5 ملايين و533 ألف مغربي مريض بالإكتئاب و200 ألف تعاني الإضطراب الإنفصامي و49 % من الساكنة 15 سنة فما فوق عرفت اضطرابات نفسية ...إنها إحصائيات وزارة الصحة المغربية التي لا يثق فيها أحد ،لأن الأرقام الرسمية المصرح بها يجب مضاعفتها للتقرب للرقم الحقيقي، وهذا يعني أن أكثر من نصف سكان البلد يعانون من شتى الأمراض النفسية، وعلى رأسها الإكتئاب التي تقول الدراسات العلمية أن 95 % من المغاربة الذين يحاولون الإنتحار مكتئبون، وأن 15 % يرتكبون جرائم قتل،والنتيجة ودائما التصريح لوزارتنا في الصحة ثلاثة ملايين مغربي قد أعلنوا عن نواياهم في الإنتحار. نعم الإكتئاب يؤدي إلى الإنتحار وكلما ازدادت حدته وبقي دون علاج أو جرت معالجته على نحو غير ملائم يزداد خطر الإنتحار،كيف لا ؟وفي بلدنا الحبيب كل شيء غامض حيث يستحيل توقع على نحو مؤكد الأشخاص الذين يقتلون أنفسهم أو يحاولون ذلك،لأن الانتحار سلوك معقد بحيث هناك العديد من العوامل الطبية والنفسية والإجتماعية كالبطالة وضعف المداخل المالية وغياب المساواة وشيوع كل أنواع الظلم والإدمان والمحن الشخصية وتوفر أدوات وطرق الانتحار تساهم في زيادة الإضطرابات والإقبال على الموت الاختياري. وحسب دراسة حديثة نشرت في مجلة plos medicine حل المغرب بين الدول التي تتراوح فيها نسبة الاكتئاب مابين 5,5 و6 % وهو في مرتبة متقدمة قياسا بباقي دول شمال إفريقيا،وقد اعتمدت الدراسة عدة مؤشرات لقياس نسبة الاكتئاب لدى ساكنة العالم كدرجة استفحال المرض ومدته في تحديد تداعياته على الصحة الاجتماعية والعمومية.
وهذا يحيلنا على من تضخمت ثرواتهم من اكتئاب المغاربة وباقي أمراضهم ،مافيا الصناعة الدوائية داخل المغرب وخارجه بتواطؤ بعض الأطباء وجل الصيادلة، حتى أنهم هزموا الحكومة التي أعلنت منذ شهور عن قرار تخفيض ثمن ألف دواء لم نرى من ذلك إلا الجعجعة بدون طحين ،والإعتذاء على وزير الصحة داخل قبة البرلمان،حكومتنا المحترمة تغلب فقط على ضعفاء الشعب المقهورين بالضرائب والزيادات في الأسعار لا الأجور ... أما البورجوازية المتعفنة فعفى الله عما سلف، ولكبار المهربين :إن الوطن غفور رحيم ... كيف لا يدمن جل المغاربة على تناول كل عقاقير الهلوسة والاكتئاب من قبيل مضاد isrs و "بروزاك"التي تدفع مستهلكيها إلى التفكير في الانتحار،أو ارتكاب جريمة. إننا نعيش مع حكومات الاكتئاب التي لا تنتج لنا غير البؤس وتغرس مشانق الانتحار هنا وهناك، فلولا ذلك الوازع الديني المحرم لقتل النفس دون حق لأقدم الملايين على الموت بدون تردد... يضاف هذا إلى باقي أنواع الانتحار التي يتخبط فيها الشعب المغربي منذ عقود من الزمن، فهناك انتحار أخلاقي حيث لا يخفى على أحد المستوى الأخلاقي المتدني الذي وصله مجتمعنا، وشرح الواضحات من المفضحات.
انتحار اقتصادي يجر البلاد إلى استعمار جديد أو إنفجار داخلي سيأتي على اليابس والأخضر لا قدر الله،كل شيء أصبح قابل للبيع والشراء .. ضاع الوطن والمواطن،وانتحر المثقف يوم ماتت القيم والضمائر الصادقة والملتزمة.... ورغم ذلك يبقى أملنا في الخلاص، وتغيير الحال والأحوال للأحسن قائما، إن توفرت الظروف والإرادة الحقيقية الصادقة لإصلاح ما يكن إصلاحه قبل فوات الأوان ... الأمل قائم ما دام المطر ينزل في وقته، والشمس تشرق كل يوم، والأرض تنبت كل الخيرات و..و.. وغير ذلك الموت والدمار والفناء و...