لعل مشروع ربط دواوير الجماعة القروية للربع الفوقي بدائرة وادي أمليل بإقليمتازة سيظل يئن تحت وطأة اللامسؤولية ولامبالاة سواء من طرف المسؤولين المباشرين أو غير المباشرين لسنوات، حيث ظلت أنابيب وقنوات الربط والنافورات التي تم إحداثها لمدة أربع سنوات بهدف جلب الماء الصالح للشرب من سد باب لوطا لا يدب فيها إلا الحفيف والفئران والثعابين... بدل أن تحمل الحياة لمئات النساء والأطفال وهم الشريحة الأكثر تضررا من نقص هذه المادة الحيوية، فكثيرا ما كان هم البحث عن مصدر الماء السبب المباشر في الهدر المدرسي بكافة الدواوير والمناطق المجاورة لما يتطلب من عناء السفر لكيلومترات وانتظار الدور الذي قد يمتد لنصف يوم كامل نظرا للخصاص المهول للماء الصالح للشرب وكثرة الدواوير. المجلس القروي للجماعة القروية للربع الفوقي راسل المدير الجهوي للماء الصالح للشرب تسع مرات يخبره بضرورة الإسراع بإعطاء الانطلاقة لتزويد دواوير الجماعة بالماء الشروب مباشرة بعد إنهاء الأشغال المتعلقة بتثبيت أنابيب إيصال الماء الصالح للشرب من سد باب لوطا بالرغم من الملاحظات العديدة حول عملية الأشغال والغش فيها و....وبتاريخ 18 يونيو من السنة الجارية، توصلت الجماعة القروية للربع الفوقي بمراسلة تحت عدد 35/12 تتوفر الجريدة على نسخة منها من إدارة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب تتعلق بتزويد دواوير الجماعة بالماء الصالح للشرب بواسطة نافورات عمومية وإيصالات فردية، كما توصلت الجماعة في الوقت نفسه بمراسلة مماثلة من السلطة المحلية في شخص قائد قيادة بني فراسن.
ونظرا للحالة المزرية لأنابيب ونافورات الماء الصالح للشرب، وكجواب على المراسلتين السالفتي الذكر، وجه المجلس القروي لجماعة الربع الفوقي مراسلة إلى عامل إقليمتازة تحت عدد 162/12 بتاريخ 18 يونيو 2012 يطالبونه من خلالها امتناعهم عن توقيع محضر تزويد دواوير الجماعة بالماء الصالح للشرب لاستحالة العملية مع فتح تحقيق في الموضوع، وتنفيذا لتعليمات عامل إقليمتازة، توجهت صبيحة يوم 26 يونيو 2012 لجنة موسعة إلى الجماعة القروية للربع الفوقي لمعاينة الأشغال المنجزة في إطار الشطر الأول لبرنامج تزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب انطلاقا من سد باب لوطا.
وبعد الوصول إلى دواوير الجماعة، قامت اللجنة المذكورة بالتعرف على مكونات المشروع الذي يتكون من 28.000 متر طولي من القنوات وخزانين بسعة إجمالية تقدر ب 270 متر مكعب بكل من دوار مكلسة وأولاد عزوز ومحطتين للدفع بدوار الطوبة ودوار دار الغول و13 نافورة، إلا أن الكارثة والصدمة التي لم يتوقع أعضاء اللجنة من رؤيتها هي وقوفهم على هول الأعطاب والإنكسارات في أنابيب المياه الصالحة للشرب منها ما وصلت الأضرار بها حوالي 36 متر مع الإتلاف الكلي لستة نافورات من أصل 13 نافورة غير مزودتين بالماء الصالح للشرب بكل من دوار الطوبة ودوار ظهر اللوز ودوار دار الغول، كما عاينت اللجنة من خلال محضرها التي تتوفر الجريدة على نسخة منه، على طول خط القنوات المزودة للنافورات وكذا خزان ومحطتين للدفع ( 5 كلم تقريبا) وجود أنابيب ممزقة ظاهرة على سطح الأرض.
وما استغرب له أعضاء اللجنة العاملية الموفدة على الجماعة القروية للربع الفوقي للبحث والتحقيق هو كيف يعقل الإعلان عن تزويد دواوير الجماعة بالماء الصالح للشرب وأنابيب المخصصة لذلك مهترئة عن كاملها ويتساءلون: ما هو رأي المجلس الجهوي للحسابات في هذه النازلة؟؟؟