فيما يلي يرد عبد الكريم بنعتيق،منسق الحزب العمالي،على طلحة جبريل المسؤول عن التحرير في جريدة الشرق الأوسط،ويقدم توضيحات حول معطيات أوردها هذا الأخير ضمن سلسلة "صحافة تأكل أبناءها" التي نشرتها جريدة المساء عبر حلقات. الأخ طلحة جبريل تحية واحتراما وبعد ، قرأت بإمعان جزءا من التفاصيل التي كتبتها على صفحات جريدة المساء ، لم أكن أتوقع أن تدشن رجوعك إلى المغرب بالكتابة عن نفسك ومسارك المهني،اعتقدت أنك ستتفرغ لمؤسسة الشرق الأوسط ، حتى تعود كما كانت سابقا جزءا من المشهد الإعلامي المؤثر، لا سيما وأنها كصحيفة إخبارية دولية، حاضرة في كل المناطق الحساسة عالميا، بل تعتبر في بعض الأحداث الكونية المرتبطة بمنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط عموما، مرجعا لصناع القرار في أوربا وأمريكا . أعتقد جازما أن كل الفاعلين في المغرب بعد صدور مقالاتك الأخيرة ، سيجدون أنفسهم مضطرين لأخذ مسافة موضوعية مع المؤسسة، ليس موقفا منها، بل قناعة منهم بأن طلحة جبريل مختص في كتابة تفاصيل صغرى، قد يستعملها خارج سياقها الزمني والمهني . لدلك لا تفاجأ صديقي طلحة، إذا ظهرت بعض التحفظات اتجاهك من أطراف متعددة ، قوتك كانت في الماضي بالإضافة إلى مهنيتك ، الثقة التي كنت تحظى بها من طرف جزء كبير من النخب المغربية بكافة اتجاهاتها ومواقعها . من هذا المنطلق ، لو قمت باستشارتي كما كنت تفعل سابقا في القضايا المغربية، لنصحتك بالتريث على الأقل حتى مرحلة التقاعد المهني، زد على هذا أن غيابك عن المغرب جعلك بعيدا عن متغيرات كبرى وأساسية وقعت في السنوات الأخيرة ، شكلت قطيعة مع كل الفترات التي عشتها أنت كصحفي أجنبي،مقيم في المغرب بلدك الثاني الذي احتضنك ولازال يعتبرك وبكل صدق واحدا من أبنائه . اسمح لي أخي طلحة أن أساعدك على استرجاع بعض المعلومات ،غابت عن أوراقك تهم أحداثا عشتها مباشرة ولم تحكى لي عن طريق وسطاء، مع فارق هو أنني أوجه اهتماماتي ربما بحكم تكويني المهني والسياسي، إلى عمق الأشياء، أما الباقي فهو بالنسبة لي عبارة عن رسائل مشفرة موجهة إلى من يهمه الأمر، وما دام أنني لا أتوهم نفسي ضمن الأجندة الرئيسية لهدا البلد، لاعتبارات متعددة أهمها أنني لا أنفخ في إمكانياتي ولا أدعي القيام بأدوار استثنائية ، بل مجرد فاعل متواضع مقتنع بمشروع مجتمعي ،أدافع عنه بقناعة وثبات وتواضع،غير عابث بكل الاستحقاقات غير استحقاقات الدفاع عن أفكاري بشكل فردي وجماعي . لقد ذكرت أخي طلحة معطيات وحقائق مهمة لكنها مبتورة، أنا متأكد أن ذلك ثم عن غير قصد ، لدلك وحتى لا تؤول بعض مضامين مقالاتك المنشورة في جريدة المساء ، وبحكم صداقتي السابقة معك قررت القيام بالتوضيحات التالية : 1 لم أفهم لماذا قللت وبشكل مقصود من قيمة المجهودات الكبيرة والمضنية، التي قام بها لصالحك حاتم البطيوي، أثناء صراعاتك مع إدارة الشرق الأوسط ، مع العلم أنك عرفته يوم كان تلميذا في أصيلا ، ثم طالبا في مدينة الرباط ، فصحفيا في المؤسسة التي كنت تشرف عليها ، ظل مخلصا إليك طيلة مساره كتلميذ وطالب وصحفي ، دافع عنك في كل لحظات المحنة ، لا سيما عندما قررت الشرق الأوسط الاستغناء عنك ، بل أدى الثمن غاليا هو الضغوط عليه لمغادرة المغرب ، ففضل المهجر كصحفي مغترب مقيم في لندن ، كل دلك كان ثمن عدم التنكر إليك ، وللحقيقة والتاريخ فإن مجموعة من الصحفيين في مكتب الرباط كانوا وفي غيابك من أشد المدافعين عنك . 