أفاد المعهد الجنوب إفريقي للعلاقات بين الأعراق، بأن النزعة "القومية العنصرية" التي روج لها حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، تعد أحد الأسباب الرئيسية الكامنة وراء العنف القائم على كراهية الأجانب ضد مواطني دول إفريقيا جنوب الصحراء. وأكد المصدر ذاته، أنه يجب على القادة السياسيين وجميع مواطني جنوب إفريقيا اتخاذ موقف علني قوي ضد العنف القائم على كراهية الأجانب، فضلا عن رفض النزعة القومية العنصرية التي تكمن وراء هذه الظاهرة. وتجددت أعمال العنف المرتبطة بكراهية الأجانب، الأسبوع الماضي، بإقليم "كوازولو ناتال"، أحد المعاقل المنيعة لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي بشرق البلاد، حيث تعرض العديد من المواطنين الأفارقة لعمليات اعتداء ونهب لتجارتهم، فضلا عن تداول وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر لقطات خطيرة حول أعمال العنف المرتكبة من طرف مجموعات مندفعة وغاضبة في دوربان، عاصمة إقليم "كوازولو ناتال". وأفادت وسائل الإعلام، بأن العنف بدافع كره الأجانب أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، مبرزة في السياق ذاته، أن معظم الضحايا يحملون الجنسيتين الزامبية والملاوية. وأضافت أن ما يزيد عن 350 شخصا تعرضوا للطرد من منازلهم، في حين لم يتم إصدار أي أرقام رسمية حتى الآن. وقال المعهد الجنوب إفريقي للعلاقات بين الأعراق، إن موجة العنف الجديدة هذه "في غاية الخطورة"، داعيا سلطات جنوب إفريقيا إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تصاعد العنف، محذرا من خطر خروج الوضع عن السيطرة. وأدانت حكومة جنوب إفريقيا أعمال العنف التي تحركها كراهية الأجانب، كما صرح الرئيس سيريل رامافوزا، أن هذه الأخيرة لا مكان لها بجنوب إفريقيا. من جهة أخرى، أكد المعهد الجنوب إفريقي للعلاقات بين الأعراق أن أحداث "كوازولو ناتال" تعد تعبيرا عن يأس مواطني جنوب إفريقيا بجميع أنحائها، إزاء غياب الإصلاحات، فضلا عن تعزيز النزعة القومية العنصرية من قبل السياسيين. وأضاف المعهد نفسه، أن استمرار التزام حزب المؤتمر الوطني بنهج سياسة هدامة معادية للاستثمار ولتحقيق نمو اقتصادي وخلق فرص الشغل تعد السبب الرئيسي لتدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وهي بيئة توفر أرضية خصبة للكراهية و الإحباط، مشيرا إلى أن المخاطر المرتبطة بهذا الإحباط تفضي إلى كراهية الأجانب وتؤدي إلى تفشي النزعة القومية العنصرية التي تحرض على التضحية بفئة من المجتمع. وأصبحت أعمال العنف المرتبطة بكراهية الأجانب متكررة بجنوب إفريقيا، مما عرض البلاد لانتقادات حول فشلها في توفير الحماية اللازمة للأجانب، بمن فيهم المواطنون الأفارقة، الذين غالبا ما يتهمهم الجنوب إفريقيون، بسرقة وظائفهم النادرة أصلا. وكانت أعمال الشغب بدافع كره الأجانب قد أسفرت سنة 2008 عن مقتل 62 مهاجرا من إفريقيا جنوب الصحراء، كما اجتاحت البلاد موجة عنف جديدة عام 2015، مما أسفر عن مقتل حوالي 10 أشخاص، من بينهم مواطن إثيوبي أ حرق حيا في منزله بضواحي جوهانسبرغ، كما تسببت موجة العنف هذه في نزوح أكثر من 5000 شخص. وكانت العديد من مناطق جنوب إفريقيا، بما في ذلك العاصمة بريتوريا، في 2017 ، مسرحا لأعمال العنف المرتبطة بكراهية الأجانب استهدفت مواطنين أفارقة.