رفع الصوت بدل مستوى البحر في حوار مع الأستاذ عبدالحي الرايس رئيس المنتدى المغربي للمبادرات البيئية بفاس
تخليداً لليوم العالمي للبيئة، نظم المنتدى المغربي للمبادرات البيئية بفاس يوم 23 يونيو بجنان السبيل فاس حفله السنوي للإعلان عن الفائزين بجائزته للمبادرات البيئية المتميزة في دورتها العاشرة. وتميز هذا الحفل الذي كان شعاره "ارفع صوتك …لا مستوى البحر " بالحضور الشرفي لملكة جمال المغرب سفيرة النوايا الحسنة المهتمة بالمعاق والطفل اليتيم . ولتقريب المتتبع بحيثيات الجائزة التي تطفآ شمعتها العاشرة ومعرفة وقعها على خدمة البيئة ودلالاتها وكذا إستراتيجية المنتدى لترصين مجهوداته في الدفاع عن البيئة أجرت تازة اليوم على هامش الحفل حوارا شفيفا مع الأستاذ واللغوي عبدالحي الرايس رئيس المنتدى … الاستاذ الرايس: ما الجديد مع الدورة العاشرة لجائزة المنتدى البيئية، ومع شعار هذه السنة؟ نسعد بتجديد اللُّقْيَا وجائزةُ المنتدى تُطفئ شمعتَها العاشرة في خُطىً مُتلاحقة، ومسيرة هادفة. وقد دأبنا على تنظيم هذا الحفل في سياق تخليد اليوم العالمي للبيئة الذي آثَرَ المنتظمُ الدولي إلا أن يتخذ له شعاراً هذه السنة: "ارفع صوتك..لا مستوى سطح البحر" ولنا أن نقول في تقريب الصورة: ارفع صوتك احتجاجاً ومرافعة، توعية ومطالبة، ولكن حذار أيها الإنسان أن تُسهم في رفع مستوى البحار، بإمعانك في تلويث الأجواء، المسبب لذوبان المناطق الجامدة، والمؤدي لا محالة إلى السيول الجارفة والأمواج العاتية، الغامرةِ للجزر والمدن الساحلية الآهلة، والْمُطيحةِ بالصروح والأبراجِ العالية. ماهي استراتيجيتكم لتحقيق ذلك؟ لقد أخذنا على عاتقنا في المنتدى أن نُعْنَى بالتربية على البيئة، وأن نعمل على تحقيق التوازنات، ومناهضة الاختلالات، وأن نُسْهم بصدق ونزاهة في الدفع بمسلسل الشراكة والحكامة. وتظل حديقة النبات لفاس أُولَى انشغالاتنا، والغابة الحضرية في تعددها، والحزام الأخضر في تموقعاته بعضاً من انتظاراتنا. ولن يُغمضَ لنا جفنٌ أو يهدأ لنا بالٌ إلا إذا صارت البيئة أولى الأولويات في بلادنا، وصار الميثاقُ وسياسةُ المدينة واقعاً شاخصاً لأبصارنا. فَلْنَتَوَاصَ بمزيدٍ من المحافظةِ على البيئة، ولْنَتَنَافَسْ في السَّبْق إلى المُمارساتِ الواعيةِ الواقية، عملاً بالشعار الهادي: "عَلَيَّ أن أبدأَ بنفسي ولا أنتظر" لأجل ذلك نُوثرُ أن نُكرِّسَ الاحتفالَ بالماهدينَ الرائدينَ غيرِ المنتظرين الذين يأبون إلا أن يُضيئوا شموعَ الأمل، ويقدموا النموذج الصائبَ للعمل، فبأمثالهم ينبغي الاقتداء، وبمناراتهم يتعينُ الاهتداء ما هو حلمكم الذي تودون ان يتحقق في مدن المغرب عموما وفاس على وجه الخصوص؟ يحدونا الأمل في أن تنخرط مُدُنُ بلادنا في تنافسٍ جَادّ لنيل اللواء الأخضر الذي لا تحظى به عن استحقاق إلا مدينةٌ تُفَعِّلُ الحكامة، تتجاوزُ ذاتَها وتنافسُ غيرها في الرِّيادة، ترفعُ التحدي وتنخرطُ بوعيٍ ومسؤولية، وتخطيطٍ وإستراتيجية في رَكْبِ المدنِ المستدامةِ الخضراءِ الذكية. فهل تكونُ فاس إحدى هذه المدائن؟ نَرْجُو ذلك مُخلصين. تميزت هذه الدورة بحضور ملكة جمال المغرب لجائزة منتدى بيئي ما الدلالة؟ لم تعد مقاييس الجمال منحصرة في مدى حضور الرشاقة واللدانة، والوسامة والملاحة، ولكن إضافة إلى ذلك يحضر الحس الإنساني المرهف، والذكاء اللماح، والتواجد مع قضايا البيئة والإنسان، وملكة جمال المغرب التي حلت بجنان السبيل ضيفة شرف على المنتدى في حفل جائزته السنوية هي سفيرة للنوايا الحسنة معنية بالمعاق والطفل اليتيم، وقد كان لها على هامش الحفل تواصل ولقاء مع أمهات وأطفال، وكان لها معهم حديث وحوار، ولهم منها هدايا ووعود…. هل من تراكم تحسيسي لجائزة المنتدى بعد عشر سنوات من عمرها؟ تجاوز صدى الجائزة حدود المدى على مستوى المدينة والجهة إلى مختلف ربوع الوطن، وصار لها رجع صدى هنا وهناك، وسيكون المنتدى قد وفى برسالته، والجائزة قد بلغت غايتها إذا تضاعفت أعداد المترشحين لنيلها، وصارت المبادرات الفائزة نموذجا لانشغالاتها ومرجعية لرهاناتها. فقط نأمل أن يصير لها داعمون من مؤسسات وخواص، ورغم أن قيمتها في رمزيتها، إلا أن تعزيزها سيكون مصدر عون وفخر لنائلها.