افتتحت، أمس الجمعة بطنجة، أشغال أول مؤتمر دولي حول الاستعمالات العلاجية والصناعية لنبتة القنب الهندي، بمشاركة ثلة من العلماء والباحثين والأطباء ورجال صناعة مغاربة وأجانب. ويندرج هذا المؤتمر، الذي تنظمه الجمعية المغربية الاستشارية لاستعمالات القنب الهندي، في إطار الجهود التي يبذلها المغرب من أجل تطوير مختلف الجوانب العلمية التي من شأنها تقديم قيمة مضافة معتبرة لهذا القطاع. وأكد مدير البحث العلمي والابتكار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، أحمد حموش، في كلمة خلال افتتاح أشغال هذه التظاهرة، على أهمية هذا اللقاء الذي يطمح إلى أن يشكل ملتقى لتبادل الأفكار والخبرات في مجال القنب الهندي، ومناسبة للتطرق إلى العديد من القضايا التي ستغني النقاش وتفضي إلى توصيات تتيح دعم ومواكبة الدينامية التي تم الشروع فيها بعد صدور القانون رقم 21-13 المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي. إعلان وأشار السيد حموش إلى أن هذه التظاهرة تجسد أيضا إرادة الجميع للعمل على إنجاح هذا الورش الوطني الهام، مسجلا أن المغرب يزخر بمؤهلات مهمة ومتنوعة من النباتات العطرية والطبية، ضمنها النباتات المصنفة كمنتجات صالحة للاستعمال الطبي أو العطري، كنبتة القنب الهندي. وذكر بأن "هذا الغنى يتيح للباحثين المغاربة العديد من مجالات البحث التي تغطي العديد من الجوانب من بينها على الخصوص البيولوجيا وكيمياء النباتات والتصنيف وعلم الأدوية النباتية، ما يساهم في تطوير القيمة السوسيو اقتصادية والنهوض بالبحث التطبيقي وتثمين الموروث الطبيعي الوطني، والابتكار في تقنيات التحويل، التي تعتبر محفزات رئيسية للنمو وتعزيز القدرة التنافسية، مما يتيح خلق الثروة وإحداث فرص الشغل". وتابع المسؤول أن فرص تطوير استعمالات القنب الهندي لأغراض طبية وتجميلية وصناعية بالمغرب حقيقية وواعدة بالنظر إلى المؤهلات التي ترخز بها المملكة في ظل وجود تربة ومناخ ملائمين والقرب من الأسواق الأوروبية والإفريقية وكذا الخبرة المتجذرة للفلاحين التقليديين، مسجلا أن البحث العلمي حول نبتة القنب الهندي يعتبر أحد الأولويات الوطنية الست للبحث العلمي في أفق سنة 2025. وأكد أن نبتة القنب الهندي والمنتجات الصيدلانية والتجميلية المشتقة منها تشكل موضوعا هاما للبحث يتطلب تعبئة الفاعلين الوطنيين من مختلف الانتماءات، والانفتاح على شبكات وشركات دولية كبرى للبحث، وانخراط الفاعلين في القطاع الخاص في تثمين منتجات البحث، بغاية تحقيق أفضل استغلال علمي ممكن لهذا الغنى الطبيعي، والاستجابة لانتظارات النموذج التنموي الجديد. من جهته، أكد رئيس الجمعية المغربية الاستشارية لاستعمالات القنب الهندي، رضوان ربيع، أن هذا المؤتمر يروم تدارس الاستعمالات العلاجية والصناعية للقنب الهندي، وإمكانية استعمال مكوناته في إطلاق أنشطة اقتصادية ذات قيمة مضافة، لاسيما بعد المصادقة على القانون رقم 21-13 المتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي. وسجل أن هذا اللقاء يشكل أيضا مناسبة للاطلاع على التجارب الأجنبية والممارسات الفضلى في المجال، لاسيما التجربة التي طورتها الولاياتالمتحدة، ومناقشة محاور البحث التي يتعين تطويرها بشراكة مع جامعة عبد المالك السعدي، وجامعة محمد الأول بوجدة، والمعهد الوطني للبحث الزراعي والوكالة الوطنية للنباتات الطبية والعطرية، لتسريع استعمال القنب الهندي في الصناعات ذات الصلة، والاستفادة من مختلف مميزات هذه النبتة المتوفرة بالمغرب، معتبرا أن من شأن الاستغلال الأمثل لهذه النبتة أن يجعل منها قاطرة لنشاط صناعي متجدد. من جانبه، توقف رئيس جامعة عبد المالك السعدي بوشتى المومني عند أهمية البحث العلمي والابتكار والتكوين الملائم، داعيا إلى إحداث المركز الجهوي للبحث وتثمين القنب الهندي بالحسيمة، بشراكة مع فاعلين سوسيو اقتصاديين محليين وجهويين ووطنيين ودوليين. وأوضح السيد المومني أن هذا المشروع يروم ضمان استغلال وتدبير مستدام وعقلاني للمؤهلات التي تزخر بها جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، لاسيما القنب الهندي، والحفاظ على التنوع البيولوجي، وتعزيز البحث العلمي والابتكار في إطار قانوني حول الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي في أغراض متنوعة طبية وتجميلية وصيدلانية وصناعية، مسجلا أن هذا اللقاء سيشكل إطار مرجعيا متعدد الأبعاد في مجال البحث والابتكار. أما كريم عمور عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب، فاعتبر من جهته أن سلسلة قيمة القنب الهندي بأكملها تكمن بالخصوص في التثمين الصناعي لهذه النبتة، مؤكدا عزم الاتحاد العام لمقاولات المغرب على تعبئة 37 فيدرالية عضو تمثل كافة مكونات النسيج الصناعي، من أجل تشجيع الاستعمالات الصناعية للقنب الهندي. وتابع أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب يعمل على تطوير أربعة محاور أساسية في هذا المجال، تهم تسريع تنفيذ المشاريع، والالتزام تجاه صغار الفلاحين، واحترام والمحافظة على النظم البيئية، والتثمين الحقيقي لهذه النبتة. من جهتهم، أكد المتدخلون على ضرورة وضع الثقة في المؤهلات المغربية العلمية والطبية والصناعية، وتشجيع بروز استعمالات جديدة علاجية تلائم الإشكاليات الوطنية للصحة العمومية، وتضافر الجهود بين مختلف المتدخلين، وملاءمة الترسانة القانونية والتنظيمية مع الخصوصيات المحلية، وتشجيع إحداث مجموعات ابتكار حول القنب الهندي المستعمل لأغراض علاجية. وسيؤطر أشغال هذا المؤتمر، الذي ستتواصل أشغاله على مدى ثلاثة أيام، باحثون وعلماء ورجال صناعة، مغاربة أجانب، بهدف تسليط الضوء على الاستعمالات العلاجية والصناعية لنبتة القنب الهندي، وتبادل التجارب والخبرات في هذا المجال.