تواصل الحشرة القرمزية غزو حقول الصبار بإقليميْسيدي إفنيوكلميم، لتصل إلى منازل السكان المحليين، في وقت تواصل فيه مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية جهودها للتصدي لها. وحسب مصادر محلية، فإن الحشرة اجتاحت أراضي جماعات إقليمسيدي إفني وكذا كلميم، فيما تحاول الساكنة التدخل وفق الامكانيات التي تتوفر عليها لكن تصطدم مع إكراهات ندرة المياه. وأشار احد الفاعلين الجمعويين، حسب موقع لو36 الذي اورد الخبر، أ، دوار أنفليس بجماعة سبويا، هو بؤرة الحشرة التي تتمدد رويدا رويدا بحقول الصبار دون أن تتدخل الجهات المختصة لحدود الساعة، مؤكدا أن الجهود التي يبذلها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية غير كافية، مشددا على أهمية التعاون بين مختلف المصالح والساكنة لمكافحة هذه الحشرة التي تقتل "نبتة الفقراء" بمناطق كلميم ودانون. ونبه ذات المصدر إلى الخطورة التي أصبحت تشكلها الحشرة القرمزية ليس فقط على فاكهة "أكناري" وإنما على حياة الساكنة المحلية، بعد أن اقتحم ذكورها أبواب ونوافذ منازلها محوِّلة واقعها إلى جحيم لا يطاق، مطالبا من جميع المتدخلين وضع حد لهذا المشكل القائم الذي يهدد الاستقرار بالمنطقة، خصوصا وأن هذه النبتة هي مورد عيش غالبية الأسر. بالمقابل، أوضحت صفية التوزاني، المديرة الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالجهات الجنوبية الثلاث، أن تدخل المكتب شمل كل من آيت باعمران وكلميم، مؤكدة أن هذا التدخل يأتي بناء على تصريح من طرف مالك الحقل أو السلطات المحلية أو عن طريق الاكتشاف، من خلال فريق متخصص مكلف بالقيام بجولات ميدانية بطريقة منتظمة لرصد الحالة الصحية للحقول. وأضافت التوزاني، في تصريح لذات الموقع، أن المكتب يتخذ مجموعة من الإجراءات في حق الحشرة كلما تم ضبطها في الحقول، أولها، المعالجة، ثانيها التنسيق مع جمعيات مهنية محلية كاستراتيجية بدأ العمل بها في شهر يوليوز 2019، في إطار منهجية تشاركية بين المكتب وهذه الجمعيات. وبخصوص المبيدات المستعملة من طرف "الأونسا"، أبرزت المتحدثة أنها تخضع للرقابة الدائمة للمكتب، مؤكدة أنها غير مضرة لا بالحقول ولا بالحيوانات ولا بالبيئة ولا المستهلك الذي سيقتني هذه الفاكهة التي تشكل المورد الأساسي لعيش السكان. وتابعت المسؤولة بالقول إن هذا التدخل "أعطى نتائج إيجابية، بحيث أنه تمت محاصرة الحشرة في الحقول المستهدفة، علما أن هذه الأخيرة تمتد على مساحة شاسعة"، مضيفة أن اجتماعا موسعا عقدته المديرية الجهوية للأونسا مع عامل اقليمسيدي إفني بحضور جميع الشركاء في ميدان الفلاحة، والمجالس الجهوي والمجلس الإقليمي والجمعيات المهنية. ومن المنتظر، تقول المديرة الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بكل من كلميم وادنون، والعيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب، أن يتم تعزيز هذه الشراكات بين مختلف الفاعلين وستستفيد هذه الجمعيات من وسائل لوجستيكية وتكوينات هامة تشرف عليها مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، للقضاء ومعالجة الحقول المصابة. من جانبهم، أثنى السكان على تدخلات مصالح الأونسا بالجهة، معربين عن أملهم في القضاء على هذه الحشرة التي باتت تهدد الاستقرار بالمنطقة وتشجع على الهجرة نحو المدينة أو مناطق أخرى.