تجري مدينة الداخلة في جنوب الصحراء، قرب الحدود المغربية الموريتانية، خلال الفترة من 27 سبتمبر (أيلول) إلى الثالث من أكتوبر (تشرين الأول)، منافسات المرحلة قبل الأخيرة من بطولة العالم لرياضة «الكايت بورد» التي تجمع بين إثارة ركوب الأمواج فوق الألواح وتشويق الطيران الشراعي. ويُرتقب أن يشارك في هذه المرحلة نحو 60 بطلا من مختلف أنحاء العالم، منهم حامل لقب بطل العالم الحالي جيس ريشمال من هاييتي، والفرنسي فانسان تيجر الذي يعتبر أحد كبار المرشحين للفوز باللقب هذه السنة. كما ستشارك نخبة من الرواد المغاربة لهذه اللعبة، وعلى رأسهم سفيان حميني الذي سبق له أن أحرز المرتبة الرابعة عالميا، ورشيد رشيد الذي احترف هذه الرياضة مند سنة 2003. وتشكل مرحلة الداخلة المرحلة السابعة من الدوري الدولي للكايت بورد، الذي يجري في تسع مراحل عبر العالم. وخصصت لهذه المرحلة جوائز مالية بقيمة 35 ألف يورو. وتعتبر هذه أول مرة يحتضن فيها بلد إفريقي عربي إحدى مراحل بطولة العالم لهذه الرياضة الجديدة، التي بدأ تنظيمها بشكل رسمي مند عشر سنوات فقط. ويُعتبر دوري هذه السنة أيضا الأول في تاريخ البطولة الذي يتم فيه إجراء مرحلتين من الدوري العالمي في نفس البلد، إذ يرتقب أن يعود أبطال الكايت بورد للمغرب في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) للمشاركة في منافسات المرحلة التاسعة والأخيرة وتتويج بطل العالم لهذه السنة في مدينة الصويرة في جنوب المغرب. وتُعتبر هذه الرياضة مزيجا شيقا من عدة رياضات بحرية وجوية. فاللاعب يركب الأمواج باستعمال لوحة تزحلق، لكنه أيضا مشدود بحبال إلى طائرة شراعية تلعب دورة القاطرة بالنسبة إليه. وعبر التحكم في الطائرة الشراعية وتوجيهها يقوم اللاعب بحركات بهلوانية من قبيل القفز فوق الأمواج العاتية والارتفاع عدة أمتار فوق سطح البحر، الشيء الذي يعطي لوحات مثيرة تشد المتفرجين. ويتم منح النقاط للاعبين على أساس السرعة والحركات التي يقومون بها. وتعتبر لعبة الكايت بورد لعبة نخبوية نظرا إلى كلفتها الباهظة مقارنة مع لعبة ركوب الأمواج الشعبية. فكلفة جهاز اللعبة وحده تبدأ من 2000 دولار، وترتفع حسب نوعية الطائرة الشراعية ولوحات التزحلق وباقي التجهيزات الأمنية كالخوذة والقفازات وأجهزة قياس الرياح وغيرها. وتعود بدايات اللعبة إلى عقد الثمانينات من القرن الماضي. والطائرات الشراعية المستعملة فيها هي اشتقاق وتطوير للطائرات الورقية التي يلعب بها الأطفال. وتستعمل في الكايت بورد طائرات متنوعة في الشكل والحجم، يتراوح طول الواحدة منها بين 3 أمتار و18 مترا، حسب السرعة وعلو القفزات التي يرغب اللاعب في بلوغها. ويمكن للاعب أن يبلغ سرعة عالية جدا، قد تفوق 80 كيلومترا في الساعة عندما يصادف ريحا مواتية، كما يمكنه القفز لعشرات الأمتار في الجو وتخطي أعتى الأمواج، والقيام بحركات بهلوانية معقدة ومثيرة. وتساعد الطائرة الشراعية كذلك عند هبوط اللاعب، إذ تلعب دور تخفيف سرعة الهبوط وبهذا تقوم بدور المظلة، مما يتيح للاعب فرصة للإبداع في حركاته البهلوانية. ويأمل العاملون في السياحة استغلال المناسبة للتعريف بالمؤهلات السياحية لمدينة الداخلة، التي عرفت تطورا كبيرا خلال السنوات الأربعة الأخيرة. ويسعى المسؤولون السياحيون في المغرب إلى وضع مدينة الداخلة ومدينة الصويرة على خارطة المواقع العالمية لممارسة رياضة الكايت بورد وغيرها من الرياضات البحرية، التي تجتذب نوعية خاصة من السياح