[COLOR=darkblue]روبورتاج - عادل فهمي[/COLOR]: يعتبر السفر عبر القطار من وسائل النقل المفضلة لدى الكثير من المسافرين في الوقت الحالي، لكونه وسيلة أكثر أمانا وسلامة بالنظر للأرقام الصادمة التي تخلفها حرب الطرق يوميا بالمغرب، و التي أصبحت ترعب الجميع بمن فيهم مستعملي الطريق، خصوصا منهم الذين يتنقلون بشكل يومي la navette ، لكن وإن كانت هذه الوسيلة أحسن من غيرها في بعض المدن، إلا أنها بمدينة تازة لا تخلو من العديد من المنغصات و المحن، تزداد حدتها مع الأعياد الدينية و الوطنية و اقتراب عطلة الصيف، انطلاقا من: [COLOR=darkblue] - عدم ضبط مواعيد الرحلات سواء في اتجاه الشرق أو الغرب[/COLOR] "سيداتي سادتي على المسافرين المتوجهين إلى...أن القطار سيتأخر نصف ساعة" إعلان مشؤوم اعتيادي يسمعه المسافر أربع مرات في اليوم في محطة القطار بتازة، مرتين في اتجاه الشرق و مثيلتهما في اتجاه الغرب، مع أن التأخير قد يصل من 45 إلى 60 دقيقة، و هو ما حذا بإدارة المحطة في الآونة الأخيرة بالاكتفاء فقط عن الإعلان بالتأخير على الشاشات الرقمية، ثم العمل على إطفائها فور تجاوزها المدة المعلن عليها للعموم، و نتيجة التأخير في الانطلاق يعني ضرب مصالح الزبناء عرض الحائط. [COLOR=darkblue]- الأعطاب التقنية بالمقصورات [/COLOR] بالرغم من أن مصادر المكتب الوطني للسكك الحديدة تؤكد دائما على أن عملية اقتناء الآليات الجديدة تتم وفق احترام تام لدفتر التحملات الذي يراعى فيه توفير جوانب السلامة للمسافرين، و كذا القيم الخمسة التي تم التوقيع عليها في إطار [COLOR=black]المنظمة العالمية للسكك الحديدية[/COLOR] وعلى رأسها قيم السلامة والشفافية، إلا أن عندما ينزل هذا الشعار على أرض الواقع، نجد أن الحالة التقنية لجل المقصورات تفتقد للشروط الأساسية الواجب توفرها مقابل ثمن التذكرة "الإضاءة، التهوية، النظافة، المراحض" ناهيك عن "انعدام المكيفات التي يعتبر وجودها من رابع المستحيلات"، و بالتالي يجد المسافر نفسه أمام خدمات متواضعة، لا تحترم حتى حاجته إلى السفر في مقعد يضمن له الحد الأدنى من الراحة بالنظر لثمن تذكرته. [COLOR=darkblue]- الازدحام الدائم أمام شباك التذاكر الوحيد و على جنبات الأرصفة[/COLOR] محطة تازة ليست استثناء من القاعدة، ففي الوقت الذي نجد أربعة موظفين في أربعة شبابيك بمحطة فاس يوم الأحد مساء، نجد موظف واحد في شباك يوم الجمعة بتازة، في خدمة عدد لا بأس به من المسافرين الذين ترتفع حركيتهم نهاية كل عطل الأسبوع، و تزداد شكاويهم في كل مرة من سوء خدمات النقل السككي بتازة خصوصا مع توالي تأخر القطارات عن موعدها بشكل متكرر و كثرة الأعطاب، إلى جانب الازدحام الشديد الذي تشهده المحطة على الرصيف. [COLOR=darkblue]- انعدام الخدمات البسيطة داخل المحطة[/COLOR] يجني المكتب الوطني للسكك الحديدة أرباحا كبيرة من مداخيل القطارات، إلا أن هذا الأخيرة لم تواكب بعد تطور العصر واحتياجات الناس المتزايدة لخدماته، حيث يجد المسافر نفسه أمام خدمة متواضعة، لا تحترم ضيق وقته، فبتازة لايمكن للمسافر القدوم للمحطة دون ابتياع لوازم سفره عن بعد "ماء، مشروبات، جرائد، تبغ..." نظرا لعدم وجود كشك أو محل تجاري داخل المحطة يوفر هذه الخدمات البسيطة، باستثناء باب كشك مسدود لأزيد من 8 سنوات أو أكثر ، و ممثل إحدى شركات الاتصالات شرعت في نشاطها داخل المحطة مؤخرا. [COLOR=darkblue] - حوادث متكررة و زوغان عن السكك الحديدية صيفا و شتاء[/COLOR] "فيد باك" ليلة الخميس 13 غشت 2009 بعد منتصف الليل، زاغ القطار الرابط بين وجدةوالدارالبيضاء، عن سكته بين تازة و باب مرزوقة، مخلفا رعبا كبيرا في أوساط ركابه، مع العلم أن مكبرات الصوت الخاصة بالقطار لم تنبس بأية كلمة بعد وقوع الحادث، وهذا ما جاء على صفحات الجرائد الوطنية حيث نشر [COLOR=blue]الصحفي الوجدي المقيم بقطر محمد لشيب [/COLOR]خبر الحادث وصور القطار في صفحته الشخصية بموقع" فايسبوك" نظرا لتواجده على متن القطار. يقول محمد لشيب: "كانت المقطورات الداخلية تغلي بسبب الحرارة المفرطة، وكان الجو في الخارج باردا، وعاشت أم إسبانية وضعا حرجا داخل المقطورة رفقة رضيعها الذي لم يتجاوز عمره 3 أشهر أنذاك، وعلا بكاء الأطفال الذين لم