في وسط الصورة: الإطار الوطني رشيد الطاوسي كان حماسنا قويا عندما عقدت وزارة الشبيبة والرياضة والشركة المسيرة للملعب الكبير بمدينة طنجة، ندوة صحفية، وأطلقا تصريحاتهما بخصوص استضافة عاصمة البوغاز للفريق الكاطالاني الذائع الصيت، إف سي برشلونة؛ وتم الحديث، حينئذ، عن مواجهة الفريق الوطني المحلي، بقيادة الإطار الوطني رشيد الطاوسي. وكان اعتزازنا وفخرنا بارزين باستقبال حدث رياضي مشهود سيشد إليه الأنظار من داخل المغرب ومن خارجه، فضلا عن تحمس جمهور مدينة طنجة خصوصا، وجمهور الشمال، عموما، لإنجاح هذه التظاهرة الرياضية المتميزة. لكن تفاعلنا الايجابي والحماسي مع هذا الحدث، سرعان ما تبدد مع تلقي نبأ برمجة فريق الرجاء البيضاوي لمواجهة النجوم الكاطالانية؛ خارج أية معايير رياضية موضوعية. فلو كان أصحاب القرار الرياضي الوطني، ملتزمين بقواعد وروح الرياضة، لسارعوا، في حالة استحالة برمجة المنتخب الوطني المحلي، إلى برمجة بطل المغرب في البطولة الاحترافية، المغرب التطواني، الذي سحر الجمهور الرياضي المحلي والوطني، بأدائه الرياضي الجيد. أو حتى لتم التفكير في الفريق البركاني، نهضة بركان، الذي تسلق، بنجاح، سلم الصعود إلى البطولة الإحترافية الوطنية. لكن، ومع الأسف الشديد، وبألم مر، نستغرب لتحكم منطق الذاتية والاستعلاء المتمركز في محور الرباط-الدارالبيضاء، على حساب منطق الاحتكام لمعايير رياضية و جغرافية موضوعية. لا يسعنا، أمام هذا التعسف الهزلي، إلا أن نصطف إلى جانب جمهور مدينة طنجة خصوصا، وجمهور جهة الشمال عموما، لنستنكر هذه السياسة التي تتمادى في إحباط الرياضة في الشمال، والتي تعبر عن نوايا وخلفيات متجذرة لدى أصحاب القرار الرياضي في المركز؛ مع التقدير والاحترام الرياضي البالغ الذي نكنه لفريق الرجاء البيضاوي، الذي لا يجادل أحد في عراقته ومستواه الرياضي. وأمام هذا الاحتجاج والاستنكار نتمسك بالعمل من أجل إعادة الاعتبار للرياضة المحلية والجهوية على قاعدة الاستثمار الذاتي في الموارد المادية والبشرية والتقنية.