أجرى وفد من منتخبي الأقاليم الجنوبية، سلسلة من المباحثات مع عدد من المسؤولين الألمان في إطار الزيارة التي قام بها الى ألمانيا يومي 19 و 20 يونيو الجاري. وهكذا التقى الوفد، الذي كان مرفوقا بالقائم بالأعمال في سفارة المغرب ببرلين السيد خالد لحسايني، بعدد من النواب في البرلمان الالماني (البوندستاغ) ببرلين، وبالسيدة انتجيه غروثير رئيسة البرلمان المحلي لولاية بريمن (شمال) وبعدد من أعضائه، وكذا بمسؤولين بغرفة التجارة والصناعة بالولاية . وأوضح أعضاء الوفد في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء في أعقاب هذه المباحثات، أن هذه الزيارة شكلت فرصة لاستعراض آخر تطورات الوحدة الترابية للمملكة، حيث أكدوا على شرعية القضية الوطنية من خلال ضحد الادعاءات والمغالطات التي يروجها البوليساريو لدى جهات معنية معروفة بتوجهاتها اليسارية في البرلمان الفيدرالي (البوندستاغ) والبرلمان المحلي لبريمن. وفي سياق الحديث عن ضرورة ايجاد حل سياسي لقضية الصحراء، أشار المنتخبون الى انهم أبرزا وجاهة مقترح الحكم الذاتي كحل وسط للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية والذي اعترف المنتظم الدولي بواقعيته وجديته ، فضلا عن كونه يتماشى مع القرار الاممي رقم 2440 ويشكل أرضية لحل سياسي اذا ما تحلت الأطراف الأخرى بالواقعية عوض التصلب والتعنت في موقفها. كما أكدوا على أهمية الحكم الذاتي كمبادرة كفيلة بدعم وتعزيز الأمن والاستقرار والاندماج الجهوي في المنطقة المغاربية ومنطقة الصحراء والساحل. وحرص أعضاء الوفد على رفع بعض اللبس بخصوص مسألة التمثيلية، مشيرين الى أن الممثلين الشرعيين الحقيقيين للساكنة الصحراوية هم المنتخبون بشكل ديمقراطي. وتوقفوا أيضا عند مسألة الثروات في الأقاليم الجنوبية ، موضحين أن الساكنة الصحراوية هي المستفيدة بالدرجة الاولى لانها تسير شؤونها بنفسها ، مشيرين الى أن هناك 1340 منتخب من الاقاليم الجنوبية ورجال أعمال ومستثمرين من المنطقة. من جانب آخر، أشار الوفد الى أن هذه المباحثات كانت فرصة للتنبيه الى الخروقات الجسيمة لحقوق الانسان داخل مخيمات تندوف على التراب الجزائري، وغياب أي مظهر من مظاهر الديمقراطية. وحسب الوفد المغربي، فقد لقيت التوضيحات التي قدمها تجاوبا وتفهما للموقف المغربي من قبل نظرائهم ومخاطبيهم الالمان ،الذين أشادوا بزيارة وفد هام يمثل مختلف الاقاليم الجنوبية. ومن جهة أخرى، شكلت المباحثات، في رأي الوفد المغربي، مناسبة للتعريف بمسار الجهوية المتقدمة التي انخرط فيها المغرب، حيث لفتوا الى أنها تشكل إطارا للتعاون والتبادل بين مختلف جهات المملكة ونظيرتها الالمانية في مختلف المجالات من قبيل الطاقات المتجددة والسياحة والفلاحة. وفي هذا السياق، أوضح الوفد المغربي أنه سلط الضوء على الطفرة التنموية التي تعرفها الاقاليم الجنوبية في كافة المجالات بفضل النموذج التنموي الجديد الذي أعلن عنه جلالة الملك محمد السادس، وكذا أجواء الامن والاستقرار التي تنعم بها الاقاليم الجنوبية تحت قيادة جلالة الملك. وأجرى الوفد أيضا لقاء مع ممثل أحد أكبر المجموعات الاعلامية الواسعة الانتشار، تم خلاله استعراض مختلف الجوانب السياسية والحقوقية لملف الصحراء، والتي تفند المغالطات التي يروجها خصوم الوحدة الترابية للمغرب. وقد ضم الوفد المغربي السادة يانجا الخطاط ، رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، وأحمد لخريف، ومحمد الرزمة، عضوي مجلس المستشارين، والسيدة فاطمة سيدة ، نائبة رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء، والنعم ميارة ، مستشار الغرفة الثانية والأمين العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب ، وشيبة مربيه رب ، رئيس مركز الصحراء للدراسات والابحاث في التنمية وحقوق الإنسان.