سالت يسرى والدها، وهما معا يشاهدان حلقة الظهيرة من سلسلة رسوم متحركة مستوردة ،أنتجت في اليابان .إلا أن عملية الدبلجة الى اللغة العربية تمت في احد استوديوهات الخليج العربي ، كان بطل السلسلة رجلا آليا يدعى ” يوكي ” لكنه مع الدبلجة ، تحول الى ” ماهر” . يطارد يوكي بطل السلسلة ، ماردا كان يقود سيارة من جيل خارق، وسلاحه الرشاش لا يكف عن إطلاق زخات نارية ، كثيفة في كل الاتجاهات ، مصحوبة بأصوات الكترونية تحدث الرعب . النسخة اليابانية حسب المتخصصين ، مكونة من 29 حلقة، لكن هناك رواية تقول أن ما دبلج الى العربية منها هو 24 حلقة فقط ، ويقال 16 حلقة. فكيف تم اختزال الباقي ، وهل للمسالة خلفيات تجارية واقتصادية بالأساس ؟ قال يوكي وقد أنهكته المطاردة ، ولم تنفذ ذخيرته ، مخاطبا غريمه عبارة من حوالي 15 كلمة في اللغة الأصلية . لكن الدبلجة الخليجية العربية ، صنعت الحدث ، حين قالت على لسان البطل ” سأقتلك إن شاء الله ” على الفور ، قام فريق لغات متخصص بترجمة فورية شبه أمينة من اللغة الأصلية الى الانجليزية ثم الى العربية فيما بعد ، وفق احدث الأساليب تطورا ، حيث خلص الفريق الى أن يوكي قال النص الآتي: ” إن قوتك أيها المارد ، مهما بلغت من تدمير، فإنها لن تنال مني...” لكن الدبلجة كانت في الموعد، مع المسخ والتشويه وانعدام الأمان العلمية. وقالت على لسان ماهر ” سأقتلك إن شاء الله. قد نتفق جميعا على أن عملية دبلجة الرسوم المتحركة المستوردة خطوة أولى في الاتجاه الصحيح ، لكننا ، لا نختلف إن للأمانة العلمية وجه واحد ،إذ لابد من التفكير جديا في الأمر، هذه الرسوم المتحركة المستوردة و المدبلجة ، يجب أن تراجع مراجعة دقيقة من كل الزوايا والجهات ، طالما لسنا مؤهلين لإنتاج الشبيه المثيل الهادف و المفيد ، الذي تراعي فيه القيم والثوابت ، وتبنى الناشئة وفق مبادئها وأصولها الحضارية عربيا وإسلاميا بانفتاح . وتكون بديلاً لهذه الدبلجات المشوهة و الممسوخة. فقبل عقود مضت ، لم يكن ممكنا عرض أشرطة الرسوم المتحركة المستوردة جملة وتفصيلا ، بغير لغتها الأصلية ، الآن ، ومع التطور الذي عرفه الواقع العربي ، هناك عدد لا يستهان به من استوديوهات الدبلجة في الوطن العربي ، بداية في مصر ثم الخليج العربي، إضافة الى بعض دول الشرق الأوسط مثل لبنان الرائد في مجال الدبلجة ، والأردن.. كما في الجزائر . وإن كنا لا نفهم استقالة بلد عربي متوسطي كالمغرب من خوض هذا الغمار ، ورفع الراية البيضاء والناي عن هذا المجال الثقافي التقني و المعرفي الواعد. هناك إجماع عربي شبه تام ، أن أسلوب الدبلجة اللبنانية تميز منذ البدايات بالدقة والحرفية العالية ، وتميز الأصوات، وأيضاً في الأمانة في الترجمة وعدم خيانة الأصل . فلا حاجة هنا لاستعراض المثبطات ، لان “الفرق في الذهنيان والموهبة وليس في الآليات” على حد تعبير الفنان جهاد الأطرش. لذا، فان المهتم يلاحظ انه لم يحدث تغيير في الأسماء، أو تحريف في الأحداث ، في مجمل الأعمال المد بلجة لبعض المؤسسات المتخصصة في لبنان ، حيث تم الحفاظ على الموسيقى والأغاني الأصلية في بعض للمسلسلات ، مع تعريب كلمات الأغاني التي غالبا ما كان يؤديها أداها الفنان سامي كلارك . ويعتقد الكثير من النقاد والمتتبعين لفن الانمي