تحتضن مدينة البوغاز ما بين 2 و 10 نونبر المقبل الدورة الأولى من "مهرجان طنجة للسينما الإسبانية" الذي ستعرض خلاله مجموعة من روائع الفن السابع بالجارة الإسبانية. ويهدف المهرجان، الذي تنظمه وزارتا الخارجية بالمغرب وإسبانيا بالتعاون مع بلدية مالقا والجماعة الحضرية لطنجة، إلى "التعريف بالسينما الإسبانية بالمغرب وخلق فضاء للتبادل الثقافي ينبني على الاحترام والاختلاف". وأوضح المنظمون أن المهرجان، الذي يدخل في إطار مشروع "بين ضفتين"، الذي أطلق في يناير الماضي بمدينة مالقة الإسبانية، يعد تجسيدا لاتفاقيات التعاون الثقافي بين البلدين، التي تم التوقيع عليها خلال الزيارة الأخيرة لرئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو للمغرب. وفي هذا الإطار، أكد كاتب الدولة الإسباني في الشؤون الخارجية السيد بيرناردينو ليون اليوم خلال ندوة صحافية لتقديم المهرجان أن "تنظيم مهرجان للسينما الإسبانية بطنجة يشكل خطوة نحو الأمام لتعزيز التعاون والصداقة بين البلدين"، مذكرا بأن "زيارة رئيس الحكومة الإسبانية الأخيرة للمغرب تمخضت عن التوقيع عن عدة اتفاقيات لدعم التعاون الثقافي بين البلدين"• وأشار إلى أن هذه الزيارة "أكدت على ضرورة الرقي بالتعاون الثقافي نظرا لبعده الاستراتيجي كجسر يربط البلدين الجارين"• وأشاد المسؤول الإسباني بإرادة مدينتي طنجة المغربية ومالقة الإسبانية للانخراط في تجسيد هذا البعد الاستراتيجي على أرض الواقع، من خلال تنظيم هذا المهرجان الأول من نوعه بالمغرب. وأعلن، بهذه المناسبة، عن قرب التوقيع على اتفاقية مشروع تهيئة وترميم مسرح ثيربانتيس بطنجة، الذي حظي بدعم من الحكومة الإسبانية قدره مائة ألف أورو, في أفق احتضانه دورات "مهرجان طنجة للسينما الإسبانية" المقبلة. من جانبه، أشار عمدة مدينة مالقة السيد فرانسيسكو ديلا طوري برادوس، أحد الأطراف المنظمة، أن مهرجان مالقة للسينما الإسبانية، الذي بلغ دورته العاشرة هذه السنة، يضع خبرته وتجربته السينمائية في سبيل تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين. وأبرز السيد برادوس أنه ابتداء من السنة المقبلة، سيكون للسينما المغربية ملتقى سنوي بمدينة مالقة، يهدف إلى التعريف بالسينما المغربية ونجومها وتسويق أفلامها في إسبانيا، ومن خلالها في باقي الدول الأوربية. وعن دوافع اختيار مدينة طنجة لاحتضان مهرجان السينما الإسبانية، أوضح عمدة مالقة أن بين مدينة البوغاز ومالقة روابط تاريخية وجغرافية وإنسانية، تجعل من هذه الحاضرة المغربية، الواقعة على البوابة الجنوبية لمضيق جبل طارق، الفضاء الأنسب لاحتضان رموز الفن السابع الإسبان وروائعهم. ومن المنتظر أن يشكل المهرجان، الذي سيستفيد من إشعاع مهرجان مالقة الذي دأب على تغطيته مئات الصحافيين من أوربا وأمريكا اللاتينية، فرصة للترويج لمدينة طنجة وطنيا ودوليا أياما قبل الإعلان عن المدينة التي ستحظى بتنظيم المعرض الدولي 2012• وسيكون جمهور مدينة طنجة على موعد مع 16 شريطا مطولا من روائع السينما الإسبانية خلال العقد الأخير، من بينها على الخصوص شريط (عودة) للمخرج العالمي بيدرو ألمودوبار، و (دون حياء) لخواكين أوريستري. وستتنافس الأشرطة المشاركة على الظفر بإحدى جوائز المهرجان، والذي خصص جوائز استحقاق لأحسن شريط، وأحسن مخرج، وأحسن ممثل وممثلة، وأحسن سيناريو، بالإضافة إلى الجائزة الخاصة للجنة التحكيم، وجائزة النقاد، وجائزة الجمهور الذي سيختار فيلمه المفضل عبر التصويت. كما سيتم خلال المهرجان، الذي ستحتضنه الخزانة السينمائية لطنجة (سينما الريف سابقا) عرض عدد من الأشرطة الوثائقية التي تناولت موضوع الهجرة خلال الأربعين سنة الأخيرة من تاريخ إسبانيا كبلد مصدر ومستقبل للهجرة. وخصصت ندوتا المهرجان لمناقشة المشاكل التي تعاني منها صناعة السينما بالبلدين، حيث ستتطرق الندوة الأولى إلى المشاكل التقنية كالإخراج واختيار أماكن التصوير، في ما ستتناول الثانية مشاكل التمويل والإنتاج. تجدر الإشارة إلى أن السينما الإسبانية تنتج ما معدله 140 شريطا سنويا، خمسون شريطا منها من إنتاج مشترك بين مهنيين إسبان وأجانب. حضر هذه الندوة الصحافية والي جهة طنجة تطوان السيد محمد حصاد، وممثلين عن الجماعة الحضرية لطنجة والمركز السينمائي المغربي, وعدد من مهنيي الفن السابع بمدينة طنجة.