يتوجه حجاج بيت الله الحرام، فجر اليوم الخميس الثامن من شهر ذي الحجة، إلى صعيد منى لقضاء يوم التروية اقتداءً بسنة المصطفى – صلى الله عليه وسلم، محرمين على اختلاف نسكهم، متمتعين وقارنين ومفردين. وبدأ ضيوف الرحمن في التوافد إلى مشعر منى ابتداء من مساء اليوم، ليشهدوا يوم التروية، حيث يستقر مليون حاج غداً في منى وسط استعدادات مكثفة ومستمرة لكافة الجهات الحكومية والخدمية في تنفيذ خطة تصعيد ضيوف الرحمن إلى المشعر، وقضاء يوم التروية اتباعاً لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسط أجواء روحانية وسكينة، في حين تهيأ مشعر منى بكافة الخدمات والتجهيزات، استعداداً لضيوف الرحمن الذين يصلون في الساعات الليلة. ويُعد مشعر منى أول محطات مناسك الحج في المشاعر المقدسة، ويقضي الحجاج في هذا المشعر يوم التروية وليالي التاسع والحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة لمن يتعجل، وليلة الثالث عشر لمن يتأخر. ويعتبر مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، فبه رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ويقع المشعر داخل حدود الحرم بين مكة ومشعر مزدلفة على بعد 7 كلم شمال شرقي المسجد الحرام، ويحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكن إلا مدة الحج، ويحده من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر. ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها مسجد الخيف الذي صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله، وكذلك مسجد البيعة والشواخص الثلاثة التي تُرمى، ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى بيعتا العقبة الأولى والثانية. ويستحب التوجه لمنى قبل الزوال – أي قبل الظهر – فيصلي بها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً للصلاة الرباعية وبدون جمع، ولا فرق في ذلك بين أهل مكةالمكرمة وغيرهم.