حرصا على التفاعل مع مغاربة العالم عن قرب وبشكل مباشر بخصوص مختلف الخدمات التي تهمهم والتعريف بالمساطر القانونية والقضائية المتصلة بالمشاكل المثارة في شكاياتهم، نظمت الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة مبادرة الشباك الوحيد المتنقل بإيطاليا من 14 إلى 16 يونيو. فعلى مدى ثلاث أيام، قام ممثلو قطاعات حكومية ومؤسسات عمومية بتوجيه وتقديم الاستشارة حول مختلف الإشكالات والقضايا المطروحة على المواطنين المغاربة المقيمين في مدن روما ونابولي، وطورينو وميلانو وبولونيا وفيرونا وباليرمو، وذلك وفق استراتيجية جديدة ومقاربة تشاركية. وتماشيا مع العناية الملكية والرعاية الموصولة التي يوليهما جلالة الملك محمد السادس لقضايا وشؤون مغاربة العالم، انخرط في مبادرة الشباك الوحيد المتنقل مسؤولون بالوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، بالإضافة إلى مسؤولي عدد من القطاعات والمؤسسات الوطنية، خاصة وزارات الداخلية والعدل والتجهيز والنقل واللوجستيك، ثم وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية ،فضلا عن المديرية العامة لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة والمديرية العامة للضرائب والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. وقال جود الدقيوق، مدير التعاون والدراسات والتنسيق القطاعي بالوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إن الشباك الوحيد المتنقل يهدف أساسا إلى تسهيل المساطر الإدارية، وتقريب مختلف الخدمات من أفراد الجالية المغربية في بلدان الاستقبال ودراسة ملفاتهم عن قرب وبشكل مباشر، لتقديم إما حلول آنية أو بعدية لمختلف المشاكل التي تشغل بالهم وتوجيههم و تقديم النصح والاستشارة لهم. وابرز، في تصريح لوكالة المغرب العربي، أنه تمت دراسة ملفات مغاربة إيطاليا بشكل آني و في عين المكان، و ربط اتصال مباشر مع المصالح المعنية في المغرب. وأضاف أنه بعد مبادرة الشباك الوحيد المتنقل "سنظل على اتصال مباشر بالمغاربة الذين طرحوا ملفاتهم للتداول"، وسيتم استقبالهم خلال هذا الصيف ببلدهم الأم و توجهيهم وتقديم إجابات وحلول لمشاكلهم. وأشار إلى أن هذه مبادرة التي حطت الرحال بإيطاليا كمحطة ثانية بعد إسبانيا، مكنت من إطلاع المغاربة على المساطر القانونية والقضائية المتصلة بنوعية المشاكل والملفات المثارة من قبلهم ومناقشتها معهم، كما تعرفوا على مختلف البرامج الموجهة لفائدتهم، وكذلك البرامج الجديدة التي وضعتها القطاعات حكومية والمؤسسات العمومية خلال السنة الجارية لفائدة الجالية المغربية. وأوضح نور الدين محتات ، مسؤول بإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة أنه تم تقديم شروحات لمغاربة إيطاليا بخصوص تسريع الإجراءات الجمركية ،من ضمنها اعتماد نظام جديد في 2019 للقراءة التلقائية لجوازات السفر ولوحات تسجيل السيارات. وأضاف أنه تم توضيح كيفية استفادة المغاربة الذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة والمقيمين بالخارج منذ أكثر من 10 سنوات من امتيازات تعشير السيارات واستيراد الأمتعة الشخصية والأجهزة المنزلية و التعريف كذلك بخدمات أخرى. من جانبه ، أوضح رئيس الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري بوشعيب شاهي أنه تم الإنصات لشكايات أفراد الجالية المغربية، لاسيما بخصوص العقارات المحفظة أو التي في طور التحفيظ الاتصال بشكل مباشر بالمحافظين على المستوى المحلي من أجل تقديم حلول آنية والتعريف بالخدمات التي تقدمها الوكالة ، خاصة الخدمات الرقمية من قبيل خدمة "محافظتي" التي تمكن عبر الموقع الإلكتروني للوكالة من تتبع بالمجان كل التقييدات التي تقع على الرسوم العقارية الخاصة بهم وكذلك الحصول على شهادات إلكترونية دون عناء التنقل للمحافظة. و أبرز رشيد الزاهر رئيس قسم الحالة المدنية بوزارة الداخلية، من جهته، أنه من خلال هذه المبادرة تم إطلاع أفراد الجالية المغربية على المساطر المنظمة للحالة المدنية و بطاقة التعريف الوطنية وتقديم شروحات وحلول لمشاكل الزواج المختلط والزواج غير الموثق و الأطفال غير مسجلين في الحالة المدنية. وبحسب مولاي احمد العباسي ممثل وزارة العدل فقد تم دراسة مشاكل طرحها المواطنون المغاربة بإيطاليا تهم أساسا الاستيلاء على أملاك عقارية وأخرى تتعلق بتعقيدات مساطر الاستثمار ، إضافة الى قضايا تتعلق بالنفقة والطلاق المدني وتبني الأطفال من قبل أسر أجنبية والأطفال المغاربة المهملين . وقال قناصلة المدن الإيطالية التي نظمت بها لقاءات الشبك الوحيد المتنقل أن ممثلي مجموعة من القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية قدموا للعديد من المواطنين المغاربة الذين "أقبلوا بكثافة" على هذه المبادرة معلومات كافية ومفصلة بشأن القضايا التي تهمهم، كما اغتنموا فرصة معالجة بعض مشاكلهم العالقة قبل التوجه للمغرب لقضاء العطلة الصيفية . وبحسب دبلوماسيين مغاربة فإن أفراد الجالية المغربية عبروا عن "ارتياحهم لهذه المبادرة التي مرت في أجواء إيجابية، وشددوا على أهمية تنظيم مبادرات من هذا القبيل مستقبلا" . واعتبر بعض أفراد الجالية المغربية الذين استفادوا من خدمات الشباك الوحيد المتنقل أن ممثلي الإدارات المغربية أعطوا "بصيص أمل" لمن لديهم مشاكل قانونية وقضائية معقدة ، حيث تم الإنصات بشكل جيد "لقضايا تؤرق بالنا" وتقديم الاستشارة المناسبة لكل حالة على حدة. وستتواصل مبادرة الشباك الوحيد المتنقل لتقريب وتسهيل الخدمات لفائدة مغاربة العالم في بلدان أوروبية أخرى، من ضمنها بلجيكا وهولندا وفرنسا وأمريكا الشمالية و بلدان الخليج وإفريقيا.