوقت أنشأ خلايا نائمة في مدن متفرقة، وعبر عن عدائه لطالبان أفغانستان. وعاد التنظيم إلى الواجهة عقب تبنيه أحداث تفجير مطار كابل في غشت الماضي، الذي راح ضحيته جنود أمريكيون، تليها هجمات دموية كبيرة راح ضحيتها مدنيون. يذكر أن خراسان هو اسم منطقة تضم أجزاء من أفغانستانوباكستان وإيران وآسيا الوسطى. وحسب تقرير سابق لمجلس الأمن الدولي، فإن أعداد مقاتلي "داعش خراسان" تتراوح ما بين 500 وبضعة آلاف. ويبدو، اليوم، أنهم يضمون مقاتلين وموالين حتى خارج حدود المنطقة.