أكد رئيس المجلس الوطني لهيئة الخبراء المحاسبين، أمين البعقيلي، أمس الجمعة بالداخلة، أن الأقاليم الجنوبية تزخر بالمؤهلات والفرص ومحركات النمو التي ينبغي توجيهها وتعزيزها لدعم الدينامية السوسيو-اقتصادية للجهات. وقال البعقيلي، في كلمة خلال افتتاح يوم دراسي بالداخلة نظمته هيئة الخبراء المحاسبين في موضوع "الاستثمار، المحفز الأساسي لتنمية أقاليمنا الجنوبية"، إن البيئة التي أوجدها النموذج الاقتصادي الجديد للأقاليم الجنوبية تمنح للمستثمرين رؤية بشأن الفرص الاستثمارية المتاحة في الجهة بفضل الجهود المبذولة في مجال تعزيز البنيات التحتية والاستقرار السياسي وتحسين مناخ الأعمال. وأضاف أن "نجاح هذا النموذج التنموي يرتبط بالتحول الكبير لاقتصادنا بأكمله نحو اقتصاد المعرفة والاقتصاد الأخضر واقتصاد المواطن والاقتصاد الشامل"، مؤكدا أن التحدي يكمن في "توفير حلول حقيقية لمثل هذا التحول، الذي يتماشى مع الجهوية المتقدمة كخيار استراتيجي للبلاد. كما أوضح أن الخبراء المحاسبين يضطلعون بدور استراتيجي في مواكبة الاستثمار بالأقاليم الجنوبية، معربا عن استعداده للعمل مع المركز الجهوي للاستثمار بالداخلة - وادي الذهب، بغية منح كل الدعم اللازم في هذا المجال، بالنظر إلى أن لؤلؤة الجنوب تزخر بمؤهلات وتكرس نفسها كمنطقة إنتاجية دينامية. من جهته، سلط رئيس الجمعية المغربية للمصدرين، حسن السنتيسي الإدريسي، الضوء على دينامية الاستثمار التي تم إطلاقها مؤخرا في الأقاليم الجنوبية والمشاريع الهيكلية المتعددة في جهة الداخلة - وادي الذهب، التي ستمكن من جذب استثمارات وطنية ودولية جديدة. وسجل السنتيسي أنه ''بخصوص الصادرات، أظهرت الدراسة التي أجرتها الجمعية المغربية للمصدرين حول العرض التصديري المغربي والموزع حسب الجهات، أن هناك جانبا كبيرا غير مستغل في جهة الداخلة - وادي الذهب، بالنظر إلى أن العديد من المنتوجات يتم تصديرها في شكلها الخام دون أي قيمة مضافة يمكنها تثمين المنتوج، من حيث النوعية والقيمة على حد سواء. كما أبرز أهمية الشراكة مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالداخلة - وادي الذهب، التي تهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية للمقاولات المحلية للتصدير من خلال مواكبة تتلاءم مع خصوصيات الجهة، موضحا أنه تم إنشاء فرع جهوي للجمعية لدى غرفة التجارة والصناعة والخدمات، من أجل إعطاء دفعة جديدة لصادرات الجهة. وأشار إلى أن "الموقع الجيو-استراتيجي لمدينة الداخلة، كبوابة ومعبر رئيسي للصادرات نحو القارة الإفريقية، يعد فرصة سانحة ينبغي انتهازها". من جانبه، أكد رئيس لجنة إفريقيا في الاتحاد العام لمقاولات المغرب، عبدو سولي ديوب، في تصريح للصحافة، أن هذا اليوم الدراسي يشكل فرصة لمناقشة الاستثمار في جهة الداخلة - وادي الذهب التي تعد بوابة لولوج القارة الإفريقية. وأوضح ديوب أن منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية ستكون حاسمة لتحفيز التجارة بين القارة الإفريقية والمغرب وأوروبا. ويهدف اللقاء إلى جمع مختلف الأطراف المعنية وأبرز الفاعلين في النسيج الاقتصادي الوطني، من أجل بحث ومناقشة جهود التنمية والاستثمار التي ينبغي القيام بها لتطوير الأقاليم الجنوبية للمملكة. وجرى، خلال هذا اليوم الدراسي، استعراض مؤهلات جهة الداخلة - وادي الذهب ومشاريع التنمية قيد الإنجاز، إضافة إلى تنظيم مائدتين مستديرتين حول "مخطط تنمية الأقاليم الجنوبية: دينامية استثمارات حاملة لفرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية"، و"الأقاليم الجنوبية: قطب قاري مستقبلي لاتفاقية التبادل الحر القارية الإفريقية". حضر هذا اللقاء، على الخصوص، والي جهة الداخلة - وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب لمين بنعمر، والوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية محمد دردوري، ورئيس المجلس الجهوي الخطاط ينجا، وعدد من المنتخبين المحليين والخبراء المحاسبين وأعضاء الاتحاد العام لمقاولات المغرب وفاعلين اقتصاديين.