لازالت فرقة ولائية تابعة للشرطة القضائية بطنجة، تحقق في واحدة من أخطر الجرائم التي عرفتها المدينة على مر السنين، ويتعلق الأمر بفتاة تعمدت نقل مرض فقدان المناعة المكتسبة "الإيدز"، لعدد من الضحايا يقدرون بالعشرات، عن طريق الممارسة الجنسية. وأفادت مصادر أمنية، أن التحقيقات مع المتهمة "ح. س"، التي وضعت بأمر من النيابة العامة تحت تدابير الحراسة النظرية، قادت إلى التعرف، لحد الآن، على شخصين سبق أن ضاجعا المصابة، أحدهما يتحدر من الرشيدية من مواليد 1979، والآخر من الخميسات وهو من مواليد 1989، حيث تم وضعا بدورهما رهن الاعتقال الاحتياطي، لعرضهما على مستشفى محمد الخامس، من أجل إجراء فحوصات عليهما لمعرفة درجة إصابتهما بداء فقدان المناعة، في حين لازالت العناصر الأمنية تقوم بمجهودات لمعرفة الأشخاص الآخرين الذين مارسوا الجنس مع المتهمة، وذلك بتنسيق معها لإخضاعهم للخبرة الطبية للتأكد من إصابتهم بهذا الفيروس القاتل. وكانت عناصر الشرطة القضائية، اعتقلت المتهمة، وتبلغ من العمر حوالي ستة وثلاثين سنة، بعد أن تقدمت بشكاية لدى مصالح الدائرة الأمنية الأولى، تتهم فيها رفيقاتها اللواتي يقطن معها في شقة للكراء بالمدينة القديمة، بطردها من المنزل والاعتداء عليها، حيث أسفر البحث معهن عن حقائق مثيرة أدلى بها المشتكى بهن، اللائي أكدن أنهن قمن بطردها بعد أن علمن أنها مصابة بمرض "السيدا" وتقوم بجلب الزبناء إلى البيت وتمارس معهم الجنس. على إثر ذلك، وبتعليمات من الوكيل العام، تم وضع المتهمة رهن تدابير الاعتقال الاحتياطي، كإجراء احترازي لتعميق البحث معها حول هذه الفاجعة، حيث اعترفت بأنها تعلم بإصابتها بهذا المرض، الذي انتقل إليها عبر زوجها في مدينة وجدة، مبرزة أنها حلت بطنجة منذ نحو شهرين فقط، بعد أن فرت من زوجها وأسرتها. وعن الأسباب التي دفعتها لممارسة الجنس مع أشخاص وهي تعلم بمرضها، أكدت المتهمة أنها فعلت ذلك لدوافع انتقامية من الرجال، مشيرة إلى أنها ضاجعت عددا من الشباب، إلا أن ما تم التعرف عليهم لحد الآن ضحيتان اثنان. يذكر، أن فرقة تابعة للشرطة القضائية بطنجة انتقلت إلى مدينة وجدة من أجل اعتقال زوج المتهمة، غير أن أسرته أكدت أنها طردته من البيت، وهو الآن موضوع مذكرة بحث وطنية.