كما جرت العادة دائماً، يعيش الصحفيون لإيجاد السبق الصحفي: لإيجاد القصة وجعل المنافسين يقرؤونها في الصفحة الأولى من عدد الغد. لكن لضمان النجاح في الابتكار الإعلامي يجب على الصحفيين والشركات الإعلامية أن تقلل من تركيزها على المنافسة وتركّز بشكل أكبر على التعاون، كما يقول الاستراتيجي الإعلاميجاستن آرنستاين. كان آرنستاين يشارك رأيه مع المتسابقين ويزوّدهم بالنصيحة في المرة الأولى للتحدّي الأفريقي للابتكارات الإخبارية منذ انطلاقته في أيار/ مايو الماضي. تهدف المسابقة إلى نشر فكرة استخدام التكنولوجيا لتحسين عملية جمع الأخبار ونشرها في أفريقيا. لقد تمّ إنجاز أكثر من 500 مشروع في الدورة الأولى من المسابقة، أماّ الآن فقد وصل عدد المتسابقين في المراحل النهائية إلى 40 متسابقًا يتنافسون في ما بينهم للحصول على جوائز مالية تبدأ ب US$12,000 لتصل إلى US$100,000 من أجل تطوير واختبار وقياس مشاريعهم الإخبارية الإلكترونية الجديدة. تدير المبادرة الإعلامية الأفريقية هذه المسابقة بدعم من شبكة أميديار، وجوجل، ومؤسسة بيل وميليندا غايتس، ومؤسسة نايت جون أس وجيمس أل بالإضافة إلى آخرين. (يعمل آرنستاين مع AMI كجزء من زمالته في مؤسسة نايت للصحافة العالمية) وسوف تعلن AMI عن الفائزين في وقت لاحق من هذا الشهر. بعد قراءة مقترحات المشاريع والعمل مع المتسابقين في المراحل النهائية لمساعدتهم على صقل أفكارهم، شارك آرنستاين هذه النصائح مع المبتكرين الإعلاميين الطموحين: لا تخافوا من التجربة يقول آرنستاين: “ستذهلون إن عرفتم كم تكره معظم الشركات الإعلامية المجازفة”، فهم يرتعبون من فكرة أخذ أي مجازفة في ظل الوضع الاقتصادي الراهن. نحن ننصح بالتكرار السريع، كذلك إن البدء بتجارب مشروعك ولو بشكلٍ بطيءبعض الشيء يسمح لك بتصميم النموذج الأوّلي الحيّ الذي يُعدّ بالأمر الضروري جداً خاصةً إن أرادت غرف الأخبار المحافظة على تقدّمها في وجه المنافسين غير الإعلاميين كمزوّدي خدمات الهاتف المحمول والشركات الرقمية، وتجدر الإشارة أنهم بتزايد دائم. لا تحاول أن تقوم بالخطوة كاملةً بنفسك يقول آرنستاين “جد الشركاء، وابنِ روح التآزر، وتقاسم العبء. عادة ما يكون الصحفيون كالمؤسسات الإعلامية التي يعملون لحسابها كثيري التنافس، أي يمتلكون ثقافة السبق الصحفي ويكرهون المشاركة. إلاّ أنه عندما يتعلّق الأمر بالابتكار، فستحصد نجاحاً أكبر إن شاركت أفكارك مع الآخرين الذين سيشاركونك بدورهم بمستجدات منصاتهم وتقنياتهم المتاحة. كن واقعياً: لن ترمِ إحدى غرف الأخبار أو المؤسسات الإعلامية أنظمتها الموروثة التي أصبحت كتراث لهذه المؤسسات، كذلك لن تعيد تنظيم أنظمة سير العمل من أجل استيعاب مشروعك. لذلك حاول أن تجعل مشروعك منسجماً مع أدوات مهمة تستخدم في غرف الأخبار كملف كلاود، ورسالة فرونت لاين ، ومُجتمعي أو عشرات غيرها.” ابقَ صغيراً وسريعاً ”لقد بدأ مجتمع جديد مليء بالابتكارات الحيوية يثبت قدميه في أفريقيا. غير مطلوب منك أن توظّف أحدًا أو تقوم بالاتصال بفريق ضخم من المطوّرين الذين يمكنهم أن يقطعوا الطريق عليك من خلال استخدام حلول أو طرق معيّنة. بالمقابل يمكنك تفقّد بعض الشبكات كالهاك هاكرز “Hacks/Hackers” بهدف إيجاد أحد الزملاء المسافرين أو الرحالة الذي سيسمح لك بمشاركة الأفكار والتعاون فيما بينكما بالقدر المستطاع قبل عودة كل واحد منكما إلى طريقه.” هذا بحسب ما قاله آرنستاين. كن منفتحاً على الأفكار الجديدة ” يجب أن تدرك أنك ستواجه الكثير من التشويش، إلاّ أنك يجب أن تكون منفتحاً لسماع الأفكار الجديدة. يتابع آرنستاين قوله، “إن الإعلام متغير باستمرار بدءاً بنماذج الأعمال الخاصة بنا، وصولاً إلى الطرق التي نتفاعل من خلالها مع الجمهور، لذلك يجب أن نكون مرنين في التعامل معها، ونمتلك السرعة المطلوبة والانفتاح لخوض التجارب. إن الصحافة ليست بخطر بل إن طريقة ممارستنا لهذه المهنة هي التي في تطور مستمر.” الصورة: الصحفيون العاملون في المخيم التكنولوجي في زنزبار في تشرين الأول/ أكتوبر. بواسطة mihi_tr على موقع فليكر، بعد أخذ الإذن من AMIC. جينيفر دورو قد ساهمت في هذا المقال.