2 كتاب ذاكرة ملك كما يعلم الجميع ، فكرة نجحت بفضل العلاقة المتميزة التي كانت تجمع المرحوم الحسن الثاني بالأستاد عثمان العمير ، صحيح أنك كنت على رأس الطاقم المهني والتقني للعملية،لكن التوجهات الإستراتيجية كانت ترسم وتخطط في كواليس اعتقد أنها أكبر بكثير من مهام إجرائية محضة . لم أفهم شخصيا لغز تحجيم دور الصديق محمد برادة،مدير شركة سابريس ، كان بحكم موقعه جسرا أساسيا للتواصل مع مكونات الصحافة المغربية المكتوبة وتلطيف الأجواء معها ، نظرا لمواقفها الحساسة والواضحة أنداك من مؤسسة الشرق الأوسط ، زد على هذا أن محمد برادة كان صديقا حقيقيا لك ولغيرك في كل الصعوبات المالية . 3 قصة لقاءك مع نبير الاموي ، نعم كنت المؤسس لهذه العلاقة ، لكن نسيت ذكر سياقها مما يحتم علي الرجوع إلى تفاصيل المرحلة حتى لا تبقى الأمور مبهمة لدى القراء . لقد استطاعت الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل كذراع أساسي أنداك للاتحاد الاشتراكي امتلاك قوة نقابية ضاربة ، بتأطير قوي من لدن أطر نقابية وسياسية ، تحولت مع مرور الزمن إلى جناح قوي داخل الساحة السياسية والاجتماعية ، ظهرت بوادر نقاشات قوية بعد وفاة الزعيم عبد الرحيم بوعبيد وخلافته من طرف الأستاد عبد الرحمان اليوسفي ، وللحقيقة فإن نبير الأموي كان دائما مدافعا عن الشرعية في كل تجلياتها سواء في علاقته مع الدولة أو في تعاطيه مع المسألة الحزبية ، أحسست شخصيا بأن هناك حصارا مضروبا على الدولة وجزء كبير من صناع القرار فيما يخص العمل النقابي ، بل إن معطياتهم في ذلك الوقت كان مصدرها الصحافة الحزبية التي كانت قوية في تلك الفترة ، لكنها مصنفة ضمن خانة الأفكار والتحاليل المعارضة أو تقارير الأجهزة الأمنية التي غالبا ما كانت تخدم مصالح مسسؤوليها على حساب الحقيقة ، من هنا جاءت فكرة فتح علاقة مع قناة إخبارية أجنبية تطبع وتنشر في المغرب ، فاتجهت شخصيا إلى الشرق الوسط التي بالرغم من أنها كانت تصنف بصحافة البترو دولار . أفهمت الصديق طلحة بعد نقاشات طويلة أننا كنقابيين وسياسيين في حاجة لإبلاغ صوتنا من طرف جهة محايدة ، بالفعل كانت الشرق الأوسط حاضرة بقوة في كل القضايا الكبرى ذات الطابع السياسي والنقابي . فكرة الانفتاح على جريدة الشرق الاوسط لم تكن معزولة ، بل هي رؤية متكاملة جاءت خلاصة لنقاشات طويلة في أوساط سياسية ونقابية ، في هذه المرحلة بالضبط توطدت العلاقة مع الباطرونا عندما كان على رأسها كل من عبد الرحيم الحجوجي ومحمد بن كيران ، كان لهم كرجال أعمال تصور متقدم لاحتضان العمل النقابي المسؤول ، بل في لحظة مواجهة مع الراحل ادريس البصري ،أدى جزء من أصدقائهم الثمن غاليا خلال حملة التطهير ، بالإضافة إلى هؤلاء كان رجل الأعمال التقدمي انيس البحراوي ، الدي توفي في حادثة سير مؤلمة ،هو الآخر دعما حقيقيا ،كان