خصصت جريدة إسبانية، مقالا للنبش في أسرار فيلا "إيدونيا"، المعروفة أيضا بغابة "بيرديكارس"، التي تقع في قلب غابة الرميلات، القصية عن وسط مدينة طنجة بسبعة كيلومترات في اتجاه الغرب وأبرزت جريدة "إلبايس" الواسعة الانتشار، على متن مقال نشرته مؤخرا، أن القليل فقط من الزوار الذين يتذكرون قصة الاختطاف والنزاعات الدبلوماسية التي شهدتها هذه الفيلا، مشيرة إلى أنه بالرغم مما تعرضت له من إهمال لمساكنها وحدائقها لم يستطع أن يمحو عنها بصمات الماضي لما كانت تعج به من الحيوانات والنباتات الناذرة والليالي الفاخرة التي أقيمت بها حتى الفجر. وأضافت ذات اليومية الإسبانية، أنه حتى يومنا هذا لا تزال فيلا "إيدونيا" تثير الانبهار لكل من يقصد زيارتها عمدا أو من ساقته الأقدار صدفة ليصل لها. فهذه الفيلا، تضيف الجريدة، توجد في مكان شهد عام 1904، قضية مهمة حيت شارك الرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت في ما عرف باسم ' affaire Perdicaris ' والتي كانت تملأ مئات الصفحات من الصحف آنذاك . وذكرت الصحيفة، أن التعريفات التي تم تقديمها عن شخصية "إيون بيرديكارس"، أحد الأطراف الرئيسية في هذه الأحداث، غير متوافقة، إلا أن الرواية الأشهر، تشير إلى أن بيرديكاريس هو أحد الأثرياء الأمريكيين من أصول يونانية, كان يشغل منصب قنصل الولاياتالمتحدةبطنجة ,إذ كان قد اشترى هذا الموقع سنة من أجل زوجته التي كانت تعاني من مرض السل, وكانت في حاجة إلى هواء نقي منعش, لهذه الغاية هيأ مجموعة من الممرات المتعددة داخل الغابة, حتى تكون جولة الزوجة كل يوم مختلفة. كما استعرضت الصحيفة، قصة الغارة التي شنها مقاتلو القائد مولاي أحمد الريسوني، الذي كان يعتبر الحاكم شبه المطلق لمناطق جبالة شمال المغرب، على فيلا "إيدونيا"، وقاموا باختطاف زوجة بيرديكارس، من أجل الحصول على فدية لتمويل العمليات العسكرية لجنود الريسوني. وقد استعادت الدولة المغربية ملكية الموقع سنة 1958 وعهدت بتدبيره إلى المديرية الجهوية للمياه والغابات, وبفضل دراسة المخطط المديري حول المواقع المحمية المنجز سنة 1993, تم اعتبار منتزه بيرديكاريس موقعا إيكولوجيا, بالنظر إلى أهمية النظام الإحيائي المتنوع الذي يحتضنه. وتجدر الإشارة إلى فيلا "إيدونيا" أو قصر "بيرديكارس"، قد تم إدراج خطة لإعادة ترميه ضمن مشروع "طنجة الكبرى"، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس يوم 26 شتنبر 2013، وهو المشروع الذي سجل نشطاء جمعويون في مجال البيئةوالآثار، إيلاءه اهتماما كبيرا لهذا الجانب، في ظل استمرار مسلسل من الإهمال والإجهاز على الكثير من المكتسبات الطبيعية والتاريخية لمدينة البوغاز. {tanja24}