تقديرا لصمود المسرح الجامعي بفاس رغم الإكراهات المادية وما حققه من صدى من خلال دوراته الثمانية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ومن أجل جعله محطة أولى للإبداعات الطلابية في مجال المسرح والفنون والفكر في العالم العربي والدولي، احتضنت رئاسة جامعة سيدي محمد بن عبد الله صباح يوم الثلاثاء 10 يوليوز 2012، مراسيم توقيع اتفاقية شراكة بين مهرجان فاس للمسرح الجامعي وبين مسرح عجمان الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة، بحضور السيد عتيق صلاح البدري قنصل دولة الإمارات بالمغرب والسادة العمداء وعدد من ممثلي المنابر الإعلامية. وتنص مضامين اتفاقية الشراكة على تعزيز التبادل الثقافي والفني بين الطرفين ودعم سمو الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي رئيس مسرح عجمان الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة لمهرجان فاس للمسرح الجامعي في دوراته القادمة، إضافة إلى تخصيص درع سمو الشيخ للجائزة الكبرى للمهرجان على امتداد دوراته. وقد أشار الأستاذ عبد الله الشحي، مدير مسرح عجمان الوطني بأن هذه الاتفاقية تدخل في صلب تمتين العلاقات التاريخية التي تجمع الإمارات العربية المتحدة بالمملكة المغربية، التي لا يمكن حصرها في سطور أو مجلدات، وربط أواصر التعاون الثقافي والمسرحي، كما تأتي لتحقيق الإشعاع الثقافي بين البلدين، تقديرا للتجربة الهامة للمسرح الجامعي في المغرب وتألق مهرجان فاس للمسرح الجامعي على الصعيد العربي والدولي. ومن جهته، اعتبر الدكتور السرغيني فارسي رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي، “أن هذه الاتفاقية هي ثمرة تعاون قائم في كل المجالات بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، كما شدد على أن تخصيص جائزة سمو الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي للمهرجان تشكل إشارة قوية ودالة على ثراء العمل الثقافي والمسرحي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله وعلى الصدى الذي حققه المهرجان الذي ينظم كليا من طرف طلبة الجامعة. كما أكد رئيس الجامعة على أن العلاقات الأكاديمية المتينة بين الجامعة والجامعات الإماراتية أصبحت الآن متوجة بهذه الاتفاقية مع مسرح عجمان الوطني”. بدوره، أكد الأستاذ سعيد الناجي، مدير مهرجان فاس للمسرح الجامعي، أن هذه الاتفاقية تندرج في إطار عام وهو المساهمة القوية للإمارات العربية المتحدة في المشهد المسرحي من خلال المؤسسات الثقافية بدولة الإمارات والهيئة العربية للمسرح، ومسرح عجمان الوطني، وهي تأتي تقدير لثراء تجربة مهرجان فاس للمسرح الجامعي الذي أصبح له حضور قوي من خلال إطلاق عدة مشاريع مثل شبكة مهرجانات المسرح الجامعي بالمغرب، وشبكة المسرح الجامعي العربي، والمهرجان المتنقل للمسرح الجامعي الذي انعقدت دورته الأولى بمجامعة فاس، وستنتقل دورته الثاني إلى الجزائر. الفنانة صباح عن فرقة الرقص التعبيري، أبت أن تشارك الحديث من خلال توجيه رسالة إلى الإدارتين حول العمل على دعم المبادرة الطلابية وتخصيص جوائز للمنتوج والإبداع الطلابي في