يساعد على إقناع جزء كبير من ركائز الدولة على أن التهميش بدعوى التطرف لا يجدي ، بالاضافة إلى رباعي حكومي آنذاك أخذ مسافة حقيقية مع رؤية ادريس البصري للعمل النقابي،ونقصد بهم ادريس جطو ومراد الشريف وحسن ابو ايوب وادريس بنهيمة ، هؤلاء شكلوا جدارا قويا ضد أطروحة القمع والحصار والطرد ، فوجد الراحل الملك الحسن الثاني نفسه في حكوماته المتعاقبة أمام تيارين؛ الأول يريد احتكار العلاقة مع الحقل الاجتماعي برؤيا متشددة ومتحكم فيها،والثاني يسعى إلى دمج المكونات الثمتيلية للطبقة العاملة في صيرورة بناء الدولة بمفهومها الحديث. ما يؤكد ذلك أنه في احدى اللقاءات النمقابية مع وزير الفلاحة آنذاك حسن ابو ايوب ، قال لي بالحرف الواحد ، إن بعض الآراء تقول داخل الحكومة إن التحركات التي يقودها بنعتيق داخل قطاع المالي والبنكي ليست بريئة ، بل موجهة ومؤطرة من طرف تيار محسوب على الفقيه البصري ، هدفه زعزعة الدولة من خلال القطاعات الأساسية المنتجة . . 4 اختلطت عليك طلحة جبريل الأشياء ، ربما بفعل المدة الزمنية الفاصلة بين انطلاق جريدة الجمهور وتوقفها وكتابة مقالاتك في المساء ، وحتى لا يأخذ كلامك مأخد الحقيقة ، ارتايت القيام فيما يخص مركز الدراسات االدبلوماسية والاستراتيجية بباريز ، بتنوير القراء بمعطيات ضرورية ، أولها أن هذه المؤسسة ليس من مهامها كما ذكرت تمويل المشاريع او المساهمة فيها أو التدخل في القضايا ذات الطابع الاستثماري ، فالمركز عبارة عن مؤسسة مستقلة ، تخضع لمجلس إداري ، مهامها الاجتهاد في صياغة التقارير في شكل أبحاث علمية تهم القضايا الكبرى على المستوى الفرنسي والكوني ، بالإضافة إلى تنظيم دورات لاستكمال تكوين مسؤولين لهم مواقع في اختصصات حساسة مثل البترول والطاقة البنوك ومؤسسات التأمين أو إعادة تأهيل من يشتغل في الحقل الدبلوماسي . بالفعل وافق المجلس الإداري مشكورا فوضع رهن إشارتنا جزءا كبيرا من الدراسات المهمة التي كانت تنشر بشكل منتظم طيلة مدة صدور الجمهور تقريبا ، بل تمت الاستعانة بكتب من إصدارات المركز مثل كتاب تدبير الأزمات لصاحبه جون ديفور ،هذا الأخير وبفضل جريدة الجمهور أصبح حاليا يعتمد كخبير في مجال تحليل الأزمات الطارئة في مجموعة من الجرائد المغربية المكتوبة بالفرسية ، وفي بعض المحطات الإذاعية المغربية. وللإشارة وهذا يهم وحدتنا الترابية ،وهي أولى الأولويات بالنسبة لنا كمغاربة ،فقد أصدر المركز وبإمكانياته الخاصة دون تدخل أي جهة رسمية مغربية أو فرنسية ، كتابين عبارة عن خلاصة لبحوث حول مجهود التنمية الدي بدله المغرب باقاليمنا الجنوبية ، الكتابان يعتبران الآن من المراجع الاساسية في باريز ،لا سيما لدى طلاب المعاهد العليا المختصين في مجال التنمية المستدامة ، فالمغرب يعتبر من الدول القلائل التي بدلت مجهودات كبيرة لتنمية مدن وسط مناطق قاحلة ،التي عادة ما يتم الاهتمام بها إلا إذا وجد البترول أو الغاز . المركز يضم أسماء وازنة في مجال البحث والمعرفة في فرنسا ، أمثال باسكال شينيو رئيس شعبة الماجستير في أكبر المدارس الفرنسية H E C ورئيس شعبة العلاقات الدولية في جامعة السربون 5 ومدير مجلة "رهانات دبلوماسية " التي تصدر سنويا بباريز ،جون ميو رئيس مؤسسة دوغول الشهيرة وواحد من منظري الاصلاحات الكبرى في الجمهورية الخامسة ، هونري فيدي خبير اقتصادي له 14 كتاب كمساهمة في التفكير الاقتصادي، دوكيان شميث من أهم المختصين في القانون الدستوري ومن ألمع المحامين في باريز ،كتبه لازالت تعتبر مرجعا في المسالة الدستورية ، يتم اعادة طبعها سنويا بشكل منتظم لمدة 30 سنة ، كريستيان كينو كان رئيس أركان الحرب الخاصة للرئيس الراحل فرنسوا ميتران لمدة 3 سنوات ، واحتفظ به الرئيس جاك شيراك في نفس المنصب لمدة أربع سنوات ويوجد اليوم على رأس مكتب للدراسات والتوقعات في باريز . هؤلاء كما كنت تعلم كانت ولا زالت تجمعني بهم علاقة صداقة واحترام متبادل وقد تعمدت ان ازودك بهده التوضيحات لكي تضيفها الى اوراقك الخاصة ،لا سيما وأن علاقتك بحكم تكوينك العربي والانجليزي بعيدة عن تفاصيل الساحة الفرنسية . 5 جريدة الجمهور لم تكن أنت وراء الفكرة و لا الاسم ، والوثاق التي هي بحوزتي لازالت شاهدا على ذلك ، فقد ثم ايداع الترخيص من طرف المجموعة المتوسطة للاستثمار والمساهمة في /15/7/1998 أي سنوات قبل انطلاق الجمهور، ونظرا لجاذبية هذا الاسم فقد تم التفاوض مع صاحبه وقبل مشكورا التنازل عنه ،وبذلك تحولت من مالكها الأصلي إلى ملك ميديا جمهور . قبل انطلاق الجريدة كانت كل المؤشرات التي تدافع عنها انت ، تؤكد بأننا سنصل في الشهور الأولى إلى 15 ألف نسخة وهو رقم آنذاك قابل بالاضافة إلى مداخيل الإشهار إلى خلق نوع من التوازن المالي المرحلي ، على أن الجريدة بعد مرور سنة على صدورها ستتعدى سقف 25 ألف من المبيعات . على هذا الأساس اقتنع مؤسسو المشروع بأن تكون الأجور محترمة لاستقطاب خيرة الأقلام ، بدليل أنك كنت أنت وكما ذكرت تتلقى 40 ألف درهم شهريا ،وهو في اعتقادي أعلى راتب انذاك في الصحافة المغربية ، كما وضعت رهن اشارتك سيارة متواضعة من نوع "أونو" حمراء اللون كمبادرة خاصة مني لتسهيل مأموريتك ، لا سيما وأنك معروف بكرهك لمتاعب النقل داخل المدينة . بدأت الجمهور بأرقام قياسية في المبيعات لكن تهاوت فيما بعد ، هذا لغز لازال يحيرني إلى يومنا هذا ، بالرغم من اعتراف العديدين أنها جريدة جيدة بطاقم اداري وتحريري جيد ، عندها بدأت المشاكل المالية تطفو إلى السطح فكان من الضروري التفكير في حلول لانقاذ المؤسسة ، باءت يا للاسف كلها بالفشل رغم من المجهودات الكبيرة المبذولة ، للتذكير فثقل المصاريف لم تكن الأجور وحدها هي المسؤولة بل مصاريف الهاتف التي وصلت شهريا إلى 100ألف درهم ،الاشتراك في مجوعة من وكالات الأخبار الدولية تطلب شهريا 70 ألف درهم ، تجهيزات تقنية مبالغ فيها وبطلب منك ، بدليل انها الجريدة التي انطلقت بآلة فلاشوز لا تستعمل إلا لنسخ جريدة الجمهور ولا تستغل لأغراض مطبعية أخرى ، وصل العجز في ستة أشهر الأولى إلى أرقام مخيفة فكان لا بد من التفكير بعقلية المقاولة . 