واصلت ثقة المستثمرين في آفاق مستقبل الاقتصاد الجنوب إفريقي التراجع خلال شهر أكتوبر الماضي، لتضعف الآمال في تحقيق انتعاش اقتصادي سريع. وحسب مؤشر غرفة التجارة والصناعة بجنوب إفريقيا، فقد تراجعت ثقة الفاعلين الاقتصاديين إلى 91.7 نقطة في شهر أكتوبر الماضي، مقابل 92.4 في الشهر السابق. ويعزى هذا الانخفاض، وفق ا للغرفة، إلى التأثير السلبي لتراجع حجم الصادرات والواردات وانخفاض قيمة عملة جنوب إفريقيا الراند. وأضاف المصدر ذاته أن أزمة الكهرباء مع عودة عمليات انقطاع التيار ساهمت بدورها في هذا التراجع. وتزامن نشر هذه الأرقام مع انعقاد المؤتمر الثاني حول الاستثمارات في جوهانسبورغ، وهو حدث يهدف إلى إعطاء دفعة جديدة للنمو الاقتصادي في هذا البلد الذي يمر بأزمة. وأعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، مساء أمس الأربعاء، عن توقيع مشاريع استثمارية بقيمة 363 مليار راند (دولار أمريكي يساوي حوالي 15 راند) خلال المؤتمر. وقال رامافوزا إن هذه التعهدات تمثل "تصويت ثقة" في اقتصاد جنوب إفريقيا. وأضاف رئيس جنوب إفريقيا قائلا "بالنسبة لنا، تحقيق هذه النتائج في وقت يعاني فيه اقتصادنا من صعوبات يعد نجاح ا حقيقي ا"، مضيف ا أن الاستثمارات المبرمجة تشير إلى أن الاقتصاد في طريقه إلى الانتعاش. ويعتقد المحللون أن التراجع المستمر لثقة المستثمرين يظهر مناخا ماكرواقتصاديا هشا. ويشيرون إلى أن الالتزامات التي تم التعهد بها في مؤتمر جوهانسبورغ لن تؤدي إلى إعادة تنشيط النمو الاقتصادي والحد من البطالة. وترى الحكومة الجنوب إفريقية أن اقتصاد البلد سيسجل نموا بنسبة 0.5 في المائة تقريب ا في عام 2019. وهو معدل لن يساعد على تقليص البطالة، وسيمس حسب قسم الإحصائيات الحكومي، 29.1 بالمائة من الساكنة النشيطة. وأوضح كيران سيني، الخبير الاقتصادي في مكتب ETM للتحليل، أن القمة حول الاستثمار "مشجعة، لكن في الحقيقة هذا المؤتمر لن يحمل التأثير الهيكلي المرغوب فيه لتغيير الوضع الحالي".