لم يكن المغرب أبدا ميالا إلى الحرب، بل لقد قبل الاستفتاء المر على صحرائه ليوقف حربا فرضت عليه من 75 إلى91 كسبها بعد بناء الجدار، وبعد ما تبين للمنتدى الدولي استحالة خيار الإستفتاء، كان المغرب الطرف الوحيد الذي قدم مقترحا واقعيا يحفظ ماء الوجه للجميع بحكم ذاتي صفق له المجتمع الدولي باستثناء الجزائر والبوليساريو، وتوالى صبر المغرب والتزامه بمسلسل تسوية أممي من أجل نزاع مفتعل يصيب الشعور الوطني والوحدوي بالوجع المزمن، وتوالت قرارات مجلس الأمن التي تدعو صراحة إلى تبني خيار التوافق والواقعية لإغلاق هذا الملف. ولكن الطرف الآخر ظل ضابطا ساعته على السبعينات، يعتقد أن المستحيل وغير الواقعي قد يتحقق بتأسيس جمهورية صحراوية عاصمتها العيون! واستمر اجترار المناوشات العقيمة هنا وهناك في إطار استفزازي يحسب للمغرب أنه تعامل معه دائما بترفع الأقوياء بالحق، وبضبط نفس أنيق، وما وقع اليوم من تدخل خفيف للقوات المسلحة الملكية بالكركارات لا يعدو أن يكون قرصة أذن لمن يهمهم الأمر. المغرب منضبط للقانون الدولي، يحترم التزاماته كعضو محترم في المنتظم الأممي، ولكن المغرب أيضا جاهز للوغى متى فرض عليه ذلك لأنه في قضية الوحدة الترابية لا مساومة ولا تردد.