ما أشبه الطفل بالطفل وما أشبه مآسي العرب اليوم بالبارحة. ولا فرق في هذا التاريخ المدمي بين هذا الطفل السوري الغريق "إيلان" و" حنظلة " : طفل رسام الكاريكاتير الفلسطيني " ناجي العلي ". وحنظلة هي أشهر الشخصيات التي رسمها " ناجي العلي" في كاريكاتيراته، ويمثل صبياً في العاشرة من عمره. أدار حنظلة ظهره للعالَم وعقد يديه خلف ظهره عام 1973م، وأصبح بمثابة توقيع لرسومات ناجي العلي، كما أصبح رمزاً للهوية الفلسطينية. ويقول ناجي العلي أن الصبي ذا العشرة أعوام يمثل سنه حين أجبر على ترك فلسطين ولن يزيد من عمره حتى يستطيع العودة إلى وطنه.
إذ ترمز إدارة الظهر وعقد اليدين إلى رفض هذه الشخصية للتهجير وللحلول الخارجية، ملابسه المرقعة وظهوره حافي القدمين يرمزان كذلك إلى انتمائه للفقر. وكما يُدير " حنظلة " بظهره لنا احتجاجا على مأساوية هذا الواقع العربي، يدير طفل سوريا الغريق كذلك بظهره إدانة لهذا الواقع برمته. بوجمعة العوفي / شاعر وناقد فني مغربي