أعاد خبر مرض الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، إحياء الجدل حول "طريقة تعامل النظام مع مرض الرؤساء" في هذا الصدد، قال الباحث الجزائري في العلوم السياسية، إسماعيل معراف، في تصريح ل"أصوات مغاربية"، إن مرض الرؤساء في الجزائر يصنف في خانة "الأسرار الكبرى للنظام". وأوضح معراف بأن الرئيس "يمثل قمة النظام المتكون من مجموعات وقوى تسعى للحفاظ على التوازن الضروري لاستمرارية الدولة". ويعتقد المتحدث أن عوامل داخلية وخارجية "تتحكم" في تعامل النظام مع مرض الرؤساء في الجزائر، لافتا إلى أن بعض هذه العوامل "قد يدفع إلى الإعلان عن الحالة الصحية للرؤساء". بومدين والمرض المجهول أحيط مرض الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين بكثير من الغموض وتدوولت حوله العديد من الروايات المتناقضة، ولا يعرف الجزائريون لحد الساعة طبيعة ما أصاب رئيسهم الذي توفي يوم 27 ديسمبر 1978. بدأ بومدين رحلة علاجه يوم 5 أكتوبر 1978 في الاتحاد السوفياتي سابقا، حسب رواية الكاتب الصحافي خالد عمر بن ققة في سلسلة مقالات بعنوان "القصة الكاملة لوفاة بومدين". حفلت السلسلة بشهادات متضاربة لم تأت بإجابات محددة عما أصاب بومدين، ولا عن حقيقة مرضه الذي عجز الأطباء في موسكو عن علاجه. بوتفليقة.. المرض في زمن الحراك أثارت آخر رحلة علاج للرئيس الجزائري السابق، عبد العزيز بوتفليقة، إلى سويسرا جدلا واسعا لتزامنها مع انطلاق "الحراك الشعبي" يوم 22 فبراير 2019. وأعلنت الرئاسة الجزائرية، يوم 21 فبراير 2019، عن سفر مرتقب، يوم 24 فبراير 2019، للرئيس بوتفليقة إلى جنيف لإجراء فحوصات طبية دورية، ولم يكن الوضع السياسي حينها يحتمل إخفاء خبر سفر الرئيس للعلاج. انطلقت المسيرات الشعبية في كل ولايات الجزائر تطالب برحيل بوتفليقة، وتعارض ترشحه لعهدة رئاسية خامسة، بسبب وضعه الصحي الذي أقعده في كرسي متحرك بعد جلطة دماغية في أبريل 2013. عاد عبد العزيز بوتفليقة ظهيرة الأحد 10 مارس 2019 للجزائر، وأفاد بيان للرئاسة الجزائرية أن بوتفليقة أجرى "فحوصات طبية دورية"، لكن ووسط تزايد ضغوط الشارع وإعلان قيادة الجيش الجزائري ضرورة رحيل الرئيس، أعلن بوتفليقة عن استقالته من منصبه يوم 2 أبريل 2019. تبون.. علاج مرض غير معلن نقل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى ألمانيا من أجل "إجراء فحوصات طبية معمقة"، حسب بيان لرئاسة الجمهورية نقله التلفزيون الجزائري الرسمي. وحسب المصدر ذاته، فإن قرار نقل الرئيس إلى ألمانيا جاء "بناء على توصية الطاقم الطبي". وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قد دخل قبل ذلك إلى وحدة متخصصة للعلاج بالمستشفى المركزي للجيش بعين النعجة في الجزائر العاصمة. وأفاد بيان صادر عن مصالح الوزير الأول، عبد العزيز جراد، أنه "بناء على توصية أطبائه، دخل، عبد المجيد تبون، إلى وحدة متخصصة للعلاج بالمستشفى المركزي للجيش بعين النعجة – بالجزائر العاصمة". وأكد المصدر ذاته أن الحالة الصحية للرئيس "مستقرة ولا تستدعي أي قلق، بل إنه يواصل نشاطاته اليومية من مقر علاجه". ولم يكشف البيان عن العارض الصحي الذي ألم بالرئيس الجزائري. يذكر أن رئاسة الجمهورية كانت قد أعلنت، يوم السبت الماضي، أن الرئيس عبد المجيد تبون سيدخل حجرا صحيا طوعيا مدته 5 أيام، بناء على "نصيحة" طاقمه الطبي، "بعدما تبين أن العديد من الإطارات السامية برئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، قد ظهرت عليهم أعراض الإصابة بفيروس كورونا".