كشفت وثيقة عثر عليها مراسل صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية شرقي سوريا، أن جماعة "داعش" الوهابية التي مُنيت بهزيمة كبيرة في سورياوالعراق مؤخرا، وضعت خططا لعملياتها المستقبلية في أوروبا. جاء ذلك في وقت أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، عن تمكنها من السيطرة على آخر معقل كان يتحصن فيه مسلحو تنظيم "داعش" في بلدة الباغوز شرقي نهر الفرات في سوريا. إلا أن سقوط "داعش" في العراقوسوريا، لن يشكل على ما يبدو نهاية لهذه الجماعة الارهابية، إذ كشفت الوثائق التي عثر عليها في آخر معاقلها شرقي سوريا عن تحضيرات لتسليح وتمويل متشددين وخلايا نائمة في أوروبا. ووصف الصحيفة ما جاء في الوثيقة من خطط بأنها "تقشعر لها الأبدان"، وتضمنت أسماء المئات من مسلحي التنظيم وميزانياتهم، بالإضافة إلى مراسلاتهم التي عكست وجود نظام بيروقراطي داخل التنظيم. وفي رسالة مكتوبة في كانون الثاني، موجهة إلى زعيم "داعشي" محلي في سوريا، يظهر اسم "أبو طاهر الطاجيكي" الذي لديه خطة لمساعدة أعضاء "داعش" في أوروبا على شن هجمات، وتجنيد أفراد من الخارج إلى سوريا. وتقول الرسالة المكتوبة، إن لدى الطاجيكي أفرادا يريدون العمل في مناطق بعيدة عن العراقوسوريا، وتعطيه الإذن بالتواصل معهم من أجل تنفيذ عمليات داخل أوروبا. وتشير الرسالة، التي تم العثور عليها في قرص مدمج يحتوي على عشرات المراسلات، إلى طلب الإذن لإنشاء مكتب للعلاقات الخارجية لإدارة عمليات داعش في أوروبا وغيرها من المناطق. وتقول الرسالة "قبل أن ينفذوا العمليات يرسلون لنا الأهداف إن كان التواصل آمنا، وإلا فلينفذوا. ولن نقصر معهم بما يحتاجون، ولكن الأمر يحتاج إلى واقعية ومصداقية". وتظهر الوثائق أن الطاجيكي كان يعتزم تقديم خططه إلى لجنة أرسلها زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، لكن تم تأجيل الاجتماع بعد مقتل أحد أفراد اللجنة، وفي الرسالة، يسأل كاتبها عن فرصة أخرى لتقديم الاقتراح. ويُعتقد أن البغدادي يقبع في مخبأ صحراوي سري مع كبار مساعديه بين العراقوسوريا، ويتنقل بين الفينة والأخرى في محاولة للتخفي عن الأنظار في منطقة لا تغادرها طائرات التحالف ضد التنظيم الارهابي.