أصيب 30 شابا و 15 شخصا من رجال الأمن بجروح متفاوتة الخطورة، كما تم توقيف 20 شخصا بينهم 6 حقوقيين صبيحة أمس في مشادات عنيفة بين رجال الأمن والمحتجين بولاية غرداية، بعد تحول الافتتاح الذي أقيم ل"عيد الزربية" في طبعته 46 من احتجاجات سلمية للمطالبة بالشغل، السكن والتنمية إلى مشادات عنيفة بين الطرفين انتقلت شرارتها إلى أنحاء متفرقة بوسط المدينة. وعلى إثر ذلك دخلت ولاية غرداية في حالة استنفار أمني قصوى حيث أغلقت المحلات التجارية وبعض الإدارات العمومية، كإجراء احترازي دقيق، وامتنع السياح والمواطنون من الخروج إلى الشوارع والطرقات، بسبب لهيب الاحتجاجات التي شارك فيها عشرات المواطنين بالولاية.
الاحتجاجات بدأت شرارتها عقب صعود عدد من الشباب والحقوقيين إلى منصة افتتاح عيد الزربية قرب مقر الولاية، للمطالبة بالشغل والسكن عبر مكبرات الصوت وحث الحكومة على تنفيذ وعودها في مجالات التشغيل والوضع الاجتماعي العام لسكان المنطقة، غير أنها سرعان ما تحولت إلى مشادات استعملت فيها القنابل المسيلة للدموع والحجارة من طرف قوات مكافحة الشغب لتفريق المحتجين.
وقد تم تسجيل إصابة حوالي 45 شخصا في صفوف الأمن والمتظاهرين، فضلا عن توقيف 20 شخصا بينهم حقوقيين من الرابطة الولائية للدفاع عن حقوق الإنسان، كما تضررت بعض المنازل بدخان الغازات المسيلة للدموع بسبب تشكل سحابات كثيفة، بينما تم تأمين منصة الافتتاح بحوالي 400 عنصر أمن لاستكمال الاحتفالية.
وجاء في بيان لشباب غرداية: "نحن.. شباب غرداية الغيورون على عاصمة مزاب ضد الفساد والمفسدين… ونطالب بعدم إهدار المال العام، وشباب اليوم يعيش واقعا مأسويا مرا، يطبعه تردي الحالة الاجتماعية للأغلبية الساحقة التي تتعمق حدتها بتفشي البطالة، البيروقراطية، وانتشار الفساد.. لذلك نحن وأنتم الغيورون على ملايير عيد الزربية والتي تذهب هباء منثورا، سنوقف إهدارها ونطالب باستغلالها في مشاريع ومؤسسات مصغرة للشباب".
إلى ذلك دخل محتجون بولاية "ورڤلة" في مشادات عنيفة مع رجال مكافحة الشغب بحي سعيد عتبة، مما أسفر عن سقوط 30 جريحا في صفوف الشرطة التي استعملت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وحسب عدد من السكان فإن القطرة التي أفاضت الكأس هي معاكسة شرطيين بالزيّ المدني لفتيات بالحي المذكور حيث يوجد عرس جماعي، مما ولّد استياء لدى البعض وتحول المكان إلى مواجهات استمرت إلى ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول.