تازا سيتي: إذا كان لا بد من إقامة جنازة ضخمة في تازة في هذه الأيام، فإنها يجب أن تكون جنازة على المجتمع المدني، و بالضبط على جمعياته الثقافية، الرياضية و الاجتماعية، التي منحتها الجماعة الحضرية 0 درهم مكافئة لها عن مساهمتها في بناء اسم مدينة تازة ورمزيتها و وجودها بمختلف المدن و العواصم، مع نكران الذات. و رغم أن موت المجتمع المدني في تازة يبدو محزنا، خاصة في وقت تعرف فيه المدينة "المصائب الكْحْلة" الواحدة تلو أخرى، إلا أن أسباب التي عجلت بوفاته، قد شُخصت حسب المضطلعين بسعي اللجنة المكلفة بتوزيع المنح بالجماعة الحضرية بتازة جاهدة لامتصاص بريقه، و تبديد طاقته و تشتيت تركيزه لتفقده التميز و ترديه بضاعة مائعة أمام جمعية مقاولاتية جل اعضائها من المستشارين، مدراء و مسؤولين بإقليم تازة من جهة، و قتله رمزيا على حساب إنعاش مالية الجمعيات الأخرى المحسوية عى بعض التيارات و الأحزاب المشكلة لمكتب المجلس من جهة أخرى. لكن تبقى للأولى نصيب الأسد، و خاصة إحدى الجمعيات المعروفة لدى العامة باسم "جمعية البلدية" في إشارة لكونها تقع تحت رئاسة مستشار بالجماعة الحضرية المفوض له برئاسة قسم التنشيط الثقافي و الاجتماعي و الرياضي، و أحد أعضاء لجنة توزيع المنح، الشيء الذي أثار حفيظة جل الجمعيات التازية المقصية هذه السنة من الدعم لأسباب مجهولة، بعدما حضيت بدعم جزافي حدد في 0 درهم، و عليه تتساءلت هذه الجمعيات ببراءة، ماذا تنتظر من خصم نصَب نفسه حكما؟ مؤكدة أن "جمعية البلدية" قد جادت على نفسها بنفسها هذه السنة مبلغ يفوق ما استفاذت منه السنة الماضية (43 ألف درهم) دون احتسابها مبالغ الدعم المقدم من مجالس و منذوبيات أو تطرقها لمبلغ المبادرة التنمية البشرية. تساؤل قد يدفع بعدة حناجر من مجتمع يصدر أنين موته للخروج عن صمته، و النزول إلى الشارع العام مطالبا الجهات الرسمية بجواب شافي و عادل وذلك أمام مقر الجماعة الحضرية بتازة خلال هذا الأسبوع، لوضع حد للجيل الجديد من العمل الجمعوي الذي صار يشتغل بروح المقاولة الاحترافية في سبيل الحصول على منحة تعطيها لنفسها باليد اليمنى لتحَصًلها باليد اليسرى مستغلة في ذلك مناصبها الوظيفية و مراكزها التفويضية لضرب كل التوجهات الرسمية للدولة و الحكومة عرض الحائط ...!!! و الغريب في الأمر ان جل هذه الجمعيات لم تحقق للإقليم أية إضافة في المجال الثقافي و التنموي، و ما مهرجان الدولي لمسرح الطفل الإخير إلا خير مثال عن فشل جمعية المستشار عفوا "جمعية البلدية"...!!! ----- [COLOR=red]راجع أيضا[/COLOR] [URL=http://tazacity.info/news/articles-action-show-id-374.htm]- جمعيات ليميتاسيون[/URL]