في تصعيد جديد للسجال التركي الفرنسي حول أزمة شرق المتوسط والذي اتخذ طابعا شخصيا بين رئيسي البلدين، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الخميس نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه "عديم الكفاءة". وتبادل أردوغان وماكرون الإهانات على مدى شهور بعدما اتّخذا مواقف متناقضة حيال عدة نزاعات بدءا من ليبيا ومناطق أخرى في الشرق الأوسط، ووصولا إلى خلاف تركيا مع اليونان بشأن الحدود البحرية. ومن المقرر أن يناقش الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل مسألة فرض عقوبات على تركيا، ردا على إرسالها سفن تنقيب وسفنا حربية إلى مناطق في شرق المتوسط، تطالب بها كل من اليونان وقبرص. خلافات تركية فرنسية في مناطق من العالم ويتفاقم العداء بين الرئيسين منذ حذّر ماكرون في نوفمبر من أن عدم رد حلف شمال الأطلسي على العملية العسكرية التركية في شمال سوريا كشف أن الحلف يعاني من "موت دماغي". وقال أردوغان خلال اجتماع عبر الإنترنت لحزبه الحاكم "العدالة والتنمية" إن منطق ماكرون في تحميل تركيا مسؤولية مشاكل المنطقة غير مجد. وتساءل، وهو يعدد الدول التي تدعم تركياوفرنسا أطرافا متحاربة فيها، "إذا انسحبت تركيا من سوريا، فهل سيتحقق السلام في سوريا؟". وأضاف "يتساءل البعض لماذا توجد تركيا في سوريا وليبيا وشرق المتوسط ... إذا تخلّت تركيا عن كل شيء، فهل سيكون بوسع فرنسا التخلص من الفوضى التي أثارها الشخص الطموح وعديم الكفاءة الذي يترأسها، وتبني سياسة قائمة على المنطق؟". وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأممالمتحدة في طرابلس في حربها ضد قوات المشير خليفة حفتر المتمركزة في شرق ليبيا. ولطالما سرت شبهات بأن فرنسا تفضّل حفتر، لكن باريس تنفي ذلك على الصعيد الرسمي. وتصاعدت حدة النزاع بعدما أرسلت فرنسا الشهر الماضي قطعا بحرية إلى شرق المتوسط، لمساعدة السفن الحربية اليونانية أمام أي تهديد تركي. ورأى أردوغان أن الاتحاد الأوروبي يتعامل "بمعايير مزدوجة معنا منذ مدة طويلة". وقال "بدعم من بلدنا، سنواصل القيام بكل ما هو جيد وصحيح ومفيد". وأعلن أردوغان في كلمة ثانية أن بلاده التي قد تواجه عقوبات أوروبية، لن تنحني أمام "لغة التهديد". وقال إن "شركاءنا فهموا أن لغة التهديد لن توصل إلى أي مكان وأن تركيا لن تخضع للابتزاز وأعمال النهب".