يستطيعوا النوم". و يضيف: "واكتفى عمال السكك الحديدية بتوزيع قنينات المياه المعدنية الصغيرة بالمجان على الأطفال والسيدات" و" خلال الساعة السادسة صباحا وبعد ست ساعات من الانتظار القاتل، طلب المسؤولون من المسافرين الحانقين المشي على أقدامهم لمسافة كيلومترين للوصول إلى محطة باب مرزوقة، و لم تؤمن قوات الدرك سوى أضواء سياراتها لهم ورجالها يتابعون عائلات ومسنين متذمرين ينقلون حقائبهم الثقيلة ويحملون أبناءهم وهو يجتازون النباتات الشوكية والحصى، في حين قررت عائلة مغربية، مكونة من أربعة أفراد تقطن بكندا، ركوب سيارة أجرة من الحجم الكبير ودفعت للسائق 1500 درهم لكي تصل إلى مطار محمد الخامس لكي لا تفوت موعد إقلاع الطائرة.. " و اختتم مقاله: "وصل الجميع وسط حالة من الفوضى إلى باب مرزوقة ليكتشفوا أن مقطورات القطار قليلة مقارنة بالقطار العاطل، وبدأ التسابق والتدافع لاحتلال المقاعد والممرات التي امتلأت عن آخرها، وبعد نصف ساعة، انطلق القطار أخيرا بسرعة بطيئة بلغت 30 كيلومترا في الساعة، ووصل إلى محطة سلا على الساعة الثانية والنصف ظهرا، بعد أن كان من المتوقع أن يصل إليها على الساعة الخامسة صباحا دون أن يقدم المكتب الوطني للسكك الحديدية أي كلمة اعتذار إلى المسافرين.." قصة من بين مئات القصص و السيناريوهات تقع أسبوعيا بين تازة و فاس، لكن تبقى أبشعها ضحايا السكك الحديدية على امتداد حي القدس، وحي الملحة بتازة، نظرا لغياب ممرات هوائية أو لانعدام ممر طرقي بحارس على امتداد 120 كلم بين فاس و تازة، أخرهم 3 ضحايا صبيحة يوم السبت 05 يونيو 2010 على الساعة 6و30 دقيقة إثر وقوع حادثة اصطدام بين شاحنة لنقل الرمال بقطار للركاب متوجه من تازة إلى فاس، كانوا على متن الشاحنة التابعة لإحدى الشركات المكلفة بانجاز الطريق السيار و بالضبط بإحدى الممرات الطرقية غير المحروس المؤدية الى حي "دوار" الملحة بتازة. [COLOR=darkblue]أمال و تطلعات ساكنة تازة[/COLOR] على الرغم من أن المجهودات المنصبة حاليا من طرف المكتب الوطني للسكك الحديدية، في اعتماد مرحلة جديدة لتعزيز التنمية المستدامة عبر إطلاق مجموعة من الأوراش الكبرى للنهوض وإعادة تأهيل مكونات السكك الحديدية بالمغرب، وتوسيع الشبكات الحالية "التي بلغت حاليا 1907 كيلومتر"، و تثنية مجموعة من خطوط السكك الحديدية في كل من الدارالبيضاء اتجاه فاس، وبين سيدي العيدي في اتجاه مدينة سطات ومدينة النواصر في اتجاه الجرف... إلا أن الملاحظ بالجهة الشرقية لا زالت تشتغل ببنية ورثتها عن الاستعمار الفرنسي ، تحت نفس مواعيد انطلاق و الوصول من و إلى وجدة/فاس، على الرغم من أن مدينة تازة شهدت حركية لا بأس بها منذ سنة 2002 إلى الآن، مستفيدة من خلق و إحداث عدة مصالح و مرافق إدارية سواء بالإقليم أو الجهة و ما رافق ذلك من ارتفاع في عدد الموظفين، المستخدمين، الطلبة، المواطنين، لكن رغم الطلبات المعززة بتوقيعاتهم من أجل اعتماد قطار من فاس اتجاه تازة في 6 صباحا و آخر من تازة إلى فاس في 19 مساء، إلا أنها لم تجد الطريق الصحيح لحد الساعة... [COLOR=red]كلمة لا بد منها[/COLOR]: متمنياتنا بالشفاء العاجل للسيد وهيب الزموري رئيس محطة السكك الحديدية بتازة. [ALIGN=LEFT]إعداد : عادل فهمي / تازا سيتي [IMG]http://tazacity.info/news/infimages/myuppic/4c0a9495b891c.jpg[/IMG] [IMG]http://tazacity.info/news/infimages/myuppic/4c0a9495d5612.jpg[/IMG] [COLOR=red]وقفة احتجاجية للمسافرين بمحطة تازة بتاريخ 17 غشت 2009 ( صور مقتطفة من اليوتوب بكاميرا الهواة "المواطن الصحفي")[/COLOR] [IMG]http://tazacity.info/news/infimages/myuppic/4c0a987277073.jpg[/IMG] [IMG]http://tazacity.info/news/infimages/myuppic/4c0a9872947e1.jpg[/IMG] [COLOR=red]3 أجزاء فيديو من الوقفة الاحتجاجية للمسافرين بمحطة تازة بتاريخ 17 غشت 2009 [/COLOR] [VIDEO=http://www.youtube.com/watch?v=oiLZYY-pX64]WIDTH=400 HEIGHT=350[/VIDEO] في حالة عدم ظهوره اضغط على المقاطع لمشاهدتها - [URL=http://www.youtube.com/watch?v=oiLZYY-pX64]1[/URL] - [URL=http://www.youtube.com/watch?v=8iOUFEsYM90]2[/URL] - [URL=http://www.youtube.com/watch?v=5dMAAyA1Sbg]3[/URL]