Reutersسوندلاند أدلى دبلوماسي أمريكي بارز بشهادته في مساءلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهدف عزله إنه نفذ أوامر ترامب بممارسة ضغوط على أوكرانيا للتحقيق في أنشطة منافسه الديمقراطي، جو بايدن. وقال السفير غوردون سوندلاند إن التعليمات جاءت منرودي جولياني، المحامي الشخصي لترامب. ويقيم التحقيق ما إذا كان ترامب حجب المعونات العسكرية عن أوكرانيا للضغط عليها للتحقيق في أنشطة بايدن. وينفي ترامب القيام بما يخل بالقانون أو القواعد. ومن غير القانوني في الولاياتالمتحدة طلب الدعم الخارجي لتحقيق أفضلية في الانتخابات. وبايدن من أبرز المتنافسين على ترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية عام 2020. وقال سوندلاند، سفير الولاياتالمتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، في أحدث جلسات التحقيق في مجلس النواب أن جولياني سعا للحصول على تصريح علني من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يعلن فيه التحقيق في “قضايا الفساد”. وذكر جولياني بصورة خاصة شركة بوريزما، التي يشارك هانتر، ابن جو بايدن، عضوية مجلس إدارتها، وقضايا تتعلق بالانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016. وإذا خلص التحقيق إلى إدانة ترامب بأغلبية الأصوات، فإن ترامب سيواجه محاكمة بهدف عزله في مجلس الشيوخ. ولكن يتعين أن يصوت ثلثا أعضاء مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، على إقالة ترامب من منصبه. ما الذي قاله سوندلاند؟ قال سوندلاند إنه عمل مع جولياني “تحت التوجيه المباشر من الرئيس”. وعندما كان سفير الولاياتالمتحدة لدى الاتحاد الأوروبي، قال سوندلاند إن مهامه كانت تشمل أوكرانيا، مع زملاء آخرين، على الرغم من أن أوكرانيا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي. وأضاف “لم نرد العمل مع جولياني. ببساطة، تعاملنا مع الموقف الذي وضعنا فيه. جميعنا نعرفأنه إذا رفضنا العمل مع جولياني، فإننا أيضا سنخسر فرصة هامة لتوطيد العلاقات بين الولاياتالمتحدةوأوكرانيا، ولهذا اتبعنا أوامر الرئيس”. وأكد سوندلاند أن الرئيس كان يسعى للتحقيق بشأن أنشطة بايدن في مقابل زيارة زيلينسكي للبيت الأبيض، كخدمة مقابل خدمة. وقال سوندلاند “أعلم أن أعضاء هذه اللجنة طالما وضعوا كل هذه القضايا المعقدة في صيغة سؤال يسيط: هل كل الأمر خدمة مقابل خدمة؟ كما أدليت بشهادتي من قبل، فيما يتعلق بالاتصال الذي طلبه البيت الأبيض والاجتماع في البيت الأبيض، الإجابة نعم”. AFP/Gettyجذبت شهادة سوندلاند اهتماما إعلاميا واسعا ولكن سوندلاند اضاف ايضا أنه لم يسمع قط من الرئيس بصورة مباشرة أن المعونات العسكرية ستتم الإفراج عنها في مقابل التحقيق. وقال سوندلاند إنه “يعارض بشدة” إيقاف الدعم العسكري لأوكرانيا، ولم يتم إبلاغه قط عن أسباب الحجب. ولكنه يعتقد أن الحجب كان متوقفا على إعلان أوكرانيا التحقيق في قضايا الفساد. وقال سوندلاند إنه لاحقا قال للرئيس الأوكراني “أعتقد أن استئناف المعونات الأمريكية ليس من المرجح أن يتم حتى تتخذ أوكرانيا إجراء بشأن التصريح العلني الذي كنا نناقشه على مدى عدة أسابيع”. وأكد سوندلاند على أن ذلك لم يكن خطة سرية، حسبما قال بعض المنتقدين، وأضاف إنه كان أمرا جليا أن رؤساءه “مؤيدون تماما”. من الذي يعلم عن خطة أوكرانيا؟ وقال سوندلاند إن كبار المسؤولين في وزارة الخارجية، ومجلس الأمن القومي والبيت الأبيض كانوا على علم، بما في ذلك وزير الخارجية مايك بومبيو. وقال إنه لم يتذكر أي اعتراضات من رؤسائه على الأمر. وقال سوندلاند إنه ناقش حجب الدعم العسكري مع نائب الرئيس مايك بنس في زيارة إلى وارسو في سبتمبر/أيلول. ونفى كبير موظفي مكتب نائب الرئيس الأمريكي أن بنس تحدث إلى سوندلاند “بشأن التحقيق وبايدن وابنه، أو الإفراج المشروط عن الدعم المالي إلى أوكرانيا بناء على التحقيقات المحتملة”. كما قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن سوندلاند “لم يقل قط لبومبيو إنه يعتقد أن ترامب يربط بين المعونات مع التحقيق في انشطة خصومه السياسيين. أي إشارة إلى عكس ذلك عارية تماما عن الصحة”. وتبرع سوندلاند، وهو مالك فنادق ثري، للحملة الانتخابية لترامب عام 2016، وعينه ترامب في منصبه في يوليو/تموز 2018. ورد ترامب بالفعل على شهادة سوندلاند. وقرأ ترامب، وهي يلوح بنسخة من التصريح الافتتاحي لسوندلاند في البيت الأبيض، نصا لمحادثة هاتفية بينه وبين سوندلاند، قال ترامب فيها “لا أريد شيئا. هذا ما أريده من أوكرانيا”. كما قال للصحفيين إنه لا يعرف سوندلاند “بصورة جيدة”، ولكنه قال إنه “يبدو رجلا طيبا”. ونفى جولياني ما جاء في شهادة سوندلاند، وقال في تغريدة إنه “لم يقابله قط وأنه لم يتصل به إلا نادرا”.