مختلف المجالات. وعلى هامش مراسيم توقيع الشراكة، تم عرض شريط وثائقي موجز يتحدث باللغة الانجليزية على الحاضرة الإدريسية وما تزخر به من معالم تاريخية جمعت الأصالة والإبداع المغربي مؤسسات علمية أنجبت أجيالا تقدر الفن والإبداع، حيث وقف الشريط عند مؤسسة جامعة سيدي محمد بن عبد الله وما تقدمه من منتوج أدبي وفكري وفني وعلمي يخدم الإنسانية، كما تطرق الشريط إلى أهم المحطات والندوات الفكرية التي احتضنتها رئاسة الجامعة واستضافت من خلالها كبار الشخصيات والمفكرينن وعرج شريط أخر على أهم محطات الدورات الثمانية للمسرح الجامعي بفاس معززا بصور الضيوف والمكرمين. للإشارة، لقد تم تأسس مسرح عجمان الوطني بالإمارات العربية المتحدة في رابع أبريل 2004 تحت ظل دائرة الثقافة والإعلام بعجمان بأوامر من سمو الشيخ عبدالعزيز بن حميد النعيمي رئيس الدائرة وسمو الشيخ عبد العزيز بن حميد النعيمي رئيس مسرح عجمان الوطني، حيث دشن مجموعة من الأعمال المسرحية همت مسرحية النقرس 2005 تأليف وإخراج علي جمال الدورة الخامسة عشر لأيام الشارقة المسرحية، التي أقيمت خلال الفترة الممتدة ما بين 16 و 24 مارس 2005، ثم مسرحية الصلامة 2006 من تأليف وإخراج أيضا علي جمال بالاشتراك مع جمعية حتا للثقافة والفنون قسم المسرح أيام الشارقة المسرحية الدورة السادسة عشر 19 – 30 مارس 2006، التي حازت على جائزتين الأولى لأفضل ممثل دور ثاني الفنان سعيد عبيد، والثانية لأفضل ممثلة دور ثاني الفنانة بدور، بالإضافة إلى مسرحية شوَّاق 2007 تأليف غنام غنام وإخراج علي جمال أيام الشارقة المسرحية الدورة السابعة عشر 12 – 22 مارس 2007، ومسرحية صرخة 2008 من تأليف الأستاذ إسماعيل عبدالله وإخراج الأستاذ إبراهيم سالم عن قصة قصيرة للكاتب والروائي ناصر جبران أيام الشارقة المسرحية الدورة الثامنة عشر 17 – 27 مارس 2008 ، وقد حازت هذه المسرحية على أربع جوائز ، جائزة ممثل واعد حصل عليها الفنان علي سبت، ثم جائزة أفضل ممثلة دور ثاني خصصت للفنانة رشا العبيدي، بينما جائزة أفضل ممثل دور ثاني وأفضل نص فكانتا من نصيبي بالتتالي الفنان فيصل علي والفنان إسماعيل عبدالله. أعمال فنية أخرى مميزة تركت بصمتها على خشبات مسرح عجمان الوطني بالإمارات العربية المتحدة، نذكر منها مسرحية ليلة مقتل العنكبوت 2008 تأليف الأستاذ إسماعيل عبدالله وإخراج نظيره محمود أبو العباس أيام الشارقة المسرحية الدورة التاسعة عشر 2009، والتي نالت جائزة أفضل نص للفنان إسماعيل عبدالله، ومسرحية الأطفال سعدون وأبطال الكرتون 2009 من تأليف وإخراج الأستاذ عبدالله صالح مهرجان الإمارات لمسرح الطفل الدورة 2009، حصلت على جائزة أفضل ماكياج للفنان حامد سيف، ثم كذلك مسرحية زهرة مهرة 2012 من تأليف إسماعيل عبدالله وإخراج أحمد الأنصاري على هامش الدورة الثانية والعشرين لأيام الشارقة المسرحية 2012، نالت إعجاب اللجنة وحصلت على أربعت جوائز، جائزة أفضل ممثل دور ثاني الفنان مروان عبدالله صالح، وجائزة أفضل ممثل دور أول مناصفة للفنانين إبراهيم سال جمال السميطي، ثم جائزة لجنة التحكيم الخاصة فريق عمل مسرحية زهرة مهرة.