6 عادة أنت معروف أنك رجل توثق بالكلمة والصورة ،فكلما رحلت إلى مكتب إلا وتصطحب معك مجموعة من الصور كشاهد على علاقاتك ومقالاتك ، بل اتذكر انك في جل المناسبات تصطحب معك مصورا وهذه ثقافة متميزة . فيما يخص ذكرك أنني كنت أمارس ضغوطا من أجل أن تكون صوري بالجريدة ، فقد عدت بعد كتابتك لهذا الكلام إلى الأعداد التي قام بجمعها الأستاد وهبي ،فلم أجد إلا ثلاثة صور ، في مقابل ذلك وبعد تصفحي لأعداد الجريدة من العدد 0 الى 26 وجدت صورا لمجموعة من الشخصيات منها 13 صورة لطلحة جبريل . أما فيما يخص في التدخل في خط التحرير للجريدة ، فقد كان يتم من خلال نقاش جانبي بيننا في إطار تبادل وجهات النظر ،وأتذكر أنني لم أحضر و بطلب منك إلا الاجتماع الأول لهيئة التحرير واتفقنا أن تكون أنت هو المحاور الوحيد مع كل الصحفيين فكنت اقرأ كباقي المتلقين جريدة الجمهور عندما تصل مساء إلى الرباط . 7 ذكرت في استجوابك قصة دفاعي عنك في مواجهة العنيكري ،لكنك نسيت ذكر الظروف التي أحاطت بهده العملية. بمناسبة حفل زفاف صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، تم توزيع وبشكل رسمي قرصا مدمجا يضم صورة الأميرة للا سلمى ، فقامت مجموعة من اليوميات بنشر الصورة تعبيرا منها عن مشاركة الشعب المغربي في هذه الاحتفالات ، باستثناء جريدة الجمهور ، مما طرح مجموعة من التساؤلات وبما انك رئيس تحرير أجنبي ، لجريدة مغربية فقد ثم الاتصال بي كأحد المسؤولين بجريدة الجمهور،بالإضافة الى صفتي أنداك كوزير في الحكومة، فقد اتصلت بي جهات متعددة حكومية وغير حكومية تعاملوا باحترام وبأسلوب راقي ، واقترحوا علي تدارك ذلك في عدد الغد حتى لا يؤول هذا الخطأ الدي لا يرتكبه صحافي مبتدئ ، واتذكر ان كل الاتصالات التي تمت جاءت بأسلوب أخوي وكانت تعلم جيدا اننا طا قم حديث العهد بالعمل الصحافي ، و كعادتي قمت بمرافعة طويلة قدمت فيها لبعض المسؤولين الجدد ،من هو طلحة جبريل ودفاعه المستميت عن المقدسات والثوابت المغربية وأن ارتباطه بهذا البلد ليس مهنيا فقط بل روحيا . المناسبة الثانية عندما وقعت في خطا مصطلحي، صدر في جريدة الجمهور مقالا يتحدث عن إدارة مراقبة التراب الوطني عوض الحديث عن الإدارة الترابية أي وزارة الداخلية ، بالفعل اتصل بي للمرة الأولى والأخيرة طيلة مسؤوليتي إلى اليوم السيد العنيكري باعتباره مسؤولا أنذاك عن إدارة التراب الوطني ، خاطبني بالسيد الوزير ،وطلب مني بأدب واحترام أن أنبه طلحة جبريل إلى أن المقال الصادر في الجريدة يقصد وزارة الداخلية وليس المؤسسة الأمنية التي كان يشرف عليها آنذاك ، وفي سياق حديثه دائما بأدب قال عليكم الاستعانة برئيس تحرير مغربي بجانب طلحة جبريل ملم بالتفاصيل الإدارية المغربية، فوضحت له أنه درس بالمغرب وحاصل على الإجازة في الفلسفة من جامعة محمد الخامس ومقيم فيه لمدة طويلة وعلى دراية بكل الخبايا وأنه عندما يخطئ فعن حسن نية . أخي طلحة أتمنى ألا أكون قد أطلت عليك اسمح لي قبل توديعك أود أن أختم بهذا السؤال الذي لازال يؤرقني إلى اليوم : أخطات في حقك جريدة الشرق الأوسط . أخطات في حقك جريدة الحركة . أخطات في حقك جريدة المنعطف . أخطات في حقك جريدة الصباح . أخطات في حقك جريدة الجمهور . ربما أخطات كذلك في حقك جريدة إيلاف الإلكترونية أين أخطأت أنت اتجاه كل هؤلاء؟