مِنْ يَدِ غاشِمٍ سَفِيهٍ مِلْؤُهُ الدَّناءَة ْ ومِجْوَاعِ عَقلٍ أغْرَيَاهُ بالشجَرة ْ تَكُونُ الرِّمايَة ُبالسُّوءِ مُتعَمَّدة ْ ليُسْقِطِ مَا لَذََّ وطابَ مِنْ فاكِهة ْ * إن التطاول على الغير ظلما أو مس كرامته أو ماله يعد جريمة !
والرسول الكريم أوصانا : " اذكروا أمواتكم بخير..."
لا أحد يجهل ما للبيوت من حرمة في جميع الديانات السماوية،والأعراف الدولية فالبيوت تُولج من أبوابها ، بعد استئذان أصحابها ، أو مالكيها...وقد تبث هذا في القرآن الكريم . إذ قال الله تعالى ..." لا تدخلوا البيوت حتى تستأذنوا وتسلموا على أهلها..." وجاء في القرآن أيضا ..." ادخلوا البيوت من أبوابها...".
ولكن اللصوص والمارقين ومنعدمي الضمير يحاولون أن يدخلوها بطرق مختلفة وملتوية وغير شرعية ! فاللصوص أنواع : منهم من يتسلق الجدران عبر أماكن بارزة منها. أو يستعمل السلالم أو الحبال. أو يكسر الباب أو النافذة ،أو يفتح الباب بطرق خاصة كما في الأفلام ونحن بصدد " الفيلم المسيء...!" . فينهب ويأخذ كل نادر ثمين أو نافع أو محروما منه !
إلاَّ أن هذا اللص تحدى " أرسين لوبين " فحاول الدخول إلى حرم الإسلام وبيت النبوة .في شخص الرسول والنبي الأعظم ! لِذا وجب القصاص منه . ويطبق عليه القانون كسائر البشر تفعيلا للديمقراطية التي ينادون ويتغنون بها . ويطلقون الأبواق للدعاية لها ... !
إن عدم التربية والخلق الحسن، والمنفعة الشخصية أو الأنانية و الحرمان تجعل من الإنسان الضعيف المتخلف لصا أو مجرما أوهما معا. كما هو الشأن في موضوع منتج"الفيلم المسيء لأنفسهم " لأن الرسول العظيم منزه عن سخافتهم.ولن تناله إساءتهم،مهما فعلوا. ولن يزيده مكرهم إلا إجلالاً وتعظيما من الخالق سبحانه. ومن المسلمين . أن حبه لن يُقتلع من قلوب المؤمنين أبدا مهما فعل الكائدون...! ولن يزيدهم إلاّ إصرارا وتشبثا بإيمانهم ودينهم الحنيف وبرسولهم الكريم !
تلك هي سحنة كل من كان وراء الفيلم الأسوأ ! فؤلائك منعدمي الضمير يتصفون بالحقد والحسد ويضمرون السوء لكل من يرونه أحسن منهم. ويحاولون الركوب على أفضليته بالإساءة إليها والتنقيص منها . فرسول الرحمة عليه السلام اصطفاه و حباه الله بكل جميل فوهبه أحسن الصفات والخلق...إذ قال فيه ربنا : " إنك لعلى خلق عظيم ...".
طبعا كان رسول الله،ولا يزال وسيبقى نجما منيرا في سماء الكون .ومنارة ساطعة عبر كل العصور والأزمنة. ولن يكون له قرين أبدا! لذلك تجد ضعاف الشخصية ومتخلفو العقل الذين فشِلُوا في آخر حياتهم ،يتجرؤون بكل وقاحة على مخالفة القانون والأعراف جاعلين مفهوم الحرية مطية وحقوق الإنسان ذريعة. ويحاولون بناء أمجادهم على صرح أسيادهم.وهم يعلمون مسبقا أنهم لن يفلحوا...
فتعرض هؤلاء الأنذال لأضواء النجم وأشعة المنار - خير البشرية – دليل يأسهم وضعفهم. موهمين أنفسهم بالظهور تحث الأضواء ليكونوا محطة إعجاب وتقدير. ولكن العكس هو الصحيح ...! لأن أطماعهم تُكتشف ،وحقيقتهم تظهر جليا للعيان ...فتذوب مروءتهم وإنسانيتهم تحث الأشعة !
فسبحان الله ! توجد في الكون حيوانات وطيور لا تختلس أو تسرق شيئا إلا بعد أن تشعر بالترخيص لذلك. أو تؤمر بالتصرف . وهذه غالبا ما تكون مروضة وتمت تربيتها على حسن الفعل . هنا يبرز الفرق بين الحيوان وهؤلاء اللابشر!
هناك أيضا أناس يفرضون أنفسهم في المجتمعات بشكل حضاري وبطولي : عن طريق ابتكار عظيم تنتفع منه البشرية. أو ابراز قدراته الفكرية أو الرياضية ... وهناك من تسلق ناطحات السحاب . والجبال الشاهقة المكسوة بالثلوج صعبة المنال ! وأبحروا المحيطات ! فدخلوا التاريخ من بابه الواسع... أما هؤلاء المحبطين ،الضعفاء...يريدون الظهور بكل بساطة وسهولة دون تعب ولا مشقة ...ويقيمون بطولاتهم على حساب الأخيار والنبلاء وخير البشرية . ولو كانوا أحياء لما تجرأ أحد على الهمس ببنت شفة في حقهم .
إذن لا نستغرب مما صدر مند زمان...وصدر الآن...وربما قد يصد لا قدر الله .من هؤلاء و اولائك اللصوص الذين يرمون الشجرة الوارفة المعطاء على مدى الأزمنة يرتكبون الإثم في حق الشجرة ويتفيؤون بظلالها ! بعد هذا وذاك ، يتعرض السفهاء لأشعة " نور المنار" محمد صل الله عليه وسلم. مثلما يتعرض المصطافون لأشعة الشمس وهم منبطحون على بطونهم صاغرين بغية التشبع والشحن بحرارة الأشعة .غير مدركين أنها ستصيبهم بأمراض لن يُشفوا منها أبدا إذا تجاوزوا حدود التعرض! متجاهلين عظمة الله ! إن الله سبحانه قد صان الكعبة من كيد أصحاب الفيل.وهو أقدر على ردع كيد الكائدين لرسوله صلوات الله عليه...
ولا يفوتني أن أطرح سؤالا في نفس السياق: لماذا لم يستهدف اللص بيت أحد الأنبياء سلام الله عليهم، الذين سبقوا سيدنا محمد. ؟!