لم يستسغ انفصاليو البوليساريو افتتاح مجموعة من الدول الإفريقية قنصليات لها بمدن العيونوالداخلة المغربيتيْن، كان آخرها دولتي الغابون التي افتتحت قنصلية عامة لها بمدينة العيونوغينيا كوناكري بمدينة الداخلة. هذا الانتصار الدبلوماسي المغربي الذي يزداد يوما بعد يوم، أخرج زعيم الكيان الوهمي ابراهيم غالي من جحره، بإيعاز من أسياده في الجزائر، حيث سارع إلى مراسلة رئيس مفوضية الإتحاد الافريقي موسى فقي ومطالبته ب "اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد هذه الدول". وفي هذا الإطار أكد المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإفريقية موساوي عجلاوي، في تصريح لموقع القناة الثانية التي أوردت الخبر، أن مراسلة البوليساريو لمفوضية الإتحاد الإفريقي هي "فقط تسجيل حضور لا أقل ولا أكثر، كما سبق أن فعلت في أحداث أخرى، والمراسلة هي الورقة الأخيرة التي تحاول أن تلعبها البوليساريو". وأشار العجلاوي، حسب ذات الموقع، أن مراسلة البوليساريو "لن يكون لها أي أثر أو انعكاس سواء على المستوى السياسي أو الدبلوماسي حيث ستسجل فقط كمراسلة، لأن قضية الصحراء مطروحة أمام الأممالمتحدة وهي اختصاص أممي، وليس من اختصاص الاتحاد الإفريقي". من جهته أكد المحلل السياسي خالد الشكراوي، أن افتتاح هذه الدول قنصليات لها في المدن المغربية في بالاقاليم الجنوبية "هو قرار سيادي ولا يمكن لأي أحد أن يفرض عليها ما الذي يجب عليها أن تقوم به". وأشار خالد الشكراوي، في تصريح لذات الموقع، إلى أن "القانون الدولي يؤكد على أن المغرب هو المسؤول عن إدارة مدن الصحراء بغض النظر عن أي موقف سياسي، ومراسلة فقي تدخل في إطار المزايدات المعروفة لدى هذا الكيان الانفصالي لا أقل ولا أكثر". يشار إلى أن مدينتي العيونوالداخلة شهدتا مؤخرا دينامية ديبلوماسية مكثفة تمثلت في افتتاح قنصليات عامة للعديد من الدول الافريقية كان آخرها قنصليتا كل من الغابونبالعيونوغينيا في الداخلة. يشار إلى أن جمهورية إفريقيا الوسطى افتتحت، يوم الخميس 23 يناير الجاري، تمثيلية دبلوماسية بالعيون، وهي خامس تمثيلية قنصلية بالعيون بعد القنصلية الشرفية لكوت ديفوار التي جرى افتتاحها في يونيو الفارط، والقنصلية العامة لجزر القمر المتحدة التي شرعت في تقديم خدماتها في دجنبر المنصرم، والقنصلية العامة لجمهورية الغابون التي افتتحت هذا الشهر بالإضافة إلى جمهورية ساو تومي وبرنسيب الديمقراطية، التي افتتحت قنصلية عامة لها بالعيون هذا الاسبوع، كما افتتحت غامبيا قنصلية لها في مدينة الداخلة بالإضافة إلى جمهورية غينيا كوناكري التي افتتحت قنصلية لها في نفس اليوم الذي افتتحت الغابون قنصليها العامة، وهو ما يؤكد على مغربية الصحراء، وعلى العلاقات الأخوية التي تربط المغرب بهذه البلدان. وردا على الأصوات المناهضة للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، أكد ناصر بوريطة في تصريح صحفي سابق أن "المغرب في وضع سياسي مريح جدا، والدليل على ذلك الدينامية التي تعيشها القضية الوطنية من خلال فتح قنصليات بلدان شقيقة في الصحراء، وتصريحات عديد الدول المؤيدة للطرح المغربي، بالإضافة إلى قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة". وأكد بوريطة أن دينامية فتح القنصليات تمثل بالنسبة للمغرب رسالة واضحة مفادها أن "من يريد إيجاد حل في إطار السيادة المغربية التامة على الأقاليم الجنوبية وفي إطار الوحدة الترابية للمملكة فمرحبا به، ومن لا يريد هذا الحل فالقطار يسير ومغربية الصحراء تترسخ يوما عن يوم، من خلال مواقف دبلوماسية وتصرفات قانونية مثل فتح القنصليات، ومن خلال تصريحات متتالية لدول فاعلة، ومن خلال قرارات مجلس الأمن". ويستجيب افتتاح قنصليات عامة بالأقاليم الجنوبية للمعايير والممارسات الديبلوماسية طبقا لاتفاقية فيينا حول العلاقات القنصلية لسنة 1963، كما يعد نجاحا للدبلوماسية المغربية في الساحة الافريقية من خلال تأكيد البلدان رسميا حق المغرب المعترف به في الصحراء.