حاول سفير جنوب أفريقيا لدى الأممالمتحدة، جيري ماتجيلا، استغلال رئاسة بلاده لمجلس الأمن شهر دجنبر الجاري، لتمرير ملف الصحراء المغربية وازمة الكركرات ضمن أشغال المجلس هذا الشهر، إلا أن محاولاته باءت بالفشل حيث قوبل طلبه بالرفض التام من طرف فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وروسيا وبريطانيا... وكان سفير جنوب إفريقيا لدى الأممالمتحدة، جيري ماثيوز ماتجيلا، قد بعث، يوم 12 نونبر المنصرم، برسالة إلى مجلس الأمن أكد فيها مواقف بريتوريا المساندة للاطروحة الانفصالية ومرددا نفس الاسطواتنة المشروخة التي دأبت جنوب افريقيا والجزائر على ترديدها. وجاءت هذه الرسالة في 12 نوفمبر. وجاءت الرسالة عقب تدخل القوات المسلحة الملكية لتأمين معبر الكركرات واستعادة التدفق الآمن للأشخاص والبضائع في هذا الممر بعد أكثر سلسلة من الممارسات الإجرامية والبلطجية التي مارستها عناصر من مرتزقة البوليساريو، منذ 21 أكتوبر المنصرم... وأكد سفير جنوب إفريقيا، في رسالته، دعم بلاده لما يسمى ب"تقرير المصير"، مرددا موقفها من ملف النزاع المفتعل في الصحراء المغربية .. وقد كانت الرسالة ستمر مرور الكرام، وسيبدو الأمر تافها مادام انه صادر من دولة معروفة بمواقفها المنحازة للانفصاليين والمناوئة للوحدة الترابية للمغرب، وهي مواقف معروفة لدى العام والخاص، إلا أن الأمر مختلف هذه المرة بالنظر إلى توقيت الرسالة، التي جاءت قبل أيام من رئاسة جنوب افريقيا لمجلس الامن، والتي بدأت فعليا امس الثلاثاء فاتح دجنبر الجاري.. وحاولت بريتوريا استغلال رئاستها لمجلس الامن إلا أنها فشلت في ذلك لتتلقى صفعة قوية، بمعية نظام الجنرالات في الجزائر وأذنابهم في تندوف... وفي هذا الإطار، قالت جنوب أفريقيا أنها ستركز خلال شهر ديسمبر الحالي، على تعزيز التعاون بين الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة، والتشديد على أهمية اتباع نهج استباقي في صون السلام والأمن الدوليين، ولا سيما في شكل توجيه مزيد من الاهتمام إلى آليات الدبلوماسية "الوقائية"، حسبما صرح جيري ماتجيلا، مندوب جنوب إفريقيا الدائم لدى الأممالمتحدة ورئيس مجلس الأمن لشهر ديسمبر، للصحفيين خلال مؤتمر صحفي مختلط بمقر الأممالمتحدة في نيويورك. وخلال ديسمبر، سيكون هناك، بحسب ماتجيلا، نقاش على المستوى الوزاري حول "بناء السلام واستدامة السلام: حوكمة وإصلاح قطاع الأمن"، موضحا أن بلاده ستنظم أيضا نقاشا مفتوحا رفيع المستوى عبر الفيديو حول التعاون بين الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي. وقال السفير إن المجلس سيتابع أيضا التطورات في إثيوبيا والصحراء وناغورني قره باخ... إلا ان مخططات جنوب افرقيا باءت بالفشل، لأن قضية الصحراء المغربية لن تكون على جدول أعمال مجلس الامن برسم شهر دجنبر الجاري، وبالتالي، فإن جنوب إفريقيا تلقت صفعة أخرى، لتتأكد بذلك عدالة قضيتنا الوطنية الأولى، وشرعية التدخل السلمي الأخير في منطقة الكركرات، لتأمين المعبر، الذي حظي بدعم دولي واسع. وستبقى مواقف جنوب افريقيا مجرد رجع صدى للاسطوانة المشروخة التي مازال نظام العسكر في الجزائر يرددها دون ملل.. وتعد هذه هي الرئاسة الثانية لجنوب إفريقيا خلال فترة عضويتها التي تقدر بعامين (2019-2020) في المجلس. وسيكون شهر دجنبر الجاري أيضا، الشهر الأخير لها في المجلس خلال فترة عضويتها الحالية.