حتى( لا) تظل ابنته (البكر) سابحة وهائمة في دهاليز{السيبير}القريب من المنزل طوال الساعات ؛ بدعوى البحوث والمواضيع الدراسية؛ ؛ فقرر إدخال الشبكة العنكبوتية( لكي) يرتاح من ذلك؛ لكن( هي) أثلجها الخبر وفرحت؛ مادامت ستكون حرة طليقة؛ وغيرمقيدة بالقوانين الداخلية للأسرة؛ من ليلتها؛ حولت وجهتها من ( الشات) إلى ( الفايس بوك) لتعيش في أجواء ( الصداقة) المفترضة؛ بين الصور والعبارات الإهدائية والتذكارية؛ والكلمات التفاعلية بلا حدود(مما) أمست تستقبل وترسل الدعوات ( الصداقة) رغم أن الأغلب (من) الصديقات والزملاء في نفس ( الثانوية) ولكن شهوة التواصل وتبادل الأراء والهوايات والهدايا(؛؛؛) له لذته وإيقاعه بالنسبة لعمرها وزمانها، وبالصدفة وهي تنتقي من ترسل إليهم الدعوة ؛ رمقت صورة(شاب) وسيم الخلقة؛ والابتسامة تعلومحياه فأتارثها؛ بعدما اهتزت جوارحها كبرق خاطف؛ واسترخت تفكرفي الإثارة والاهتزاز الذي طرأ وبين الفينة والأخرى؛ تتمعن في عينيه الصغيرتين؛ ذات أهداب رشيقة كحاجبيه الرقيقتين؛ وكانت تحاول قراءة ما وراءهما (من) براءة طاهرة أم مزيفة (؟؟؟) وأخيرا عزمت استدعاءه كصديق في مجموعتها؛ وإذا بالتيار الكهربائي ( انقطع) عن الحي كله؛ فتوترت( ثم ) استسلمت للانتظار(حتى) يعود التيار؛ فما عا د ( إلا ) صبحا وبين الانتظار المقلق والتوتر المحرق ؛ صورته لم تفارق مخيلتها؛ حتى ساهت وغلبها النعاس، إلى أن أيقظتها والدتها من فراش غرفتها؛ قبيل إشراقة الشمس(؛؛؛) فبدل أن تنجزحقوقها الطبيعية كالمعتاد؛ توجهت نحو الجهاز؛ ففتحت( النيت) بسرعة فائقة؛ مرسلة بطاقة( الدعوة) له؛ ثم تأبطت محفظتها مهرولة خارجا؛ لتلتحق (توا ) بموكب الزحام ؛على الحافلات؛ قبل أن تغلق بوابة ( الثانوية) كالعادة؛ بدون رحمة في وجه المتأخرات والمتأخرين: عن الصف الدراسي( ) ظلت في كل الحصص المقررة ( اليوم ) شبه يقظة و نائمة وبينهما هائمة في ملامح (الصورة) علها تصل لقرينة شبه ( غير) خافية عليها؛ مساء وبلهفة وشوق؛ أبحرت في صفحات( الفايس بوك) فوجدت قبول الدعوة؛ مرفقة بعبارات شاعرية؛ فازداد اهتزازها؛ الذي لم تكن تعرفه من(قبل) فبادلته بعبارات أرق شاعرية ومباشرة وجدا نفسيهما في ردود عادية ( ثم ) بدأت تشابك وتشعب (بينهما)وعقارب الساعة تدور و تدور بسرعة مذهلة؛ فلم تفطن بها إلا بعد منتصف ( الليل) ناسية و مهملة واجباتها الدراسية؛ وكذا حقوق البطن؛ و مما زاد الأمر نسيانا واللامبالاة بالزمن وما يحيطه ؛ حينما بادرته : 0-هل تؤمن بالصداقة بين طرفين ؟ 0-ذلك ارتباطا بالعقليات والسلوك 0-لا يهمني الآخرين؛ بل يهمني رأيك وموقفك أنت فهل تؤمن بها أم ( لا ) (؟؟؟) 