واصل الملك محمد السادس، الأربعاء، بمدينة طنجة، تنزيل مقاربته التنموية في كافة المجالات ذات الإرتباط الوثيق بالحياة اليومية للمواطنين، حيث أعطى ملك البلاد بحي بئر الشيفا (مقاطعة بني مكادة)، انطلاقة أشغال سوق القرب الجديد، الذي تم رصد غلاف مالي له بقيمة 100 مليون درهم. كما أشرف الملك محمد السادس، كذلك على تدشين مركز للتأهيل المهني البحري، الذي يعد تجليا جديدا للاهتمام الملكي الخاص بالعنصر البشري البشري، وكذا العزم الوطيد على جعله محركا حقيقيا للتنمية. وهو المشروع الذي رصدت له استثمارات مالية بقيمة 10.7 مليون درهم. سوق بئر الشيفا .. خطوة أخرى لتنزيل "طنجة الكبرى" ويشكل سوق بئر الشيفا، الذي هو مركب سوسيو اقتصادي متكامل، أحد جوانب البرنامج الضخم "طنجة الكبرى"، الذي سبق للملك محمد السادس أن أعطى انطلاقته في شتنبر الماضي، ويهدف إلى تحسين ظروف اشتغال التجار، وضمان استقرار الباعة المتجولين، واجتثات البنيات العشوائية والارتقاء بجاذبية المشهد الحضري. ومن شأن هذا السوق المستقبلي للقرب، الذي سيكون شطره الأول (60 مليون درهم) جاهزا في ظرف 18 شهرا، المساهمة في ضمان الجودة الصحية للمنتوجات المعروضة للبيع، والرفع من عائدات التجار، والنهوض بالبنية الاقتصادية والتجارية للمدينة. وسيشتمل هذا المشروع ، الذي يعد ثمرة شراكة بين عمالة طنجة- أصيلة والجماعة الحضرية لطنجة، على 715 محلا تجاريا، ومرآب تحت أرضي يتسع ل 200 سيارة، ومقهى- مطعم، وإدارة، ومرافق أخرى. وينسجم إنجاز هذا المشروع، تمام الانسجام، مع أهداف برنامج "طنجة الكبرى"، الذي يروم جعل طنجة مدينة توفر كل ظروف الحياة الرغدة ورحابة الفضاء. وسيساهم هذا المشروع، ذو الوقع الاجتماعي القوي، في تعزيز الظروف السوسيو- اقتصادية لآلاف السكان، وكذا إضفاء الدينامية على النشاط الاقتصادي على مستوى مدينة طنجة التي تعيش على إيقاع الأوراش الكبرى التي أطلقها جلالة الملك، حفظه الله، من أجل رفاهية عموم المواطنين. مركز للتكوين البحري .. محرك آخر للتنمية أما فيما يتعلق بمركز التأهيل المهني البحري، فهو عبارة عن مؤسسة تكوينية مواكبة النهضة التي تشهدها المنطقة التي أضحت قطبا اقتصاديا ولوجيستيكيا بامتياز، حيث يزدهر نشاط بحري واسع يتطلب مجموعة من المهن المرتبطة، بشكل مباشر أو غير مباشر، بقطاعات الصيد والنقل البحري والموانئ. ومن شأن مركز التأهيل المهني البحري، الذي يندرج إحداثه في إطار مخطط "أليوتيس" الرامي إلى تطوير قطاع الصيد البحري، المساهمة في تطوير القدرات والكفاءات الفردية عبر التكوين المستمر، والإرشاد، ومحو الأمية الوظيفية. كما سيوفر هذا المركز ، الذي شيد على مساحة 2789 متر مربع، تكوينات في المجالات المرتبطة باستغلال وقيادة وصيانة بواخر الصيد، وتثمين منتوجات الصيد البحري، والحفاظ على الموارد البحرية، وصيانة الوسط البحري. ومن أجل تمكينه من الاضطلاع بهذه المهام في ظروف بيداغوجية رفيعة المستوى ، فإن المركز يشتمل على تجهيزات ومرافق ملائمة، منها ، على الخصوص ، قاعات للدروس النظرية والأعمال التطبيقية، وقاع للإعلاميات ، وأخرى للاجتماعات، ومجموعة من الورشات (السلامة والعلاجات الأولية، الرسم والخرائط البحرية، الآلات البحرية، حياكة شباك الصيد، التبريد، الملاحة). وسيوفر مركز التأهيل المهني البحري، وهو ثمرة شراكة بين وزارة الفلاحة والصيد البحري ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، جميع الظروف المحفزة على تشغيل الشباب، والنهوض بالنسيج الاقتصادي الجهوي، فضلا عن مواكبة تنفيذ مختلف الأوراش البحرية والمينائية التي أطلقت على مستوى الجهة (الميناء الجديد للصيد بطنجة، المركب المينائي طنجة- المتوسط، وقرية الصيادين "الدالية"). ويأتي هذا المشروع السوسيو- مهني لتعزيز مختلف المبادرات التي تم إطلاقها على مستوى عمالة طنجة، والتي تروم بالخصوص، تثمين مؤهلاتها الاقتصادية ومواردها البشرية من أجل تحقيق تنمية مندمجة ، مستدامة وشاملة.