اكتشفت 3 حالات إصابة بالتهاب الكبد الوبائي غير مؤكدة من بينها امرأة حامل خلال الحملة الطبية، التي نظمتها مؤخرا جمعية الأمل لمرضى السكري بالمغرب في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بحي بنسودة “البركاني” لفائدة ساكنة مقاطعة ازواغة، والتي كان الهدف منها الكشف المبكر لعدد من الأمراض خصوصا عند الفئات المستضعفة، نظرا للتكلفة الباهظة لمثل هذه الفحوصات، ولتقديم مختلف الخدمات والحملات الطبية والاجتماعية والدورات التثقيفية في الصحة النفسية والغذائية والإرشادات وأهمية الرياضة في حماية والتسريع في علاج المصابين و كيفية العناية بالقدمين من خلال نصائح في عين المكان ومطبوعات وملصقات تضم كل التوجيهات المفيدة.... وسيخضعن النساء الثلاث، حسب ما صرح به محمد الحجاجي رئيس الجمعية للجريدة، للمزيد من الفحوصات الدقيقة قبل أن تتأكد مصالح المستشفى بفاس، الذي سيتكلف برعايتهن الصحية في حالة ثبوت إصابتهن بهذا المرض، الذي يوصف أحد أصنافه “ج” غالبا بالوباء “الصامت”، حيث يصيب على الأقل 170 مليون إنسان على مستوى العالم، حيث الالتهاب الكبدي الوبائي يبقى مجهولا بشكل نسبي وعادة يتم تشخصيه في مراحله المزمنة عندما يتسبب بمرض كبدي شديد، فهو أكثر عدوى وأكثر شيوعا من فيروس(إتش آي) المسبب لمرض الإيدز ويمكن أن يكون مميتا، إذ يتوقع الخبراء، ارتفاع عدد الوفيات بالولايات المتحدةالأمريكية جراء هذا المرض إلى ثلاثة أضعاف خلال العشرة سنوات القادمة، بحيث يسجل 10000 حالة وفاة سنويا بسبب الالتهاب الكبدي الوبائي من أصل 180000 إصابة جديدة كل سنة. ومما يزيد الوضع تأزما وتعقيدا ويساهم في انتشاره، هو عدم إلمام الإنسان بهذا المرض القاتل الصامت، وبآثاره السلبية والجانبية، وجهله لطرق وسبل تجنبه، حيث تفيد بعض الأبحاث، أنه وبعد الإصابة بالفيروس يستغرق تطور مرض الكبد الحقيقي حوالي 15 سنة، وقد تمر 30 سنة قبل أن يضعف الكبد بالكامل أو تظهر الندوب أو الخلايا السرطانية. معظم المصابين يظهرون بشكل صحي تام، لكنهم مصابون وينقلون العدوى للآخرين طبقا لمنظمة الصحة العالمية، بحيث 80% من المرضى المصابين تتطور إصابتهم إلى التهاب الكبد المزمن، ومنهم حوالي 20% يصابون بتليف كبدي، و5% منهم يصابون بسرطان الكبد خلال العشرة سنوات التالية. للإشارة، لقد تم التعرف على الفيروسات المسببة للالتهاب الكبدي (أ) و (ب) منذ زمن طويل إلا أن الفيروس المسبب للالتهاب الكبدي (ج) لم يتم التعرف عليه إلا في عام 1989، اجتهد العلماء في تطوير وتعميم استخدام اختبار للكشف عن الفيروس (ج) عام 1992، الذي يعتمد على كشف الأجسام المضادة للفيروس ويعرف باسم (ANTI-HCV). كما ينصحون بالابتعاد وتجنب كل ما من شأنه أن ينقل العدوى بهذا الفيروس، التي تتم عن طريق نقل الدم، منتجات الدم، المواد المخثرة للدم، إدمان المخدرات عن طريق الحقن، الحقن زراعة الأعضاء (كلية، كبد، قلب) من متبرع مصاب مرضى الفشل الكلوي، الذين يقومون بعملية الغسيل الكلوي معرضين لخطر العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي (ج) استخدام إبر أو أدوات جراحية ملوثة أثناء العمليات الجراحية أو العناية بالأسنان، وأثناء المشاركة في استعمال الأدوات الحادة مثل أمواس الحلاقة أو أدوات الوشم العلاقات الجنسية المتعددة الشركاء. كما تؤكد بعض الدراسات أن فيروس الالتهاب الكبدي (ج) لا يتم نقله عن طريق الطعام أو الماء أو البراز، ولذلك فهو غير معد بصورة كبيرة بين أفراد الأسرة، ولا يمنع الحمل بالنسبة للنساء المصابات بفيروس الالتهاب الكبدي (ج)، فنسبة الانتقال العمودي (من الأم إلى الطّفل) أقل من 6% ولا يوجد أي طريقة لمنع ذلك، ومع ذلك فالأطفال المصابين بهذا الفيروس منذ الولادة لا يتعرضوا لمشاكل صحية في سنوات العمر الأولى. ارتباطا بالبرنامج، الذي سطرته جمعية الأمل لمرضى السكري بالمغرب، استفاد قرابة 620 مريض بالسكري من الحملة الطبية، التي أقيمت بساحة ملتقى الطرق بنسودة فاس، والتي تخللتها مجموعة من التحاليل الدموية والبولية (قياس نسبة السكري في الدم وتخطيط القلب قياس، الضغط الدموي، لأسيتون وتحليل فيروس الكبد) تحت إشراف طاقم طبي متخصص.