بعد يومين على تبرئته في مجلس الشيوخ من التهمتين اللتين وجههما إليه مجلس النواب بقصد عزله من منصبه، أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الجمعة سفير بلاده لدى الاتحاد الأوربي غوردون سوندلاند والضابط في الجيش ألكسندر فيندمان على خلفية إدلائهما بشهادتين اعتبرتا أساسيتين في بناء القرار الاتهامي ضده. وكان اللفتنانت كولونيل ألكسندر فيندمان يعمل في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض. ونقلت وسائل إعلام عدة، بينها صحيفة "نيويورك تايمز" عن غوردون سوندلاند قوله في بيان "لقد أُبلغت اليوم بأن الرئيس يعتزم استدعائي في الحال من منصب سفير الولاياتالمتحدة لدى الاتحاد الأوروبي". وأتى بيان السفير بُعيْد إعلان ديفيد بريسمان، محامي ألكسندر فيندمان، أن موكله طرد من عمله في البيت الأبيض. وكان مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون قد برأ الأربعاء ترامب من تهمتي إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس اللتين وجههما إليه مجلس النواب الخاضع لسيطرة الديمقراطيين. والسفير الأمريكي لدى بروكسل قدم مليون دولار مساهمة في حفل تنصيب ترامب الذي عينه بعد ذلك سفيرا لدى الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، أشار سوندلاند في 20 نوفمبر إلى تورط مباشر لترامب في مخطط لإجبار أوكرانيا على فتح تحقيق بشأن نائب الرئيس جو بايدن، الأوفر حظا لنيل بطاقة الترشيح الديمقراطية لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة ضد الرئيس الجمهوري. وقال سوندلاند في شهادة مدوية نقلت وقائعها مباشرة على الهواء إنه نفذ أوامر ترامب لعقد صفقة مع أوكرانيا كي تفتح تحقيقا بشأن بايدن مقابل عقد قمة بين الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض. وقد كان ألكسندر فيندمان، الذي شغل منصب مدير الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي، حاضرا خلال المكالمة الهاتفية التي جرت في 25 يوليو وطلب خلالها ترامب من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فتح تحقيق في أوكرانيا بحق منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن. ويعتبر الديمقراطيون أن هذه المكالمة كانت جزءا من مؤامرة لإجبار حليف أجنبي على المساعدة في التلاعب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر. وقال فيندمان المولود في أوكرانيا والذي استدعاه الكونغرس للإدلاء بشهادته حول هذه القضية إن سلوك ترامب كان "غير لائق". وأضاف "من غير اللائق لرئيس الولاياتالمتحدة أن يطالب حكومة أجنبية بالتحقيق مع مواطن أمريكي وخصم سياسي". وساعدت تلك الشهادة في بناء القضية لمحاكمة ترامب في مجلس الشيوخ من أجل عزله وأصبح بذلك ثالث رئيس في تاريخ البلاد يخضع لهذا الإجراء. وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن يفغيني، الشقيق التوأم لألكسندر، وهو أيضا ضابط برتبة لفتاننت كولونيل، طرد في نفس الوقت من عمله كمحام في مجلس الأمن القومي.