في سلوك ينم عن تناقض فاضح، أبدى السفير الجزائري بفرنسا، محمد عنتر داود، احتجاجه على وكالة الأنباء الفرنسية على خلفية نقلها لتصريحات صادرة عن حركة "الماك" التي تطالب باستقلال منطقة القبائل عن الجمهورية الجزائرية. وقال السفير لوكالة الأنباء الجزائرية إن الوكالة الإخبارية الفرنسية "عودت قارئيها ومستعمليها على مهنية أكبر والتزام بأخلاقيات المهنة في تغطياتها الإعلامية، رغم الموقف التحريري النقدي والسلبي تجاه بلادي، وعليه ينبغي الإقرار اليوم أن فتح شريطها لمسؤولي هذه الحركة يكتسي شكلا من أشكال التعاطف وإضفاء الشرعية لفائدة مسؤولي هذه الحركة الانفصالية التي تخطط، حسب معلومات موثوقة من وزارة الدفاع الوطني، للقيام بأعمال إجرامية واعتداءات إرهابية ضد المسيرات الشعبية السلمية". كلام السيد السفير يتناقض مع ما تقوم به دولة العسكر، التي لا تتوقف أبواقها الإعلامية الرسمية وعلى رأسها وكالة الأنباء الجزائرية، في نشر تصريحات مرتزقة البوليساريو وتخصيص مساحات كبيرة يوميا لنقل أنشطة الانفصاليين وتحركاتهم وكل صغيرة وكبيرة حول الكيان الوهمي... سفير الجزائر بباريس تناسى بان بلاده تأوي وتدعم أكبر عصابة إرهابية، فوق ترابها، أكثر من ذلك فهي تسخر كل إمكانياتها المالية والعسكرية والإعلامية والديبلوماسية لدعم مرتزقة البوليساريو وذلك في خرق سافر لعلاقات الجوار وكل الأعراف الدولية والأخلاق الانسانية.. إن سعادة السفير نسي استحضار الحكمة القائلة بأن "من كان بيته من زجاج، لا يقذف الناس بالحجارة"، والحال أن نظام العسكر هو آخر من يمكنه الحديث عن "أخلاقيات المهنة" وعن "محاربة الإرهاب" لأنه أكبر راعي للإرهاب في المنطقة وأكبر كذاب وناشر للأخبار والإشاعات التي لا أساس لها في الواقع.. وفي الأسبوع الماضي، نشرت وكالة الأنباء الفرنسية مقتطفات بيان صادر عن "حركة استقلال منطقة القبائل" نفت فيه تخطيطها لتفجيرات لاستهداف مسيرات الحراك الشعبي وطالبت من السلطات الجزائرية بتقديم الأدلة على اتهاماتها. واتهم رئيس حركة "الماك" فرحات مهني، في البيان، وزارة الدفاع الجزائرية ب"الانحراف" من خلال "نشر معلومات غير صحيحة عبر موقعها الرسمي". ويذكر أن وزارة الدفاع الجزائرية ادعت الأحد الماضي أنها فككت "خلية انفصالية" تتبع ل"حركة استقلال منطقة القبائل"، وقالت إنّها كانت "تخطّط لتنفيذ تفجيرات" وسط مسيرات الحراك الاحتجاجي، وهي ادعاءات كاذبة تهدف إلى تخويف الجزائريين وتخوين حركة فرحات مهني التي يئست من ظلم وقمع النظام العسكري الجزائري واختارت المطالبة باستقلال منطقة القبائل، ولا علاقة لها بالإرهاب لأن اكبر الإرهابيين هم الجنرالات الذين يتحكمون في رقاب الجزائريين منذ انقلاب محمد بوخروبة (هواري بومدين) في ستينيات القرن المنصرم.