0-أومن بها؛ ولكن مجتمعنا بتخلفه وأمراضه؛ يعيق وينسف ها ته العلاقة؛ وخاصة المقول السائد ( كلما كان رجل وامرأة فالشيطان بينهما) وهلم من المقولات الفارغة التي تعطل أية علاقة إنسانية ( أو) مشروع عملي("""""") 0-أعرفه كيف يفكر؛ بتفكير مشحون بأفكارغيره ( الذي) له مصالح في حشوها ( لكن) نحن جيل( غوغل) و( الفايس بوك) و( التويتر) و( ياهو) أمسينا نتجاوزأفكارهم السخيفة 0-أكيد؛ ولكن لازالت ( تلك) العقليات تتحكم في مصيرنا؛ وتوجهاتنا 0-لايهمني(؟؟؟) الأهم أن نحقق صداقة؛ لنتواصل يوميا؛ نتذاكر يوميا؛ ولا أريد أن تكون معرفتنا سحابة عابرة (بل) أريدها شيئا جميلا ورائعا بالمناسبة؛ في أي صف الآن ؟ 0-هذه السنة في الصف (....) وأتابع دراستي بالثانوية (.....) وأنت ( ؟ ) 0- غير ممكن؛ لأنني أنتمي لنفس المؤسسة ؛ فكيف لي ( لم ) أصادفك أو ألمحك (؟؟؟؟) 0-من طبيعي الهدوء والعزلة؛ وكثيرا ما أميل للتأمل في البشر؛ وهذا العالم المليء بالشرور والشر؛ ولماذا ينتصر الشر دائما ( ؟ ) ويوهموننا أن الخير ينتصر(؟؟؟؟؟) 0-إنها أهداف من يدعم الأفلام والمسلسلات المهم (تريد) أن تصبح فيلسوف عصرك (؟) 0- واقعنا يفرض علينا أن نكون فلاسفة أكثر من فلسفته ( ) 0 - ما علينا ؛ فما لقبك الحقيقي(؟؟) وأين تسكن (؟؟؟) 0- هل هو استنطاق ( أم ) حب استطلاع يا ترى (؟؟؟؟) 0- بالعكس صداقتنا التي طبعناها( اليوم) تفرض أن أعرف وتعرف عني الشيء الكثير(") 0- آه؛ آه؛؛ أسكن في حي (....) ولقبي الحقيقي (....) وأبي يشتغل(ميكانيكي) وأنت (؟؟؟) 0- غير ممكن بالمرة؛ نفس اللقب وتلك مهنة والدي(""") هل صحيح ما تقوله (؟) 0- لم أتعود الكذب؛ ولو بريئا(""") ربما هي مصادفة ليس إلا( ) أو ربما أنت ابنة عمي؟ 0- ليس لدي عم بالمرة(ربما ) أبي ينكر ذلك؛ إن كانت هناك قطيعة مع إخوته؛ ولكن ( ألا) يمكن أن تكون ( أخي) (؟) 0- كيف أيتها البلهاء ؛ والدتي ليست مطلقة؛ ولا أنت؛ وأبي دوما في منزلنا؛ اللهم بعض الأسفار ( أو) الزيارات ( أو) تقديم مساعدة لمن أصيبت سيارته أو شاحنته بعطب ليلا("""") 0- ما تقوله ( الآن) هل هو مصادفة (ممكن) ....( أيوه) لقد تذكرت....ملامحك وعيونك البريئة ، تشبه تماما ملامح أختي الصغرى( ياه) (ربما) الشبه مصادفة(""") هل بإمكانك أن ترسل صورة ( والدك) بالبريد الإلكتروني( ؟؟؟؟) 0- لماذا هذا الطلب("""") هل هناك أمر(ما ) تشكين فيه (؟) اهديء سأرسلها فورا(؟؟؟) فتحت بريدها بلهفة وترقب مثير() وإذا بإشعار الرسالة يصل() برنينه المعتاد؛ ما إن استخرجت ( الصورة) من معقل المراسلة (حتى) صرخت صرخة( مدوية) أدركت خطأها؛ فحاولت وضع يديها على فمها؛ للجمه وإسكاته، ولكن لم تستطع من كثرة الدهشة ( حتى) الكلمات لم تطاوعها لتعبرله؛ بقدر ما ظل لسانها يردد هو.... هو...... هو....... هو...... هو....... هو...... ------------- بقلم:نجيب طلال