– سلوى العيدوني: مازالت قضية الطفلة "فاطمة" المنحدرة من أبوين من دول جنوب الصحراء، موضع اهتمام واسع في أوساط الرأي العام المحلي، بعد أيام من وصول الطفلة المذكورة بمفردها على متن قارب للهجرة السرية، إلى السواحل الإسبانية. وعلمت صحيفة "طنجة 24" الإلكترونية" لدى مصادر جمعوية، أن والدي الطفلة التي تبلغ من العمر 11 شهرا فقط، يوجدان في مدينة طنجة، الأم تدعى كوربا ديوب عمرها 33 سنة من جنسية سينغالية، والأب يدعى جون مندي ويبلغ من العمر 36 سنة وهو من جنسية غامبية ويكتريان غرفة صغيرة بطنجة يعيشان فيها. وأضافت المصادر ذاتها أن السؤال الكبير حول أبوي الطفلة الذي طرحته مختلف المنابر الاعلامية الاسبانية والدولية هو الذي دفع بالعديد من الجمعيات المدنية والصليب الاحمر في طريفة إلى البحث عن أبويها عن طريق التحقيق مع مجموعة من الافارقة الذين رافقوا الطفلة أثناء عبور المضيق. وفي حواره مع مبعوث جريدة "إلبايس" الاسبانية الذي التقى أبو فاطمة في طنجة، شرح جون مندي واقعة هجرة ابنته رفقة مهاجرين غير شرعيين بمفردها حيث تحدث عن ارتباك حدث لحظة الانطلاق بسبب الاختلاط الكبير والعشوائية التي شابت عملية ركوب القوارب التي انطلقت من سواحل طنجة. وذكر أن ابنته ركبت في قارب يضم 11 شخصا من بينهم خمسة نساء فيما هو عاد للبحث عن زوجته التي تاهت وسط ازدحام المهاجرين الذين كانوا يتسابقون لركوب القوارب المتوجهة إلى السواحل الاسبانية، مضيفا أنهما تمكنا من ركوب أحد القوارب لكن القارب لم يتمكن من الاستمرار وعاد إلى اليابسة. وأضاف مندي أنه تمكن من معرفة مصير ابنته عن طريق المنابر الاعلامية الدولية التي تناقلت خبر هجرة طفلته بمفردها على متن قارب مطاطي بشكل واسع باعتباره حدثا نادرا لأول مرة يُسجل في تاريخ الهجرة السرية التي تنشط بشكل كبير في مضيق جبل طارق بين المغرب واسبانيا. كما نقلت "البايس" الاسبانية عبر مبعوثها معاناة أم الطفلة بعد هجرة ابنتها حيث وصفت حزنها الشديد وبكائها المرير على فراق ابنتها مطالبة بعودتها إلى أحضانها وإيجاد حل يمكنها من جمع شملها بطفلتها التي لا زالت تحتاج إلى رعايتها. وفي هذا السياق بالذات سارعت الفعاليات المدنية والصليب الاحمر في طريفة بعد التعرف على أبو الطفلة إلى المطالبة بإيجاد حل يمكن أسرة فاطمة من الالتحاق بها في طريفة حيث توجد الطفلة في ملجأ خاص تحت رعاية الصليب الاحمر، رافضين بشكل قاطع عودتها إلى طنجة. وقالت الجهات المدنية المهتمة بالطفلة فاطمة أن الوضع الذي كانت تعيشه الطفلة رفقة أبويها في طنجة يعتبر وضعا مزريا لا يستجيب للمتطلبات الضرورية التي تحتاجها الطفلة في هذا السن، مشددة على التسريع في إلحاق الأم بابنتها باسبانيا. غير أن السلطات الاندلسية الممثلة لحكومة إقليم الاندلس لا زالت متحفظة على الاستجابة لمطالبات الفعاليات المدنية حيث تميل إلى ترحيل الطفلة إلى أمها بمدينة طنجة، إذ انها ترى في السماح للطفلة بالبقاء في اسبانيا وإلحاق أمها بها تجربة سيعمل العديد من المهاجرين الافارقة على تكرارها مما سيخلق مشكلة أخرى تزيد من تعميق ظاهرة الهجرة السرية. هذا وتجدر الاشارة أن الطفلة فاطمة تعد هي الطفلة الأولى من جنسية أجنبية التي تم تسجيلها بشكل رسمي في كشوفات الحالة المدنية بطنجة حيث أنها ولدت بها، كما أنها الطفلة الاولى التي تتمكن من عبور مضيق جبل طارق بطريقة سرية بدون أبويها على متن قارب مطاطي.