صدق من قال: ينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقانون،اليوم بلا خجل يجب أن نعترف نحن المغاربة خصوصا والعرب عموما أننا قوم نخاف ولا نستحيي ،مع أن جدودنا كانوا عكس ذلك، لا يخافون لومة لائم ولو أمام سلطان جائر،اليوم لا ينفع معنا لا نهي و لا نصح و لا ملصقات ولا لافتات ...بل نخاف فقط من العقوبة غرامة كانت أو حبسا. وعلى سبيل المثال لا الحصر كيف نتعامل مع محيط البيئة التي نعيش فيها ؟؟ لن نخفي الشمس بالغربال، التلوث في البر والبحر والهواء،المدن الكبرى حدث ولا حرج،أما بعض القرى فقد أصبحت مطارح لمختلف أنواع نفايات ومتلاشيات المدن،حملات حماية البيئة الموسمية والفلكلورية على شاكلة بونظيف تبقى مجرد جعجعة بدون دقيق. إن الاعتداء على البيئة بأي شكل من الأشكال التلوث أصبح جريمة يعاقب عليها القانون المغربي، الذي لا يزال للأسف الشديد شبه جامد كغيره من القوانين،ولكن اليوم أمام خطورة الجرائم البيئية وانعكاساتها على الحياة الطبيعية،بعدما تكاثرت الأمراض الفتاكة وتشوهت المدن وضواحيها،واتسخت الغابات والشواطئ...كان لابد من تحرك حكومي فعال، وهكذا بعد نجاح شعبة البيئة التابعة للدرك الملكي التي سجلت عدة مخالفات وجرائم بيئية بدأت تصل للمحكمة للبث فيها بما يناسب من عقوبات زجرية ،جاء دور الأمن الوطني التي أحدث فرق خاصة بحماية البيئة داخل المجال الحضري حيث تتكاثر وتتنوع الجرائم البيئية التي لها تأثيرات سلبية على الإنسان والعمران. سننتظر بشغف تحرك هذه الفرق الأمنية الخاصة، لأن هناك منا من لا يستحيي عندما يرمي أزباله الكريهة بالأزقة والشوارع قرب منازل الجيران أو جدران المآثر والمساجد لا يهم. منا من يرمي مخلفات البناء في مجرى مائي أو أرض فلاحية خصبة ولا يهتم. منا من يتخلص من سوائل خطيرة في المجاري المائية الصالحة للسقي والشرب،أو في الشواطئ البحرية ولا يبالي ... مثل هؤلاء المستهترين بالبيئة كثر ولا بد من ردعهم قانونيا بغرامات مالية ولم لا عقوبات حبسية. مصلحة مركزية لشرطة الأزبال وفرق جهوية مهمتها توفير بيئة سليمة وتتبع مختلف المخالفات والخروقات البيئية، وتقديم مرتكبيها للعدالة وذلك تفعيلا لمقتضيات دستور2011 الذي أكد على ضمان العيش الرغيد لكل مواطن في بيئة سليمة مع الحق في التنمية المستدامة باعتبار البيئة رصيد مشترك للأمة ومسؤولية جماعية للأجيال الحاضرة والمقبلة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا بقوة: هل ستعمم هذه الفرق الأمنية على كل المدن وخصوصا التي تعاني من جرائم بيئية خطيرة؟ هل ستخصص لهذه الفرق الإمكانات المادية والبشرية للقيام بعملها على الوجه المطلوب؟ أم أن الأمر مجرد دعاية وتباهي، لن تشتغل إلا موسميا كما هو حال شرطة الأخلاق وشرطة الأحداث وخلية تعنيف النساء ... المهم أيها المواطنون أيتها المواطنات شرطة الأزبال في خدمتكم بمحور الدارالبيضاءالرباط ،ونتمنى نحن هنا أن لا نحرم من خدماتها الجليلة في أقرب وقت ممكن تفعيلا لشعار: الشرطة في خدمة المواطن.