أعلن خبير الأوبئة الأمريكي أنطوني فاوتشي أن دواء "رمديسيفير" أظهر فعاليته في مساعدة مرضى كوفيد-19 على التعافي، وذلك بعد نشر نتائج تجربة سريرية واسعة النطاق لهذا الدواء المضاد للفيروسات والتي كانت مرتقبة بشكل كبير. واعتبر أن ذلك يشكل دليلا على أنه يمكن وقف فيروس كورونا المستجد عبر الدواء. في الوقت الذي ينتظر فيه الملايين حول العالم، أي بارقة أمل بشأن علاج مرض كوفيد 19، كخطوة أساسية للقضاء على الفيروس بعد أن أنهى حياة الآلاف، تأتي بعض الأخبار الجيدة بشأن قدرة عقار تجريبي على إسراع تعافي المرضى وتقليل فترة مرضهم. وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن الباحثين في الولاياتالمتحدة أعلنوا عن أخبار جيدة بشأن علاج ممكن لفيروس كورونا المستجد، أمس الأربعاء، وهو دليل على أن عقار ريمدسيفير التجريبي " remdesivir" ربما يساعد المرضى في التعافى بشكل أسرع. وكانت صحيفة نيويورك تايمز، قد قالت إنه برغم عدم موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية على أي عقارات لعلاج كورونا بعد، إلا أنها تخطط للإعلان عن ترخيص استخدام الطوارئ للعقار، ونقلت الصحيفة عن مسئول كبير أن السماح باستخدامه سيتم في وقت قريب. قالت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، إنها تجري محادثات مع الشركة المنتجة للعقار "جيليد ساينسز" بشأن إتاحته للمرضى. وقال متحدث باسم هيئة الغذاء والدواء في بيان إن FDA ، كجزء من التزامها بالإسراع في تطوير وتوفير العلاجات المحتملة لكوفيد 19، دخلت فى مناقشات مع الشركة المصنعة جلييد ساسنسز فيما يتعلق بإتاحة دواء ريمدسيفير للمرضى بأسرع ما يمكن وبالشكل المناسب. وكانت دراسة مولتها الحكومة الأمريكية، قد وجدت أن المرضى الذين حصلوا على العقار قد تعافوا أسرع من المرضى الذين لم يحصلوا عليه، ويسعى المسؤولون الفيدراليون لتقديم أي أمل في ظل الوباء الذي أصاب أكثر من مليون أمريكي وقتل 60 ألف. وكان د. أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، أبرز خبراء الأوبئة الأمريكية، متفائلا بشان النتائج، وقال خلال لقاء مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، إن البيانات تظهر أن عقار ريميدسيفير لديه تأثير إيجابي كبير وواضح في تقليص الوقت للتعافي. وأظهرت النتائج التجريبية الأولية، أن العقار قلل وقت التعافي لمرضى كورونا من 15 يوما إلى 11 يوما، وهو ما يشبه تأثير عقار الأنفلونزا تاميفلو على الأنفلونزا، فالعقار لا يعالج المرضى بسرعة لكن يمكنه تقليل مدة مرضهم. لكن صحيفة واشنطن بوست، قالت إن هذا العقار يمكن أن يكون له آثار جانبية خطيرة، بحسب ما جاء فى نتائج سابقة، منها خسارة وظائف الكلى ووقف ضغط الدم، وهذه الأعراض تسببها الحالات الشديدة من كوفيد 19 أيضا، مما يجعل من الصعب تحديد أي من هذه المشكلات سببها العقار، وأي منها سببه المرض نفسه. وأشارت الصحيفة إلى أن الدراسة التي أجراها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية تعد الاختبار الأكثر صرامة حتى الآن حول العلاج المحتمل، لأنها تجربة مزدوجة تدرس معرفة إذا كان الدواء فعالا وآمنا في الوقت نفسه. وأظهرت الدراسة تأثيرا بسيطا في معدل الوفيات، حيث قال د. فاوتشى إن معدل الوفاة لمن حصلوا على العقار كان 8% مقابل 11% لمن أخذوا علاج بديل، وهو ليس بفارق كبير، لكن ستخضع النتائج لمزيد من التحليل. ويجب تناول هذا العقار لمدة ما بين خمس إلى عشر أيام، وتنطبق الدراسة على المرضى الذين يتم علاجهم فى المستشفى فقط. وليس من المقرر استخدامه بالنسبة لأغلبية المرضى، حوالى 80%، الذين أصيبوا بكورونا لكن لا يحتاجون علاجا بالمشفى. يأتى هذا في الوقت الذي تجاوزت فيه أعداد وفيات كورونا فى الولاياتالمتحدة من قتلوا خلال حربها فى فيتنام. وقالت واشنطن بوست، إن هذه المقارنة ورغم أنها غير مناسبة، إلا أنها تشير إلى حجم تفشي الوباء منذ أول وفاة في الولاياتالمتحدة وأراضيها في فبراير الماضي. ورغم مؤشرات التفاؤل، إلا أن فاوتشى قال إن موجة ثانية من العدوى أمر لا مفر منه في الولاياتالمتحدة، محذرا من أن الوضع قد يكون سيئا فى الخريف والشتاء المقبلين ما لم يتم تطبيق الإجراءات المناسبة لمواجهة ذلك.