احتضنت كلية الطب والصيدلة بفاس، على مدى يومين فعاليات المؤتمر الدولي، حول الماء، وتقييم عملية تدوير النفايات، في دورته الثانية بمشاركة عدد كبير من الخبراء والمختصين في مجالات البيئة والطاقة البديلة والمتجددة من المغرب وخارجه، وعلى هامش هذا اللقاء، قال الدكتور فريد زروق رئيس المؤتمر، بأن هذه الدورة الثانية، هي مناسبة أخرى لإبراز الفرص الهامة للاستثمار في هذا المجال، وتحسيس الجامعيين وأصحاب القرار، والفاعلين الاقتصاديين والسياسيين بجهة فاس بولمان بأهمية عملية التدوير بالنسبة لبلد كبلدنا، والذي يمتلك موارد مالية هامة لكنها محدودة، والذي يستورد أكبر حاجياته من الخارج. وأضاف، أن هذا المؤتمر الثاني، بعد النجاح الذي حققته الدورة الأولى التي نظمت بنفس الكلية سنة 2012، يهدف أيضا إلى اثراء هذا الموضوع، وإعطائه المكانة التي يستحقها واستخلاص التجارب من الدول التي سارت في هذا التوجه وهي في الوقت الراهن تجني ثمارا هامة في هذا الحقل الواعد. ويتوخى المنظمون من هذا المؤتمر، تعزيز المكتسبات التي حققها المؤتمر الأول في مجال تعزيز الشراكات بين مختلف المؤسسات الوطنية والدولية، (الصناعيين والمختبرات والجامعة) باعتبار هذه الأخيرة مؤسسة هامة في مجال البحث العلمي والأكاديمي، بالإضافة إلى تحسيس صناع القرار والفاعلين السياسيين والاقتصاديين يرهانات هذا القطاع الاستراتيجي لتحقيق التنمية المستدامة. وخلص إلى أن مجموعة التفكير والبحث في التنمية المستدامة، التي يرأسها، تضم في عضويتها أساتذة أكفاء لهم باع طويل في هذا الباب. وبهذه المناسبة نوه بالعمل الذي يقومون به على مدار السنة دون كلل أو ملل. ذلك أن اللجنة التنظيمية بذلت قبل وأثناء وبعد هذا المؤتمر، مجهودات كبيرة لإنجاح كل فقراته، وبالفعل كان ذلك، سواء من حيث مضامين المحاضرات أو العمل داخل الورشات أو من حيث التغطية الإعلامية التي نشكر بالمناسبة كل المؤسسات التي تواكب معنا هذا العمل المتميز، هذه اللجنة تتكون من الحكيم الوالي العلمي والمهدي الشاوش وهشام البكاري وعبد الحق خرباش ومحمد المرزوقي وفيصل المسعودي وعبد الله الخاطوري، بالإضافة إلى اللجنة العلمية التي تتكون من مختصين من المغرب وبلغاريا وماليزياوفرنسا ومصر. المحاضرة الافتتاحية، ألقاها الدكتور مولاي أحمد العراقي الوزير السابق في البيئة، وحيث تحدث عن عملية تدوير النفايات بين الواقع الطبيعي، ومآلها المستقبلي، حاثا الأجيال الحالية على تصحيح الأخطاء المرتكبة في هذا الباب بالرغم من المجهودات التي بذلت عن طريق الأجيال السابقة. هذه العملية التي تقتضي بذل المجهودات الكبيرة المادية والمعنوية والأكاديمية لتحقيق الأهداف المرجوة. ومن جانبه استعرض الدكتور علال العمراوي النائب الأول لعمدة فاس، تجربة العاصمة العلمية في هذا المجال، متحدثا عن مطرح النفايات المراقب والذي يعتبر الوحيد في المملكة مطرحا مراقبا، والذي يعد مفخرة لهذه المدينة على اعتبار أنه استثمار هام في هذا الباب. كما تطرق إلى ترحيل الصناعات التقليدية الملوثة من عين النقبي إلى منطقة بنجليق، وصناعة النحاسيات والفضيات، وهي عملية نموذجية بالإضافة إلى الأفرنة الغازية التي عوضت الأفرنة التقليدية التي كانت تنفث الدخان وكانت تشكل خطرا على الساكنة. وخلص في الأخير، بأن الجماعة إلى جانب عدد من المتدخلين ستعمل على انجاز كل المشاريع الهامة في هذا الباب. وفي محاضرته في الجلسة الافتتاحية، تحدت الدكتور كريم علاف من جامعة روشيل/فرنسا عن التدابير الجديدة للتثمين الكامل للمنتوجات الفلاحية والبناتية. هذه الجلسة ترأس أشغالها كل من الدكتور احيا أيت ايشو وعبد اللطيف موكريم. وتدخل بعد ذلك كل من محمد نجم من مصر، وعلي بومرير من شركة صوناصيد حيث استعرض تجربة هذه الشركة في تفكيك السفن الصناعية والاستاذ محمد أزمي بن محمد نور من ماليزيا، ولحسن المسعودي. الجلسة الثانية خلال اليوم الثاني، جاءت تدخلات كل من الأستاذة منير الباري وعبد الطيف موكريم من جامعة ابن زهر من أكادير وعبد الرحيم صولحي من الرباط كما انتظم المشاركون في ورشات علمية متميزة . و خلص المشاركون في آخر هذه الدورة، إلى توصيات هامة تنضاف إلى توصيات الدورة السابقة وسيتم تتبعها عن طريق لجنة من المتخصصين في هذا الباب لتحقيق ما يمكن تحقيقه في هذا الإطار.