يوميات بوجمعة الحلقة الرابعة : السِّي بَهْتِيتْ هذا اليوم أسوء يوم وأقبح ذكرى ستخلد في طفولتي ...إنه يوم ختاني ... بالعربية غادي يطهرو ليا ... أقبح اسم سمعته في هذا اليوم هو " السي بهتيت " هذا الحجام الذي يكرهه كل أطفال العالم الإسلامي ويكرهون سماع اسمه بعدما يعرفون أنه هو صاحب دعوتهم وهو الكذاب الذي يستغل براءتنا لنرى طائرا في سقف الغرفة ثم يجهز علينا ... "السي بهتيت" رجل قصير القامة له شارب أسود غليظ - منذ أن عرفته وهو يرتدي سروالا أسود وجاكيطة لا أدري ما لونها- ... يحب المقص كحب أبي لشاكيرا ... تصيبني فوبيا عندما أذكر اسمه .. أحس بأنني سأختن من جديد ... استيقظ أبي وأمي وأبي باكرا – قلت أبي مرتان إنها من علامات الخلعة – وأيقضوا كل إخوتي ليشهدوا هذا العيد ، أمي تعد الحناء وأختي الكبرى تعد الشاي للجيران الذين سيدخلون لزيارتي وأبي واقف أمام الباب ينتظر " السي بهتيت " وإخوتي الآخرون يسرقون الحلوى من تحت سرير أمي ويخبرونني بأن "السي بهتيت" غَادِي يحيد ليا شي حاجة ... أنا أبكي وهم يضحكون ويستمتعون بأكل الحلوى المسروقة ... أمنيتي في هذه اللحظة أن يصاب "السي بهتيت" بسكتة قلبية قبل أن يسكت قلبي من شدة الخوف ... لأنني أعرف مصيري وقد سبقني في ذلك إخوتي وآتوني بنبأ هذا اليوم ... أمي تبحث عني لتلبسني الجلباب الأبيض الذي سيصبح أحمرا بعد قدوم .... " السي بهتيت " . جاءت خالتي الطاهرة ... بدأت تزغرد من الباب وتصلي على النبي .. لابسة تكشيطة !! انت اللي جات معاك أخالتي ... شي غادي يتكشّط وشي لابس تكشيطة ... هذا هو المعنى الحقيقي للتضامن ... جميع خططي لتأجيل الموضوع ستفشل ... لأن أبي ذبح الديك البلدي وأمي خلطت الحناء .. وخالتي الطاهرة جاءت و"السي بهتيت" مضّى المقص وراه جاي حالف فيا ... مرحبا بالسي بهتيت .... قالها أبي .... ناري جا "السي بهتيت" ... كحالت عليا .. ماذا سأفعل يا ترى ؟؟ ... أحسن طريقة للهجوم في هذا الوقت هو إغماض العين والاستسلام للسي بهتيت ... أعطاني أبي عشرة دراهم رشوة لأوافق على الموضوع ... ريثما ينهي "السي بهتيت" مهمته ويستردها مني مدعيا أنه سيخبؤها لي ... سأكون رجلا ، وحريق ساعة يفوت ولن أترك المجال لإخوتي ليهزؤوا بي ... رفعت جلبابي وتوجهت إلى "السي بهتيت" ... أمي وخالتي تزغردان والجيران يباركون لأبي ... وإخوتي يطلون من نافذة الغرفة المجاورة ويضحكون ... ودائما لا زالوا يأكلون الحلوى المسروقة من غرفة أمي ... دخل أبي ووضعني على سرير أرضي ... وأخرج السي بهتيت مقصه وكعادته يستعين بكذبته الشهيرة ...شوف واحد الفرخ ... قلت له قضي الغرض وخلينا من الكذوب يالفرخ ديال بصاح ... أمسك أبي يداي كي لا أصفع السي بهتيت ...