تم اختيار فيلم “موت للبيع” لتمثيل المغرب في جوائز الأوسكار عام 2013، ضمن المسابقة العالمية لأحسن فيلم أجنبي، وحصل نفس الفيلم لمخرجه، فوزي بن سعيدي، مؤخرا على جائزة أفضل إخراج في النسخة الثانية عشرة من مهرجان السينما العربية والآسيوية بنيودلهي. وذكر المركز السينمائي المغربي في بيان له، توصلت “العربية.نت” إلى نسخة منه، أن لجنة برئاسة المخرج والمنتج، حسن بنجلون، اختارت في اجتماع عقد مؤخرا بمدينة الرباط، فيلم “موت للبيع” وفقا للمعايير التي تضعها أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية. ويأتي ترشيح هذا الفيلم لمسابقات الأوسكار، بعد فوزه بالعديد من الجوائز، من بينها جائزة “الفن والتأليف” في مهرجان برلين السينمائي في فبراير ، وجائزة أفضل فيلم في الدورة 22 لمهرجان الفيلم الإفريقي في ميلانو، وكذا الجائزة الكبرى لمهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط في نسخته الثامنة عشرة، ثم جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الفيلم الوطني في طنجة، فضلا عن فوزه بأهم جائزتين في مهرجان بروكسل الدولي للسينما الأوروبية، هما الجائزة الذهبية لأفضل فيلم سينمائي “غولدن إيريس أوارد” وجائزة سينو- أوروبا. وأعرب بن سعيدي مخرج الفيلم، في حديث ل “العربية.نت”، عن اعتزازه بهذا الترشيح الذي اعتبره تكليفا وليس تشريفا، مستحضرا في السياق ذاته حجم المسابقة وأهميتها وشراستها، باعتبارها ساحة لا تدخلها إلا الأفلام القوية. وأبرز أن هذه المحطة ستشكل نقطة تحول في مساره الإبداعي من خلال فيلمه الثالث “موت للبيع”، الذي نقل السينما المغربية نحو العالمية بتتويجه في مجموعة من المهرجانات، مشيرا إلى أنه لا زال سائرا في هذا المنحى، لما لقيه ويلقاه من ترحيب من طرف النقاد والجمهور في مختلف بلاد المعمورة، الشيء الذي أعطى للفيلم حياة أخرى، حسب المخرج. وكشف بن سعيدي أن الفيلم سيتم عرضه قريبا في القاعات السينمائية في كل من جنيف ولوزان بسويسرا، وكذلك في القاعات الباريسية ابتداء من أكتوبر المقبل، إضافة إلى إعادة عرضه بالقاعات الوطنية، خاصة أن هذا التوزيع اقتصر في المرحلة الأولى على مدينتي مراكش والدار البيضاء فقط، ولم يشاهده الجمهور المغربي في بقية المدن الكبرى كالرباطوطنجة وفاس وغيرها. ويتناول “موت للبيع”، حكاية ثلاثة أصدقاء اعتصرتهم أزماتهم ويتعلق الأمر ب”مالك” فهد بنشمي، الذي يعيش في كنف أسرة ممزقة، تتشكل من والدته التي لا حول لها ولا قوة، وشقيقته التي تعمل في مصنع للملابس وزوج الأم الذي يستنزفها، وهذا الأخير سيلفق لمالك تهمة الاتجار بالمخدرات ليتخلص منه. وفي سياق وضعه المأزوم، تظهر في حياتة مالك “دنيا”، أدت الدور إيمان المشرفي، “فتاة الشارع” ويقع مالك في حبها محاولا إخراجها من عالم الدعارة والذل. أما باقي الشخصيات فتتشكل من “علال” السجين السابق، الذي يعيش مع أب مدمن على شرب الخمر، ويختصر أحلامه بضربة حظ قوية في تجارة المخدرات تجعله ثريا، ثم المراهق سفيان الذي يقيم في دار الأيتام وتسيطر عليه فكرة الانتقام من كل شيء، لينتهي به المطاف في أحضان إحدى الجماعات “السلفية التكفيرية”. وفي تطور مثير للأحداث، سيتفق الأبطال الثلاثة على سرقة أكبر محل للذهب في مدينة تطوان، وذلك في مشهد بوليسي تحتشد فيه قوات الأمن بسياراتها لتطويق المكان، لكن مالك سيفلت حاملا المجوهرات ليسلمها إلى “دنيا” التي تغدر به تاركة إياه معلقا بين السماء والأرض في مشهد لافت