اختتم وفد المكتب الدولي للمعارض زيارته للمغرب يوم الثلاثاء 13 نونبر 2007، بطنجة باحتفال كبير خصته ساكنة مدينة البوغاز على طول المسار الذي مر منه الموكب، للتعبير عن انخراطها لترشيح طنجة لاحتضان المعرض الدولي2012 هذا الدعم، عبر عنه آلاف الأطفال بقمصانهم البيضاء التي تحمل شعار "إكسبو2012 "، وعدد من الفرق الموسيقية الشعبية التي أبانت عن غنى التراث الفني المغربي، بالإضافة إلى عشرات العروض بدروب المدينة العتيقة وحواريها وعلى طول الكورنيش. فعلى مستوى انخراط السكان، وهو أحد المعايير المهمة التي يعتمد عليها أعضاء المكتب الدولي للمعارض لتقييم ملف ترشيح مدينة ما، تمكنت مدينة طنجة، وباستحقاق، من التفوق على منافسيها ييسو (كوريا الجنوبية) و واركلو (بولونيا). وكان الأعضاء74 لوفد المكتب الدولي للمعارض، والذين أعربوا عن إعجابهم بانخراط ساكنة طنجة، على موعد مع عروض في الهواء الطلق وعلى شاطئ البحر بالإضافة فضلا عن عروض جوية. وبعد الترحيب الحار الذي لاقوه بساحة "9 أبريل" التاريخية حيث صدحت أصوات رخيمة لعشرات الأطفال على إيقاعات طبول ونايات الفرق الموسيقية، تاه أعضاء وفد المكتب الدولي للمعارض في سحر وعبق المدينة العتيقة قبل أخد استراحة بساحة السوق الداخل، لشرب كأس شاي مغربي والاستماع إلى الموسيقى الأندلسية لجوق تقليدي من المغنيات. وفي ساحة المسيرة، قدم عشرات الأشخاص عرضا جماعيا عكس تقاليد المغرب، حيث سارت مواكب زواج يلبس فيها الكل زيا شعبيا وفق تقاليد كل منطقة من جهات المغرب، بينما اصطف مئات الأطفال في عرض فني يجسد روح مدينة طنجة الدولية والمنفتحة، والتي استوطنتها عدد من الحضارات طيلة تاريخها الضارب في القدم. ومباشرة بعد وصولهم إلى المكان الذي اختير لاحتضان المعرض الدولي2012 ، وبعد إزاحة الستار عن لوحة تذكارية تحمل رايات البلدان أعضاء المكتب الدولي للمعارض، كان أعضاء الوفد على موعد مع عرض جوي لمجموعة طائرات صغيرة حلقت مخلفة سرابا بألوان مختلفة. بعد ذلك اصطف أعضاء الوفد ومرافقوهم من المغاربة على طول خليج طنجة لمشاهدة ختام هذه الزيارة، حيث قذفت عشرات المراكب وسفن القطر المياه في السماء، كما أبحرت عدد من الزوارق السريعة حاملة رايات شعار "إكسبو2012 ". وبعد مؤتمر مراكش الذي تمحور حول شعار ترشيح مدينة طنجة، تلقى أعضاء وفد المكتب الدولي للمعارض بطنجة شروحات حول الملف التقني والمشاريع التي ستشهدها المدينة استعدادا لاحتضان هذه التظاهرة الدولية. وحسب معطيات الملف التقني، فقد بلغت الميزانية الإجمالية المرصودة لتنظيم هذا الحدث العالمي3 ر5 مليار درهم. ويمثل هذا الغلاف المالي كلفة المشروع الإجمالية بما في ذلك تحويل الأجنحة وبناء المنشآت المتعلقة بشكل مباشر بالمعرض، وتتكفل بهذا المبلغ الشركة المنظمة لهذه التظاهرة. ويتضمن هذا الورش الكبير، المنتظر إقامته على مساحة25 هكتارا بخليج طنجة، على الخصوص تهيئة الأجنحة الموضوعاتية وتجهيزها بكلفة إجمالية قدرها500 مليون درهم، وبناء مساكن قرب الموقع بغلاف قدره600 مليون درهم، وتشييد قصر للمؤتمرات بمائة مليون درهم. وكغيرها من المدن التي احتضنت هذه التظاهرة العالمية، كباريس وبرجها إيفل المشيد بمناسبة المعرض الكوني1889 ، سيخلف المعرض لمدينة طنجة معلمة ستشكل هويتها على المستوى الوطني والدولي، حيث يروم المشرفون على تنظيم المعرض الدولي2012 بناء علامة بصرية رائعة في هندستها على شكل "شمس غاربة" ستتطلب استثمارا بقيمة250 مليون درهم. وحسب المعطيات التفصيلية التي تم الكشف عنها، ستضم "الشمس الغاربة"، التي ستشيد على شكل نصف كرة بمياه خليج طنجة، أحواض مائية وأروقة عرض وكذا قاعة ندوات ضخمة. وأكد المشرفون على أن الموقع المفترض لاحتضان المعرض، والذي يشكل عنصرا هاما في الملف التقني لترشيح مدينة طنجة، ستتم تهيئته وفق تصور عمراني غير مسبوق يستجيب للمعايير الدولية الأكثر صرامة فيما يخص السلامة والفعالية. ويعد الموقع سهل الولوج بفضل ثلاثة محاور طرقية كبرى تتميز بحركة منتظمة، تجوبها وسائل نقل جماعي تحترم المعايير البيئية، تربطه بوسط المدينة ومحطة القطار من جهة، وبميناء طنجة المدينة من جهة أخرى، ومن المنتظر أن يتم بناء مربض سيارات يتسع لثمانية آلاف سيارة و500 حافلة. وتفرض هذه التجهيزات نفسها بالنظر إلى حجم هذه التظاهرة الكونية، حيث توقعت دراسات أن يستقطب المعرض ستة ملايين زائر طيلة الأشهر الثلاثة لتنظيمه (16 يونيو إلى16 شتنبر) مع وتيرة زيارة يومية قد تصل إلى130 ألف زائر. وبعد عدة مراحل تم قطعها منذ تقديم ترشيح مدينة طنجة لأول مرة في يونيو2006 ، تعد هذه الزيارة آخر مرحلة قبل تصويت أعضاء مكتب الدولي للمعارض لاختيار المدينة التي ستحظى بتنظيم هذه التظاهرة.