قال بوبي غوش، عضو هيئة تحرير "بلومبرغ" الأمريكية الشهيرة، إن العلاقات بين المغرب وألمانيا أصبحت متوترة جدا، مضيفا أن الخطوة المغربية بتعليق العلاقات مع ألمانيا كشف نفاق أوروبا. وذكر بوبي غوش، في مقال مطول على إن المغرب يعتبر سابع أكبر شريك تجاري لألمانيا. وأشار إلى أن تفاصيل الخلاف الدبلوماسي مازالت غامضة، لكن الأنباء التي ترد بين الفينة والأخرى تقول إن المغرب قرر تعليق العلاقات مع الحكومة الألمانية وجمد التواصل مع السفارة الألمانية. وقال عضو هيئة تحرير بلومبرغ، إن المغرب كان "مستاء العام الماضي بعد استبعاده من قائمة ضيوف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مؤتمر دولي حول الحرب الأهلية الليبية. وذلك رغم ان المغرب لعب ولايزال دورا محوريا في التقارب بين الأطراف الليبية المتصارعة. لكن السبب الأكثر ترجيحًا للغضب المغربي الأخير، حسب بلومبرغ، هو موقف ألمانيا من ملف الصحراء المغربية، بعد الإعتراف الأمريكي بسيادة المملكة على الصحراء.
وأوضحت المجلة، أن رفض بعض الدول الأوروبية لهذا القرار الأمريكي، وإقدام ألمانيا على خطوة دعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للاجتماع حول الموضوع، أغضب الرباط. وأكدت بلومبرغ، أن الخطوة المغربية بتعليق العلاقات مع ألمانيا كشف نفاق أوروبا. وقال المجلة أنه رغم القرارات الصادرة عن الحكومة الألمانية فيما يخص ملف الصحراء المغربية، فإن شركة سيمنز الألمانية تستثمر في توربينات الرياح جنوب المغرب. ولم يعد المغرب، حسب بلومبرغ، راضيا عن الرسائل الدبلوماسية الأوربية وضمنها ألمانيا، والخطابات المتوارية وراء مجلس الأمن أو ما سماها ناصر بوريطة "منطقة الراحة". وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وفي معرض جواب له على سؤال لوكالة “أوربا بريس” حول قرار أمريكا الاعتراف بمغربية الصحراء، قد دعا الاتحاد الأوروبي إلى الخروج من منطقة الراحة الخاصة به ودعم الدينامية الإيجابية الجارية في الصحراء المغربية”، مؤكدا أن "الاتحاد عليه أن يخرج من منطق الأستاذ والتلميذ". وأوضح بوريطة في رده، أن الأمر يتعلق ب "تطور طبيعي للموقف الأمريكي، الذي يعتبر منذ سنة 2007، بأن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تشكل أساسا جادا وواقعيا من أجل إيجاد حل نهائي لهذا النزاع الإقليمي"، مشيرا الى أنه "عندما نقول حكم ذاتي، فلا أظن أن هناك حكما ذاتيا خارج السيادة". وتابع أن هذا الموقف "يعزز من فرص التوصل إلى حل نهائي"، مبرزا أن "المغرب مستعد للالتزام بمسلسل من هذا القبيل، تحت إشراف الأممالمتحدة، من أجل إيجاد حل لقضية الصحراء في إطار مبادرته للحكم الذاتي". وبعد أن ذكر الوزير في هذا الصدد بأن 42 دولة قامت عند متم يناير الماضي بدعم هذه المقاربة، موضحا أن "الأمر لا يتعلق بموقف معزول، لكن بتوجه على مستوى المجتمع الدولي"، دعا في هذا الصدد الاتحاد الأوروبي إلى الخروج من منطقة الراحة الخاصة به. وقال انه "يكفي أن تخرج أوروبا من منطقة راحتها وتدعم هذا التوجه الدولي"، مشيرا إلى أن "العملية راوحت مكانها على مدى سنوات"، واليوم "هناك توجه ينبثق، وهو ما ينبغي على الاتحاد الأوروبي تبنيه". وشدد ناصر بوريطة على أن أوروبا في حاجة إلى منطقة للساحل والصحراء مستقرة وآمنة، مسجلا أن "هذه الأماني يمكن أن تظل جامدة في حال عدم وجود التزام"، متسائلا :" اليوم، سينطلق القطار، فهل ستظل أوروبا سلبية أو أنها ستساهم في هذه الدينامية ؟".