يبدأ قاضي محكمة التحقيقات السابعة في سرقسطة، رافاييل لاسلا، اليوم الاثنين، الاستماع إلى الدبلوماسي كاميلو فيارينو، مدير ديوان وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، أرانتشا غونزاليس لايا، بتهمة المساهمته في دخول المجرم إبراهيم غالي، زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية إلى الأراضي الإسبانية، يوم 18 أبريل 2021، بشكل سري ودون التحقق من هويته، حيث يواجه أيضا اتهامات بخرق قوانين السفر الأوروبية. وستبدأ المحكمة الإسبانية الاستماع مباشرة إلى الأشخاص الواردة أسماؤهم في ملف دخول المجرم غالي بعد مسلسل من التحقيقات التي شملت وزارة الخارجية والجيش الإسباني، حيث سيجري استجواب فيارينو بشكل مباشر من طرف المحكمة باعتباره متهما، بعدما كانت الإجراءات تتم سابقا عن طريق المراسلات الرسمية، في حين سيتم الاستماع إلى نائب رئيس هيئة الأركان الجوية، فرانسيسكو خافيير فيرنانديز سانشيز، باعتباره شاهدا، وفق ما أوردته اليوم الاثنين صحيفة "لاراثون". ويأتي ذلك بعدما ثبت للمحكمة أن الدبلوماسي المذكور، الذي كان الذراع الأيمن لوزيرة الخارجية المُقالة أرانتشا غونزاليس لايا، قدم توجيهات لقيادات القوات الجوية الإسبانية عن طريق المكالمات الهاتفية والرسائل النصية، من أجل السماح بدخول غالي إلى الأراضي الإسبانية دون فحص جواز سفره أو التعرف على هويته، بزعم أنه شخصية دبلوماسية جزائرية، في حين أنه كان متابعا قضائيا بتهم تدخل في إطار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. ويتولى متابعة الدعوى المحامي الإسباني أنطونيو أوردياليس، الذي يرى أن تدخل الخارجية الإسبانية من أجل إدخال زعيم الجبهة الانفصالية إلى إسبانيا، تم عن طريق تزييف هويته، وينطوي على احتمال وجود جرائم تزوير واحتيال تعرض لها قادة أركان القوات الجوية للسماح له بالدخول عن طريق مطار سرقسطة العسكري، كما وجه مذكرة إلى المحكمة تشير أيضا إلى انتهاك القوانين الأوروبية المتعلقة بالسفر والهجرة، وخاصة اتفاقية "شينغن". وكانت هذه القضية السبب المباشر في الأزمة الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، والتي أدت في نهاية المطاف رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، لإقالة وزيرة الخارجية وتعويضها بسفير إسبانيا في باريس، خوسي مانويل أباريس، هذا الأخير الذي كان أول قرار اتخذه بعد توليه حقيبته الوزارية هي إعفاء مدير الديوان المتابع قضائيا حاليا.